الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٣ مساءً

انشتاين والنسبية اليمنية !

أشرف الكبسي
السبت ، ٠٤ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
لم يكن إينشتاين يعتبر نفسه عبقرياً ، خلافاً للكثيرين منا ، وإنما مجرد (فضولي) ، قاده الفضول نحو اكتشافاته العلمية المذهلة ، وفي مقدمتها ، النظرية النسبية الشهيرة ، والتي جاءت لتدحض فرضية نيوتن عن الزمان والمكان المطلقين ، وصولاً إلى القول بأن الزمان ليس إلا بعداً رابعاً للمكان (الزمكان).. لكن عبقرية إنشتاين وتجاربه ، أغفلت بقعة من هذا الكون ، لا ينطبق عليها أياً من قوانين نسبه ونسبيته.!

في اليمن ، يخلو المكان من الزمان والعكس ، كما أن سرعة الضوء ليست قيمة كونية وحيدة مطلقة ، فقد تجاوزتها وبمراحل سرعة (كلفوت) في قطع التيار ومنع الضوء ، وإذا كانت النسبية المطلقة تنص على أنه كلما زادت السرعة قل الزمن ، فإن النسبية (اليمنية) أثبتت العكس ، فكلما زادت سرعة ووقاحة فساد أحدهم ، كلما طال بقائه في منصبه.. كما أنه وبزيادة سرعة موكب (الشيخ) ورصاصات مرافقيه ، يزداد زمن إقامة الضحايا في غرف العناية المركزة ..!

وإذا كان قانون نيوتن قد برهن أن لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه ، فإن ردود أفعال الحكومة اليمنية ، على أفعال الجريمة المنظمة وأسباب المعاناة الشعبية ، ليست كذلك على الإطلاق ، فهي متباينة جداً في القوة ، ومتوازية ومنسجمة حتماً في الاتجاه..!

لم يخطر لإنشتاين ببال ، أن نسبية اليمن تتمثل في (كلما قلت رجالك ناسبت) ، وأن قانون العلاقة بين الزمان والمكان (ثلثين بثلث) ، وإقليمين وستة أقاليم ، وأن رد فعل الدولة (لجنة) ، وأن العدالة (ثور) ، وأن (الفضول) المعرفي ، الذي مكنه من فهم قوانين الطبيعة ، له وجه آخر لا معرفي ، نمارسه نحن – باسم الدين والسياسة والوطن - لقهر بعضنا لا لفهم كوننا..!

ترى النسبية أن سرعة سقوط الأجسام ، تتزايد مع الزمن وتتأثر بالعجلة ، بينما أثبتت الثورة اليمنية ، أن سرعة سقوط النظام ، تقل بمرور الزمن ، وصولاً إلى الحد الذي يتوقف معه سقوط النظام ، لتبدأ الثورة ذاتها في السقوط ، بسرعة تفوق سرعة الظلام ، خارج مفاهيم الزمن والكتلة والعجلة ، بل وخارج المنطق والعلم والخرافة ، وبعيداً عن كل تصورات إنشتاين الفضولية..!

خرجت ثورة يوم أمس..
وفي الطريق أصابها مس..
فعادت إلى حيث كانت أول أمس..