الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥١ صباحاً

جنون الحب وحب الجنون (20)

عباس القاضي
الثلاثاء ، ١٤ يناير ٢٠١٤ الساعة ١٢:٢٠ مساءً
تناولوا الإفطار في الفندق ، خبز طاوه وشاي عدني ،،، وكلهم سعداء بهذه الجلسة التي كانت على الأرض،،، يشكلون حلقة يبدأ الحب وينتهي بهم ،،، وكانت أماني إذا اشتهت لقمة دفعتها إلى أحمد ،،، وعندما لمزها صلاح مازحا بقوله : من لقي أحبابه نسي أصحابه ؟ قالت أماني : يا صلاح ، أنا أختك وهذه أمنا ،،، وأردفت : أحمد غريب بيننا ،،، فضحكوا جميعا من لباقتها وحسن تصرفها .

" عم إذنكم " قالت الأم بعد أن انتهوا من فطورهم وهي تغمز صلاح للمغادرة ،،، وبعد أن حاولوا رجاء ببقائهم و دعوهم .

" الله ، الله على الجد والجد الله ، الله عليه " قالها صلاح بعد أن دلف الباب خلفهم ويتجه نح أماني ،،، مستهلا خطته في تغيير مسار حياتهم التي وعد بها أماني فجر هذا اليوم ،،، وكانت سببا في شروده .

اتصل أحمد بأبيه ،،، ثمرة هذا الاتصال خمسة آلاف يورو ،،، وانتهى الاتصال على صوت أبيه : هذه مصاريفك أنت وأمك .

فرح احمد شديدا بهذا المبلغ الذي سيقضي به دينه و يفيض ليعيشا به عيشة ملوك ،،، إلا أن هذا الفرح بدأ يتلاشى شيئا فشيئا من وجه أحمد حتى تحول وجهه إلى اللون البني ثم إلى اللون الأزرق و عيناه تحمر حتى كادت أن تقطر دما ،،، ما بك أحمد ؟ ما الذي حصل ، حبيبي ؟ قالتها أماني بقلب وجل ، خائف ،،، قال : المصاريف لي ولأمي ،،، يا هل ترى ،،، أين أنت يا أمي ،،، بعد خروجي من عندك فاقد الإدراك مجنونا ؟

قالت له أماني : يمكنك أن تذهب إليها ؛ تطمئنها وتطمئن عليها ،،، واتركني هنا في الفندق لا تفاجئها بما لا يسرها .

لبس أحمد ،،، ونزل مهرولا دون أن يرد أزرار قميصه على صدره ،،، ليبحث عن أمه التي لا يعرف مصيرها .

وصل البيت ،،، الباب مغلق من الخارج بقفل مؤقت ،،، سأل الجيران ،،، فكان جوابهم واحد ، فرحين أن رأوه على أحسن حال : أمك خرجت من البيت بعد خروجك ،،، وزاد أحدهم : توليت انأ إغلاق البيت حماية لها حتى تعود ومفتاحها عندي .

بحث أحمد عن أمه في كل مكان ،،، لم يجدها حتى وصل إلى المستشفيات ،،، وأخيرا وجد خبرا عنها .

" أمك ماتت دهسا بسيارة " قال له احد الأطباء ،،، وأردف : قال لنا من كان موجود قبل الحادث : أنها كانت تبحث عن ابنها ،،، وهي في حالة جنون .

هرع أحمد إلى ثلاجة الموتى وجدها ،،، بكى احمد بحرقة ،،، قبل يدها ،،، لثم أصابع قدميها ،،، وهو ينتحب ويقول : أنا السبب ، أنا السبب ،،، جاءه مسئول الأمانات وبيده " بقشة " فيها ملابسها وأمتعتها ،،، ووجد كتابا فيه قصة ،،، كانت تريد أن تقرأه عليه قبل أن ينام ،،، قرأ عنوانها فكان " جنون الحب وحب الجنون " .

- انتهت –