الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٦ مساءً

عن النفق المظلم والمصير المجهول الذي ينتظر الرئيس هادي واليمن ؟ (1)

طارق مصطفى سلام
الاربعاء ، ٠٨ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٢٥ صباحاً
(هي سلسلة مقالات تبحث في سؤال واحد وملح وهو: إلى اين يذهب الرئيس هادي باليمن وأهله ؟! ).
نعم المطامع الدولية والنوايا الاقليمية الخبيثة في اليمن معروفة ومكشوفة ومنذ فترة زمنية طويلة وللقوى السياسية اليمنية كافة, والمهم في هذا الأمر أن هذه المطامع والنوايا الخبيثة لن يتم لها النجاح أو الوصول لمآربها بدون تواطؤ ومساندة من أطراف داخلية وقوى يمنية فاعلة تعينها على تنفيذ مخططها في الاستيلاء على ثروات اليمن والسيطرة على موقعه الاستراتيجي الهام .
الجديد في الأمر هو ذلك المنحى وتلك المعطيات التي بدأت تتضح الأن ومؤخرا في نجاح المخطط الخارجي التأمري للسيطرة على اليمن وقرب نجاح تلك القوى الدولية والاقليمية في بسط نفوذها على الارض اليمنية ونهب ثرواتها الجوفية
بشيء من التأمل في الحالة الراهنة لتأزم الأوضاع في اليمن والتدقيق في المسببات التي أدت إلى توتير الأجواء واشعال النيران والحرائق في أكثر من مكان في اليمن نصل إلى نتيجة واحدة فقط وحاسمة, وهي عدم الاعتقاد بجدية المجتمع الدولي في احتواء الأوضاع في اليمن والخروج به إلى بر الأمان كما يعلن عنه مرارا وتكرارا .

نعم لا بوجد أي حرص على اليمن من قبل المجتمع الدولي والاتحاد الاوربي ودول الاقليم الراعية لمؤتمر الحوار الوطني الذي يوشك الأن على الفشل .

الأكثر من ذلك أنني أعتقد أن القوى الدولية وخاصة الولايات المتحدة الامريكية ودول الاقليم ممثلة بالسعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ليسوا مع وحدة اليمن واستقراره ونجاح عملية التسوية القائمة حاليا وكذا انجاح الحوار وخروجه بمخرجات ايجابية تساعد على النهوض باليمن وتثبيت عوامل أمنه واستقراره وازدهاره, بل أنني أعتقد جازما ان هذه الاطراف منفردة أو مجتمعة تسعى لخلق بؤر توتر وصراع عنيفة وجديدة بين القوى اليمنية المختلفة في اليمن .

ومن المعطيات التي تؤكد صحة هذا الاعتقاد, أن نضع عدد من الاسئلة الملامسة لجوهر القضية التي تعتمل الأن في الساحة الوطنية وتنقب في المقدمات والنتائج للأحداث المتصاعدة والتي برزت مؤخرا لسطح المجتمع وأثرت على مجمل الأوضاع المتفاعلة في اليمن الأحداث المتفاعلة , حيث تكون الاجابات على تلك الاسئلة مؤشرات حقيقة على صحة الاعتقاد الجازم والحازم الذي توصلت اليه من تحليل المعطيات كافة التي تصل مجتمعة إلى حقيقة واحدة وهي أن اليمن ذاهب إلى مزيد من التوتر والصراع وتصعيد الأوضاع وانفجارها الذي يؤدي بنا جميعا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا إلى المصير المجهول .

1- والسؤال الأول لماذا لم تعمل الجهات الراعية للتسوية السياسية في اليمن في السابق أو الوقت الحالي على وضع الضوابط الكافية أو اتخاذ الاجراءات الرادعة لاحتواء جموح رموز النظام السابق وقوى النفوذ المعادية للعهد الجديد والتي تعرقل الولوج للمجتمع المدني اليمني الجديد والحديث والتي تعمل على تأزيم وتوتير وتسميم الأجواء في اليمن وهي تحديدا المعرقلة لنجاح التسوية السياسية القائمة حاليا ؟ فهم في السابق لم يضعوا في بنود المبادرة الخليجية وأليتها المزمنة اية بنود أو ضوابط تساعد على منع مثل هذه الظواهر السلبية التي تعتمل الأن ثم لاحقا لم يعملوا على اتخاذ الاجراءات المناسبة لردع هذه القوى المعرقلة للتسوية السياسية في اليمن وتعمل على ضرب أمنه واستقراره .

2- لماذا ابقت الدول الراعية للتسوية على الرموز الاساسية للنظام السابق في اليمن ولم تحرص على خروجهم منه ولفترة زمنية محددة حتى يتم تثبيت اوضاع العهد الجديد وكما حدث في تسويات سياسية أخرى مشابهة في مناطق مختلفة في العالم أشرفت عليها أجهزة وأليات الأمم المتحدة المختصة والمجتمع الدولي عامة ؟ .

3- لماذا لم يتم دفع المبالغ المالية من قبل الدول المانحة حتى الأن ؟ .

4- لماذا في هذا التوقيت الحرج تعمل الشقيقة الكبرى السعودية صاحبة المبادرة الخليجية للتسوية السياسية في اليمن واللاعب الرئيسِ فيه على طرد المغتربين اليمنيين المقيمين في اراضي المملكة لتضاعف من المصاعب السياسية والاقتصادية وتفاقمها في اليمن والتي تواجه حكومة الوفاق اليمنية, كما تعمل على دعم الرئيس السابق لوجستيا واعمال التخريب في مارب وصعده وتعرقل عمليات التنقيب عن الثروات النفطية في صعدة وتعمل كل ما يمكنها لإفشال مهام المرحلة الانتقالية واحباط جهود حكومة التوافق والرئيس هادي للنهوض بالأوضاع في اليمن ؟

5- هل ستثبت الايام القليلة القادمة ثم يوثق التاريخ ذلك, بأن الدكتور ياسين سعيد نعمان كان هو المحق في قضية الاقليمين, وهو الحريص على اليمن وأمنه واستقراره في طرحه وإصراره على هذا المشروع الذي رفض بقوة من القوى التقليدية في الشمال والجنوب ليعود الصراع مجددا الى سطح الاحداث ؟ وان الامور ستكون كارثيه على هذا النحو باعتباره اعادة لإنتاج نظام فاسد وتكرار لحلف 1994م ؟, وهل تتهيأ القوى الدولية لجولة قادمة في حسم الملف الجنوبي وعلى طريقة سياسة هنري كيسنجر (الخطوة خطوة) كما فعلوا مع جنوب السودان؟ .

6- هل كافة القوى في الداخل والخارج وفي الشمال والجنوب تسعى لهدف محدد ومتفق عليه ضمنا لإفشال المرحلة الانتقالية وعهد الرئيس هادي؟, وبالشعبي الصريح ان جميعهم يلعبوا واللعب كله يأتي ضد هادي وفي مرماه وعلى رأسه بل لو دققنا في الامر قليلا سنجد أن هادي يحفر قبره بيده ومما يجعل مصيره مثل مصير الرئيس الحمدي لو كثر من غبائه وعناده !, ولم يعمل على تسوية الملعب السياسي وسرعة مغادرته بالسلامة وفي الوقت المناسب وقبل نفاذ الفرص المتاحة ؟ .

7- هل المجتمع الدولي والاقليمي والاتحاد الاوربي مع التسوية السياسية في اليمن وحريصين على انجاحها ويدعمون الرئيس هادي فعلا ؟ ومن هم حلفاء وشركاء الرئيس هادي في هذه المرحلة الهامة لإخراج اليمن من عنق الزجاجة ؟ ومن هم حلفاء الرئيس هادي من القوى الجنوبية ؟ وهل مازال تحالفه قائما مع قوى التغيير والقوى التقليدية في الشمال؟.

8- وماذا عن تحالف الرئيس هادي مع حزب الاصلاح واللواء علي محسن الاحمر؟ سنده الرئيسِ في البقاء في السلطة هل ما زال قائما ومتماسكا أم أن رياح التغيير قد مسته هو الأخر ؟ .

9- وماذا عن الهبة الشعبية الشمالية المقررة في 14 يناير القادم التي تدعو لها معظم القوى السياسية اليمنية وخاصة حزب الرئيس هادي والتي ستشمل المحافظات الشمالية كافة! والتي أعلن عنها بأنها ضد حكومة الوفاق بينما هي موجهة في الأصل ضد الرئيس هادي ولاقتلاعه مباشرة وخاصة لو أشترك فيها أنصار الله (الحوثي) والحراك الجنوبي وبعض فصائل المشترك وتغاضى عنها الخارج والدول الراعية للتسوية خاصة ولم يمنعها فستكون هي الضربة القاضية لعهد الرئيس هادي وعلى طريقة ثورة 30 يونيو المصرية !؟ .

10- وماذا عن أنصار الله القادمون بقوة وعلى مستوى الساحة اليمنية كافة ؟.

11- وماذا عن مؤتمر قوى الجنوب المعارضة في الداخل والخارج والذي سيعقد خلال الشهر الحالي في القاهرة لاختيار قيادة موحدة لشعب الجنوب والتي ستأتي في المقام الأول لتحل محل الرئيس هادي في التمثيل الوطني أو تقوض من سلطاته وشرعيته في الحكم ؟ ومن هي الجهة التي تدعم وتشرف على انعقاد هذا المؤتمر الجنوبي والداعية له ؟(الذي يعتبر ورقة ضاغطة ويواكب انعقاده في هذا التوقيت الحرج التطورات الحاصلة الأن في الداخل اليمني!) .


نعم الاجابة عن هذه الاسئلة وغيرها يعطي انطباع حقيقي ومؤشرات قوية عن سعي القوى الدولية والاقليمية منفردة ومجتمعة إلى دفع الأوضاع في اليمن إلى الانسداد وجر اليمن إلى الهاوية, وذلك لكي يسهل لهم التدخل في اليمن من خلال فتح ملفات ساخنة جديدة تؤدي إلى تشرذمه وتشظيه على ذات الاسلوب والمنوال في تدخلهم في مناطق عربية واسلامية عديدة ومنها العراق وجنوب السودان .