الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٩ صباحاً

المظلومية تظل ادعاء ..والحقيقـة مازالت غائبة!

د. علي مهيوب العسلي
الأحد ، ١٢ يناير ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
كنا دائما ولا زلنا مع الحراك السلمي ..لكن عندما جاء الحوار الوطني اكتشفنا أن الذين يتحاورون باسمهم ليسوا منهم ، بل تجارا يثقلون موازينهم ويستلمون ما قدّر الله لهم من مبالغ أو مناصب .. واكتشفنا أن الرئيس هادي لا يختلف عن زعيمه شيئا فهو يدفع لهذا.. ويشتري هذا .. ويعزل ذاك.. ويرهب ويهدد ويستقوي بالدول العشر.

وكنا نتعاطف مع الحوثيين في حروب النظام الستة الظالمة عليهم ،إلى أن أتت الثورة وتعرفنا عليهم أكثر ورويدا رويدا صرنا أقرب لانتخابهم في اليمن الجديد أي بعد الانتقال السلمي للسلطة .. نظرا لحسن أخلاقهم وتبنيهم مظلومية الثوار وخصوصا المستقلين والقيام بالواجب عند اللزوم..
أتاري !! أن مواقفهم تلك كانت كما هو ديدنهم "التقية" فقط من أجل أن يتمكنوا ويستطيعون أن يحشدوا وينافسوا غيرهم من الاحزاب - أقصد الاصلاح - والناس تتحرك معهم أيضا ضد الاصلاح عنادا له ،كونه هو الأخر أظهر رغبة جامحة بالسلطة والاستحواذ بها ، واقصاء الأخرين إذا استطاع ..قلنا عرفنا الحوثين أكثر عندما أتت حرب دماج وكنا نأخذ الحياد مما يدور على اعتبار أن هناك مشاريع صغرى لا يليق الوقوف معها أو تبنيها لأنها بالأساس تخدم الإقليم ولا تخدم أبناء اليمن .. وقلنا عند انطلاقها أننا ضد الحرب الطائفية لأنه لا يوجد صراع طائفي أصلا في اليمن ،وأن ما يجري فقط صراع سياسي والتقاتل على السلطة، وبما أن السلفين مرتبطين بالجارة السعودية وهي لا تريد لليمنين أن يخرجوا بسلام من أزماتهم ، فلربما استجاب السلفيون لتنفيذ ما يطلبونه منهم ،إلى أن تسرب أن السعودية ربما تدعم الطرفين ...المهم في الأمر أن شعارات الحوثين تبخرت فلا هم مع المظلومين ولاهم أنقياء ولا هم ثوار للتغيير والاتيان بدولة النظام والقانون ، ولاهم ممن يهتمون بالحفاظ على النظام الجمهوري ، ولاهم يحبون العدل والانصاف . وقد يقول قائل لماذا كل هذا التحامل عليهم ؟؛أقول لأنني صدمت من الاتفاق المشين هم واللجنة الرئاسية والضغوط على الطلاب المساكين للخروج من دماج وترك تعليمهم ومعهدهم ،ومن أن الحوثين كانوا بتفاوضهم مع وسطاء الرئيس راغبون ،بل وسعوا لترحيل طلاب دماج من معهدهم وهذا بحد ذاته هدم لكل القيم التي كان الحوثيون يتشدقون بها !!؛ فهم إذن أناس لهم مشروع صغير سادي غير تنويري بل وتطهيري وللأسف هناك من في النظام يحُقق لهم ذلك ..
إذن من نتائج نجاح ثورة الشباب السلمية .. أنها مكنت الحوثين من الظهور وطرح مشروعهم الذي اتضح جليا في هذا الاتفاق المعيب من اخراج السلفين من دماج من أنهم ظَلمة لا مظلُومين ، ومن أنهم أُسرين لا وحدوين ، ومن أنهم منا طقين لا بامتداد اليمن .

ومكنت ثورة الشباب السلمية من أن يعود للجنوب الحر دوه وريادته ، لكن من وثق بهم الجنوبيون في تمثيلهم أثبتوا أنهم بائعون في الماضي والحاضر فقد باعوا الجنوبين في 94 .. وهاهم يزايدون ويناورون ويقبضُون في مؤتمر الحوار الوطني.

إذن النتيجة هو هذا الظلم الذي بات ممنهجا ومدعوما من أركان النظام الحاكم... لذا فإننا نحذر من أن يَسُوقون البلاد الى حروب أهلية ومذهبية ومناطقية وكلها لا تسجل لهم تاريخا، بل سيلعنهم التاريخ جراء سماحهم بمثل هذه المشاريع أن تبرز ..و يا أسفاه على الدولة وهيبتها وعلى الجيش وهيكلته...مما سبق يتضح لنا جليا أن الحقيقة مازالت غائبة وأن المظلومية تظل ادعاء حتى إشعار أخر...