الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٥ مساءً
الثلاثاء ، ٠٧ يناير ٢٠١٤ الساعة ١٠:٢٠ صباحاً
هذا هو زمن الحوثيين ليس لكثرة اعدادهم ولا لبأس رجالهم ولكن لكونهم جماعة على قلبا واحد ومرجعية واحدة وهدفا واحد وهذا هو بالضبط ما يفتقده خصومهم وغير خصومهم من الجماعات الاسلامية المختلفة او من القبائل والأحزاب.

وبما ان الجميع في شقاق دائم وبما ان الجميع لم يعد لديهم من روح الانتماء ما لدى الحوثيين فان الصراع مع الحوثيين لا يغدوا إلا عبثا في عبث
حسم الحوثيين الامر بعد ان اعدوا العدة وهيئوا الانفس لذلك وبعد ان هيئ لهم خصومهم وانضجوا الظروف المناسبة لتحقيق غاياتهم.

ترنحت الثورة وتاهت في صراع عقيم مع فلول النظام الذين لا زالوا يمتلكون خيوط اللعبة والمبادرة ولم تأتي الثورة بجديد مطلقا فضلت مراكز القوى هيا المهيمنة وضل الفساد على حاله لذا لم تكن الثورة بعد كل هذه التضحيات بحجم التطلعات الشعبية ففقد الشعب الثقة في امكانية الخلاص مما يعانيه وتحت أي قيادة او جماعة.

كانت صعده هيا الاستثناء فبالرغم من الستة الحروب التي دمرت الاخضر واليابس فيها إلا ان عزائم الرجال لم تدمر بل انه وعلى انقاض الحرب وعلى انقاض بقايا الدولة الفاسدة والفاشلة تمكنت جماعة الحوثي من الصمود بل والانطلاق نحو بناء مؤسسات وأجهزة تمكنت من خلالها من فرض قبضتها على صعده وأوجدت فيها من العدل والأمان وهو ما يحلم بهي بقية المجتمع اليمني.

ولان الحزم والعدل والمساواة هما السمات التي ميزت حكم الحوثي لصعده وما جاورها فأن هذه السمات كانت كذلك هيا مفتاح السر في انتصارات الجماعة وعلى اكثر من جبهة وضد اكثر من خصم.

كان الاعتقاد بعدم قدرة الحوثي على مواجهة السلفيين لكونهم أي السلفيين جماعة دينية تعتد برجالها وإمكانياتها وخلفياتها وكان الاعتقاد كذلك عند الكثير بعدم قدرة الحوثيين على مواجهة اعتى قبائل اليمن وأكثرها رجالا وعتادا ولكن كل ذلك خاب تماما تساقط الجميع امام عدالة الحوثي وأمام ما يوفره من امان ومساواة التي جعلت ابناء القبائل يتسابقون للانضمام لهذه الجماعة ومبايعتها هروبا من غول فساد وجبروت مشائخ هذه القبائل والقائمين عليها من موظفي الدولة.

تساقطت المناطق تلوى المناطق على يد ابنائها وسلمت لسلطات عبد الملك الحوثي وجماعته واعتبر ذلك تحريرا لها من غول الفاسدين والمستبدين
لم ينتصر الحوثي بجيشه وقوته بل انتصر بعدله ونزاهته ومقاومته للظلم والاضطهاد تلك الحلقة المفقودة عند بقية الجماعات والقبل والأحزاب التي كان معظمها واجهات لشرعنت المفسدين في الارض.

الحوثيين في الطريق الى صنعاء اليوم يسقطون الجوف وغدا يسقطون حجة وساحلها ومن ثم سيستقبلهم عبيد اليمن ابناء زبيد ابناء الحديدة بالورود كقوة محرره وسيكونون الجند المخلصين لهذه الجماعة على طريق اسقاط جميع محافظات اليمن وإخضاعها لحكم انصار الله (الحوثيين).