الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٤ صباحاً

قناة السعيدة من ظلال إلى مرمى الأحداث

خالد الحريري
الجمعة ، ٢١ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٠١ مساءً
في زمن افتقر فيه المشاهد اليمني والعربي إلى قناة تلفزيونية هادفة وصادقه ومستقلة تنقل له المعلومة والأخبار الحقيقية كما هي دون تزييف أو تحريف أو مبالغه أو تهويل وتقدم للمشاهد حزمة مفيدة من البرامج المنتقاة بعناية تراعي فيها قيم وعادات المجتمع والذوق العام وتستهدف من خلالها تنمية وعي وإدراك أبناء المجتمع بالقيم والأخلاقيات ألدينيه و الاجتماعية والوطنية , أطلت على المشاهدين في اليمن والعالم قناة (السعيدة) الفضائية اليمنية حاملة لقب وطنها الحبيب "اليمن" الذي أطلقه عليها قديماً بعض مؤرخي الإغريق ورحّالتهم في القرن الخامس قبل الميلاد " بلاد العرب السعيدة" حيث كانت اليمن في تلك العهود قبلة التجار والرحالة من مختلف البلدان ومركز لا يستهان به للتجارة العالمية وتصدير اللبان والبخور والبن اليمني عبر ميناء " المخا " الشهير آنذاك .

وأرادت قناة السعيدة والقائمين عليها أن يتحقق على ارض الواقع الإعلامي اليمني والعربي دلالات اسم أو لقب "السعيدة" من خلال برامجها وتناولاتها الإعلامية لتعكس بصدق وواقعيه ثقافة و عراقة وأصالة وتأريخ وعادات وتقاليد هذا البلد الطيب بلاد العرب السعيدة.

وبدأت قناة "السعيدة" أداء رسالتها الإعلامية الصادقة والمعبرة بقوه وخلال فتره وجيزة تربعت هذه القناة على عرش حب وثقة المشاهد اليمني في كل أرجاء الوطن. وأصبحت القناة الفضائية الأكثر متابعة وجماهيرية لدى اليمنيين داخل وخارج اليمن وخصوصاٌ في شهر رمضان الكريم الذي تألقت فيه القناة هذا العام وكل عام في تقديم حزمة من البرامج المفيدة والممتعة نالت رضا وإعجاب كل اليمنيين .

ومع بداية الأزمة السياسية والأحداث والتداعيات الخطيرة في بلادنا. مطلع العام الحالي ظلت قناة "السعيدة" قناة كل اليمنيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والاجتماعية والفكرية.فاختارت شعار:(اليمن في قلوبنا جميعا).

وجعلت مصلحة الوطن العليا لب اهتمامها ومحور ارتكاز برامجها ورسالتها الإعلامية الوطنية وإدراك القائمون عليها أن واجبهم الوطني ودورهم الإعلامي الحقيقي يجب أن يوجه خلال هذه المرحلة الخطيرة والحساسة في تأريخ شعبنا إلى محاولة رأب الصراع وجمع كلمة اليمنيين وتوحيد صفوفهم نحو ما يحقق الخير والنماء لهذا الوطن ونقل ما يحدث على الساحة اليمنية بتجرد وواقعيه وحيادية إلى المشاهد اليمني والعربي بعيدةً كل البعد عن التحيز لأي طرف من أطراف الصراع السياسي على الساحة اليمنية وبعيدةً كل البعد عن أي تزييف أو تهويل أو استغلال وتوظيف مشبوه للأحداث الجارية لصالح أي من أطرافها .

وسعت القناة جاهدةً لنقل وإبراز ألصوره الحقيقيه لما يجري على الساحة اليمنية إلى مشاهديها , وإطلاعهم على أراء وأفكار وأطروحات كل الأطراف والشخصيات ذات العلاقة بالأحداث وأراء وأفكار ومختلف المحللين والسياسيين والمثقفين والعلماء والأكاديميين والشباب والشخصيات الاجتماعية والقبلية . تجاه هذه الأحداث من خلال البرنامج الرائع " في ظلال الأحداث " ومعده ومقدمه المحاور المتمكن الأستاذ القدير: محمد العامري .بالإضافة إلى البرامج الأخرى المتخصصة في تغطية الأحداث كأصداء اليوم ويوميات الصحافة .وغيرها من البرامج التي استهدفت القناة من خلالها وضع المشاهد اليمني أمام مختلف الحقائق والآراء والمواقف والاتجاهات ذات الصلة بكل ما يحدث على الساحة اليمنية من أحداث وتداعيات بأمانه وصدق وموضوعيه ومهنيه ؛ احتراما من القناة لعقلية المشاهد اليمني وإدراكه ونوعيته وقدرته على التمييز بين الغث والسمين, والحق والباطل , والجيد والرديء ، والظالم والمظلوم، والمذنب والبريء .

إذا ما توفرت أمامه الحقائق والمعطيات والمعلومات الصادقة والدقيقة والكافية عن كل ما يدور ويحدث على الساحة اليمنية. من مصادر ووسائل إعلاميه موثوقه ومستقلة ومهنيه.
ولأن الحريص على نقل وإبراز الحقيقة والسائر في دربها - خصوصاً هذه الأيام - لابد أن تعترض طريقه العديد من العقبات والمشاكل والتهديدات والعراقيل والأخطار من جهات وأطراف وشخصيات لا تريد أن تصل الحقيقة للناس , فقد لقي طاقم " السعيدة" ومصوريها العديد من الصعوبات والمخاطر والعراقيل إثناء تغطيتهم لمختلف الأحداث والتداعيات على الساحة. ولم يثنيهم ذلك عن أداء مهامهم ورسالتهم الإعلامية الوطنية الصادقة. وهو الأمر الذي جعل أعداء الحقيقة والأعلام المستقل والصادق يلجئون إلى محاولة إسكات صوت " السعيدة " وإطفاء شعاعها ووهجها الإعلامي الصادق والهادف أو التأثير عليه وحجبه عن الوصول إلى قلوب وعقول مشاهديها من خلال الحادث الإجرامي والجبان الذي تعرض له مبنى القناة يوم السبت الماضي من قصف وتدمير لمحتوياته دون وعي وإدراك من مرتكبي هذه الجريمة بأن هذا العمل الحقير لن يسكت صوت الحقيقة عبر قناة "السعيدة" أو يؤثر على رسالتها وأهدافها وأدائها الإعلامي المتميز في خدمة الوطن أو يغير من نهجها الإعلامي المستقل والحريص على مصلحة الوطن العليا. أو يحجب صداها اليومي أو الأسبوعي وظلال الأحداث من شاشتها عن مشاهديها مهما أصبحت أو وقعت هذه القناة في مرمى الأحداث وتوجهت نحوها فوهات دبابات ومدافع ورشاشات وبنادق وقناصة أعداء الحقيقة والحرية والمصداقية والشفافية الإعلامية أو الخائفين منها من أي طرف كانوا هنا أوهناك .

ختاماً أسأل من الله العلي القدير أن يعين ويوفق القائمين على قناة " السعيدة " وطاقمها في تجاوز محنتهم والاستمرار بنفس القوة والوتيرة في أداء رسالتهم الإعلامية الهادفة والصادقة لخدمة قضايا وطنهم وأمتهم . ولتظل " السعيدة " قناة يمنية " سعيدة " بأدائها ورسالتها ومحبة وتقدير وثقة مشاهديها وجمهورها , وواحة إعلاميه غناء ومتنوعةٌ ببرامجها وأفكارها الطيبة والنافعة والمفيدة لمشاهديها ومجتمعها ووطنها وأمنها .

حفظ الله الوطن وكل من يسعى ويعمل لتحقيق الخير والتقدم والنماء لهذا الوطن . والمحافظة على أمنه ووحدته واستقراره. وحسبنا الله ونعم الوكيل.