الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٧ مساءً

هل دخلت اليمن مرحلة التفتيت ؟

عارف الدوش
الخميس ، ٠٩ يناير ٢٠١٤ الساعة ١١:٢٠ صباحاً
وانا أقرأ مقابلة رئيس العصبة الحضرمية الدكتور عبد الله باحاج في صحيفة " كأرب برس " الأثنين الماضي 6 يناير التي نشرت على الصفحتين (4- 5) وبخمسة ما نشتات عريضة ملونة في رأس الصفحة الأولى وجهت لنفسي السؤال عنوان هذه التناولة .

باحاج تحدث صراحة عن الشعب الحضرمي وحق تقرير مصيره و بأن الحضارم لن يقبلوا اسم اليمن على الدولة المقبلة ويؤكد ان حضرموت ليست يمنية ولا جنوبية والحضارم يرفضون اليمننة من جديد وأن العصبة الحضرمية تحظى بتأييد رجال الأعمال الحضارم في السعودية والخليج كما اكد باحاج ان فكرة الإقليم الشرقي فكرة العصبة الحضرمية استغلها ووظفها الأخرون .

على الفور تجولت في بعض الكتابات والدراسات التي تحدثت حول مشاريع تفتيت دول المنطقة بدءاً من عراب التفييت الصهيوني المتأمرك " برنارد لويس "وحتى اخر صيحة في تقارير مراكز الأبحاث الأمريكية التي تتحدث عن السيطرة على البلدان وثرواتها بدون غزو خارجي وذلك من خلال التفتيت والتقسيم الى دويلات واقاليم متناحرة.

والهدف خلق أوضاع تسمح للولايات المتحدة والديمقراطيات الغربية من إيجاد مناخ ملائم لضمان تزودها على المدى الطويل بمصادر الطاقة النفطية والتحكم فيما يصفه بعض الجغرافيين بمركز العالم القديم أو ما يسميه خبراء الجغرافيا السياسية بـ" قلب العالم" لإعادة صياغة الوضع العالمي لعقود قادمة .

ففي سلسلة الصراعات الطائفية التي تغزو دول المنطقة في زمن "الربيع العربي" ثمة حالات من الاقتتال الطائفي في أكثر من بلد عربي لم يكن اليمن الذي استعصى على الغزاة والمحتلين عبر التاريخ آخرها وهو اليوم يبدو على أبواب مرحلة جديدة من الاقتتال الداخلي " ما يجري في صعدة والجوف وارحب والعصيمات " الذي من شأنه أن يدمّر البلاد ويحقق المشاريع التقسيمية في المنطقة التي لن تسلم منها أي بلد .

وفكرة المخطط التقسيمي هي عبارة عن تعديل لمخطط الشرق الأوسط الجديد الذي أعلنه برنارد لويس في ثمانينيات القرن الماضي ثم في بداية عام 2005 عُدل المخطط الخاص باليمن وفقاً لأبحاث وتقارير أعدها عدد من المراكز المتخصصة في الدراسات السياسية والاستراتيجية ليصل المخطط إلى صورته "قبل النهائية" التي تتمثل بتقسيم اليمن إلى أربعة أقاليم قد تزيد ولا تنقص وهي :

إقليم صعدة: ويضم محافظات مأرب والجوف وصعدة وعمران وحجة وعاصمة الإقليم صعدة أو عمران وميناء الإقليم ميناء ميدي - إقليم صنعاء: ويضم مدينة صنعاء ومحافظات صنعاء وذمار والبيضاء وإب والحديدة وتعز والمحويت وريمة وعاصمة الإقليم صنعاء وميناء الإقليم الحديدة - الإقليم الشرقي "محمية حضرموت الشرقية" ويضم شبوة وحضرموت والمهرة" - الإقليم الجنوبي "الجنوب العربي" ويضم عدن وأبين ولحج والضالع"

ويبدو أن بعض الأحداث والتطورات دفعت القائمين على مخطط التقسيم إلى تعديل المخطط ليصبح مكون من أربعة اقاليم هي : الإقليم الغربي "تعز وإب والحديدة" والإقليم الجنوبي "عدن وأبين ولحج والضالع" والإقليم الشرقي "شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى " والإقليم الشمالي "ويضم بقية المحافظات وعاصمته عمران أو صنعاء وميناؤه ميدي"

وتذكر احدث التقارير المتعلقة بالتقسيم والتفتيت أن ثمة اتفاقاً بين الدول الراعية لمخطط تقسيم اليمن على أن لا يتم إجبار اليمنيين على تقسيم بلدهم وإنما تهيئة الأجواء التي تجعل قسماً من اليمنيين يقبلون طواعية بمخطط التقسيم ويتم تنفيذه بأيادٍ يمنية وبرعاية الدول الحريصة على التقسيم إلا أن العقبة أمام هذا المخطط كما هي العقبة في أكثر من بلد عربي يُراد تقسيمه هو الجيش والمؤسسة العسكرية وبالتالي لابد من تقسيمها أولاً او زجها في حروب داخلية لإضعافها.

وليس خافياً ان هناك أجندة أمريكية بريطانية في التواجد العسكري على الأراضي اليمنية ومياهه الإقليمية للسيطرة على الموقع الاستراتيجي الهام على المستوى الإقليمي والدولي وما يتطلبه ذلك من مبررات وذرائع مقنعة للتواجد في المنطقة.

وأخيراً : وفي أخطر دراسة سربت عبر مراكز ابحاث اشرف عليها 4 وحدات بحث تضم 120 خبير استراتيجي سياسي وعسكري معظمهم من الجنسية الأمريكية ووضعت الدراسة أكثر من 69 سيناريوها متوقعا لمواجهة شعوب المنطقة على مدار 750 يوما متلاحقة قبل تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات وولايات بحجم الإمارات وقطر والكويت.