الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٣ مساءً

دعوه فإنه مأمور

علي منصور
الاربعاء ، ٠٨ يناير ٢٠١٤ الساعة ١١:٢٥ صباحاً
لقد سمحت لنفسي أن استعير هذا التعبير من الحديث النبوي المشهور وأن اعيد صياغته بتصرف ليصبح "دعوا الامام عبد الملك الحوثي فإنه مأمور"، مع الاعتذار لناقة النبي صلوات الله عليه وسلم فلعلها أكرم على الله من هذا المتكبر الذي يزعم أنه صاحب حق الهي في الحكم إفتراءً على المولى سبحانه وتعالى القائل (إن اكرمكم عند الله اتقاكم). هذا الزعم الذي لم يقل به بعض من اشرف واطهر الصحابة، حتى سيدنا علي بن ابي طالب ابن عم الرسول (صلعم). الحوثي الذي تقطر من يديه دماء عشرات الآلاف من ابناء اليمن ومن اهالي صعده وحجه والجوف وعمران، الامام العائد لنا من كهوف التاريخ الأسود للائمة.

وعندما نقول انه مأمور فإننا نقصد أنه بدون أدنى شك لا يتصرف ولا يتحرك إلا بتنسيق تام ومباركة من اسياده في طهران ، كما لاشك ايضاً في أن معركته مع اولاد الشيخ الأحمر تجري بتنسيق ومباركة ودعم من صالح. صالح الذي صنع لليمنيين هذا الثعبان والذي لن يغفر له هذه الفعلة مئآت آلاف اليمنيين من شهداء سبتمبر وستلعنه عليها الأجيال الى أن يرث الله الأرض وما عليها.

مناسبة هذا الكلام ومغزاه هو أن لسان حال الدولة وردود فعلها تجاه هذا المد الحوثي يقول اتركوا الامام عبد الملك يتمدد ويتوسع ويحط اينما يريد ... ولن نعترض طريقه. ويبدوا ان الدولة والكثير من الأحزاب مرتاحة للفتوحات الحوثية... منهم من يشمت بأولاد الأحمر ومنهم من له مقضى غرض في الاصلاحيين والسلفيين. وهادي من جهة يقال انه منصوح من مستشاريه بأن هذا الزحف الحوثي (بل وكل مشكلة تشهدها البلد وتحتاج لحزم- مثل تفجير ابراج الكهرباء) ليس إلا مؤامرة عفاشية لتوريطه في حرب معهم... ومن جهة اخرى يبدوا ان هادي مرتاح لهذه المعارك الجانبية التي لاشك انها تنهك اولاد الشيخ والاصلاح وكلاهما يستاهل ويستحق الانهاك ودقدقة الروس، ولهذا نجد ان موقفه وموقف الجيش والدولة باهت لا طعم له ولا رائحة، إن لم يكن مخزي خصوصاً وهو يقوم بدور الوسيط بين ميليشيات ومواطنين يتقاتلون وفيهم من يحاصر مقار الدولة ومعسكراتها ويطالبها بالإستسلام... وهل بعد هذا ذل وضعف وإهانه للدولة وامتهان لها.

اما صالح فلا شك أنه على تنسيق تام مع الحوثيين ... والغرض تأديب الشيخ حميد ومن اليه ... كما أن الامام الحوثي يستفيد من هذا التنسيق ومن تطنيش هادي للتوسع الى مناطق اخرى خارج مناطق تأديب اولاد الشيخ. المشكلة في هذا كله هي ان الامام الحوثي هو الوحيد الذي يملك بالفعل مشروع استراتيجي وقطيع من النوق التي تسير معه لتحقيقه. هو الوحيد لأن البقية يتخبطون مشغولين بمعاركهم الجانبية ضد بعضهم البعض ولن يستفيقوا إلا بعد أن يلفظهم الواقع الذي سيخلقه الامام الحوثي على الأرض.

المشكلة الثانية المقلقة هي أنه يبدوا أن الرئيس هادي ليست لديه اية فكره عن حجم حساسيتنا في الشمال للامامة والائمة... وهذا طبيعي بحكم انه قادم من الجنوب الذي لم يحكمه الأئمة. الشماليون لن يصبروا كثيراً وهم يرون الحوثي يتوسع كل يوم ويتصرف كدولة يمتلك دبابات ومدافع ثقيلة ويعين المحافظين ويقاتل على مشارف صنعاء ويبرطع في الرضمة وفي تعز وحجه وعمران والجوف وصعده... كل هذا والدولة مطنشه. ولهذا فإن على هادي التحرك السريع لإيقاف المد الحوثي قبل أن ينفجر الوضع وتطيح به نصائح مستشاريه الفاسدة وسياسة الرقص على رؤوس الثعابين التي يبدوا انه بداء يمارسها ، إلا اذا كان يقصد ان يسلم البلد للحوثي كما سلمه صالح صعده!!