الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٨ صباحاً

بالعقل والمنطق .. !

جلال الدوسري
الأحد ، ١٢ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
قبل ثلاثة أيام فقط ركب معنا في السيارة أحد الشباب من الأقارب الأعزاء وهو يريد الذهاب للصلاة في مسجد السلفيين في أقصى الحارة تاركاً المسجد المحسوب على الإخوان الذي بجوار منزله ، فكان أن دار نقاش بيننا ونحن نعظه بأن صلاته في المسجد القريب من منزله أفضل له وهو كان يبدوا أنه متحمساً ومتعاطفاً بشدة مع السلفيين لما يحدث لهم من حربهم مع الحوثيين في صعدة ودماج على وجه الخصوص..

وهو شاب في مقتبل العمر وكنت وما زلت أخاف عليه من التهور والإنجرار إلى الإنخراط في تلك الحرب التي لا أرى فيها سوى فتنة قذرة من جميع الأطراف المشاركة فيها.. وقلت له مازحاً بالحرف الواحد: أوبه تتهور وتذهب إلى صعدة فلا نسمع بعد أيام إلا وقد قالوا أنك أستشهدت.. وأوبه تصدق أن من يقتل هناك شهيد ، حتى الشهادة لم يعد لها اليوم قيمة في ظل كثرة عدد القتلى بمناسبة وبدون مناسبة..

كان يضحك ويبدوا أنه يسخر مني ومن حديثي معه ، حتى وصلنا إلى حيث كان نزوله من السيارة وأنا أقول له: إن الواقع يقول أن السلفيين في دماج سوف ينتهوا ولن يبقى منهم فيها أحد ( وينتهوا هنا أقصد بها طبعاً إما التقتيل أو الترحيل)... ضحك بسخرية.. فقلت له: ضع هذا الكلام بأذنك ويوماً ما سأذكرك به.. ولم تمضي سوى ثلاثة أيام حتى أتى ما قلت له ، حيث يتم التداول في وسائل الإعلام عن موافقة الشيخ الحجوري مغادرة دماج مع أتباعه إلى محافظة الحديدة..

الشاب العزيز هذا وغيره من الأعزاء يظنون ( وبعض الظن إثم ) أنني من حديثي هذا أناصر الحوثيين ضد السلفيين وهذا ليس بصحيح على الإطلاق... لكنني أفكر بالعقل والمنطق وأنا أنظر إلى الواقع فأدرك ما يمكن أن تصير إليه الأمور..

وبالعقل والمنطق فإن الواقع يشير إلى أن الحوثيين أقوى من جميع النواحي المادية والمعنوية والعسكرية وغيرها... وهم يقاتلون عن عقيدة ما بعدها إلا الموت وإن كان السلفيين لهم نفس هذه الميزة إلا أنهم أخطأوا التقدير وأنخدعوا بما سمي نصرة رجال القبائل لهم ، إذ أن الحقيقة أن أولئك القبائل لم يقاتلوا ولا يقاتلوا إلا من أجل مصلحة والمصلحة فقط هي التي تدفعهم للقيام بأي فعل..

وعلى العموم؛ هذا ما كان يجب أن تتم عليه الأمور منذ البداية، فأرض الله واسعة والهجرة إليها خير من المضي في فتنة تأكل الأخضر واليابس..