الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٥ مساءً

التأريخ يتكلم و يتألم

عبد السلام راجح
الجمعة ، ١٠ يناير ٢٠١٤ الساعة ١٠:٢٠ صباحاً
فقيد الوطن والثورة المناضل عبدالملك الطيب طيب الله ثراه لم يكن احد يعلم عن نضاله وكفاحه وسيرته العطرة سوى القلة القليلة والسبب يعود الى التقارب بين النظام الامامي البائد والمخلوع لتغييب وطمس معالم الثورة وابطالها الشجعان من الساحة وحتى المناهج الدراسية ليحلو له ولامثاله أن يتسلقوا جدار الوطنية وينسبوا لانفسهم المواقف البطولية والنظالية الثورية.

حكم المخلوع 33 سنة لم نسمع خلالها انه كرم هذه القامة الوطنية او قدم لها عبارات الشكر مع كل مناسبة بالثورة السبتمبرية بل تغاضى عن ذلك وسعى لتقويض اهداف الثورة السبتمبرية والالتفاف عليها وتغييب القامات الوطنية تماما من المشهد.

التأريخ اصبح الان يتكلم عن بطولات المناضل عبد الملك الطيب وفي نفس الوقت يتألم على الثورة السبتمبرية وابطالها الاحرار الذين سجلوا ملحمة وطنية يستحيل نسيانها او دفنها ما دمنا على قيد الحياة ,سنناضل ونجاهد من اجل حماية الثورة من العفاشنة والاماميون الظلاميون عشاق الجهل والخرافة سنصد هجماتهم وسنقف ضد كل من تسول له نفسه المساس بالثورة السبتمبرية او رجالاتها الشجعان.

ان نجاح الثورات يكون حين يتم تكريم ابطالها وليس الالتفاف عليها وسرقتها وصدق من قال ان الثورات يقوم بها الابطال ويتسلق عليها الانذال ,وهذا هو لسان الحال بل الواقع المرير الذي خسرنا فيها ثوار الثورة السبتمبرية مرتين الاولى حين الوفاة والاخرى حينما مسحنا تأريخهم من مناهجنا المدرسية وطمسنا معالمهم من وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة ولم نسمع عن اربعينيات تسجل لهم بالرغم من انها تقام للكثير.

في الوقت الحالي وبعد رحيل المناضل السبتمبري عبدالملك الطيب يصبح الشخص الوحيد الذي يمتلك التأريخ الحقيقي للثورة السبتمبرية هو الشيخ الزنداني الذي سجل سلسلة النظال وأحداث الثورة في أشرطة كاسيت ولكن وببالغ الأسى تكاد هذه السلسلة ان توارى التراب في ظل الإهمال .الكبيرلهذه الطليعة والفترة ولنا أن نطالب الشيخ ان يقوم بطباعة كتاب يشرح فيه تفاصيل الثورة السبتمبرية من أولها لاخرها حتى يتاح للشعب اليمني معرفة الحقيقة الغائبة وان يتم نشرها الى جانب كتاب فقيد الوطن عبدالملك الطيب في الصحف والمواقع الالكترونية والمناهج الدراسية
الطيب كان صديقا للزبيري ويقول في كتابه القيم"التأريخ يتكلم"أنه اصيب بصدمة كبرى حين وصله نبأ استشهاد الزبيري وهكذا كانت صدمة الشعب اليمني الذي غاب عن الوعي لحظة سماع نبأ الوفاة, ولنا ان نطالب القيادة السياسية ان تقوم بطبع هذا الكتاب وتوزيعه مجاناا لكافة ابناء الشعب حتى لا يتم اغتيال الثورة السبتمبرية مرتين ,كذلك على القيادة ان تقوم بتكريم رجال ثورة سبتمبر واكتوبر الخالدتين.

للاسف هكذا هي حياة العظماء في بلادي فالرجال الوطنينون مخفيون قسرا مغيبون من قبل حكامهم واحزابهم ولا اكاد استثني احدا.


اخيرا,,تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وعظم الله اجر الجميع ورحم الله ابطال الثورة السبتمبرية وحفظ الله من تبقى منهم.