الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٢ مساءً

ثعبان هجّر طائر من عشه..!!

فواز الخليدي
الأحد ، ٠٥ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
عندما تذكر الهجرة والارتحال والغربه والاغتراب، لابد من الوقوف على شاطئ الانسان اليمني ، المثقل بمتاعب السفر واوجاع الاغتراب ،فقد جعل الانسان اليمني الارتحال زاده واستقى من نهر عناءه..

قديما كانت هجرته للدعوة الى الله والتجارة .
هاجر اليه سالكا طريق الهدى، ولاغرابة في ذلك ، فهم الانصار وهم الاخيار .
عند الكتابة عن تلك الهجرة تغمرك السعاده والفرحه ؛كانت هجرة رابحه .
((ومن احسن قولاممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين))

وحين تغير المناخ السياسي في الوطن، واصبحت الثعابين هم المتنفذون على مقدرات البلد وخيراتها .
صار الطائر اليمني عاجزا عن العيش في كنف عشه الذي يعلوه ثعابين الوطن فجعل قبلته الاغتراب ،هجر البلدة الطيبه مودعا اهله ولسان حاله قائلا :(لعلي لا القاكم بعد سفري هذا).

غادر الى مستقبل مجهول ،رغم علمه ان بلدته طيبه ،وخيرها في ارضها لولاء ثعابينها.
اصبحت الغربه هدف المتعلم؛ وحلم الجاهل من ابناء الوطن، بنوا اوطان غيرهم بعقولهم واجسامهم غادروا ذلك العش الدافئ؛ لانهم اقتاتوا سموم تلك الثعابين..

استفاد من خبراتهم العرب والعجم؛ غادروا وهم في ريعان الشباب حُرموا زهرة شبابهم مع اهليهم ، من اجل لقمة العيش واسعاد من يعولون ،عادوا كهولاً مثقلين بالامراض .عادوا الى ارض الوطن ولم يفارقهم طيلة بعدهم عنه؛قلوبهم معلقه بالعش الدافي والصدر الحنون .

استنفذوا طاقاتهم بغربتهم ؛ورجعوا إلى وطنهم غير قادرين على صنع شئ .
ورَثوا لابناءهم واحفادهم ثقافة الاغتراب ،حتى اصبح الطفل الذي لم يبلغ الحلم يفكر بمغادرة الوطن..
عندما تسآل احد الاطفال ، عن حلمه وطموحه في المستقبل ؟

يرد عليك بثقة ؛اريد الاغترب،فثقافة الاغتراب خلقت جوا من تحفيز وسلب البقاء وعززته بين الاطفال والكبار في المجتمع..
اصبح هدفه الاغتراب في شتى بقاع الارض ،يسعى جاهداً لتحقيق ذلك الحلم ، تارة يعمل من اجل الحصول على المال .
وتارة يقترض من اجل ان تكتمل قيمة التاشيره .

عكس بقية اطفال العالم امنياتهم وطموحاتهم محصورة في خدمة وطنهم من طفل الى اخر .
لانهم وجدوا في اجواء ملائمه لطموحاتهم وامنياتهم ،لان مجتمعهم مفعم بشتى المجالات والتخصصات
فمنهم ،أطباء ومهندسون ، وطيارون،ومعلمون ،واعلاميون ...الخ
فمجتمعاتهم التي نشأؤوا فيها يفرض خلق اجيال متعلمون ....
هل سيصبح مجتمعنا مجتمع يصون ابناءه ويمكنهم من التعليم و العيش فوق ارض الوطن وتحت سماءه !! ليحملون تلك الالقاب والمسميات بعيدا عن الغربه ؟؟

نتمنى ذلك ....!