الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٢ صباحاً

تبددت المخاوف .. ولكن ؟!!

عارف الدوش
الثلاثاء ، ١٤ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٤٥ مساءً
الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني الدكتور احمد عوض بن مبارك أعلن في حديثه للفضائية اليمنية عشية صدور البيان الرئاسي " هيئة رئاسة الحوار " أن البيان بدد مخاوف القوى السياسية والمكونات الأخرى المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني حول وثيقة " الحلول والضمانات للقضية الجنوبية "وجاءت بنود البيان لطمأنه كافة الأطراف المشاركة في الحوار كونها ردت على اعتراضات جوهرية فاكتمل التوافق باكتمال توقيع بقية المعترضين.

وطالب بن مبارك الجميع بالاستبشار بتدشين الدولة اليمنية الحديثة والاحتفاء بما حققه مؤتمر الحوار الوطني من نتائج والبدء للتفرغ للمرحلة القادمة باعتبارها الأهم كونها مرحلة البناء وتنفيذ مخرجات المؤتمر التي لابد ان يتوفر لها الحماس والتفاؤل والنظر إلى المستقبل باعتبارها المرحلة الأهم .

والسماح إن كررت ما قاله الأمين العام لمؤتمر الحوار بين قوسين "ويجب النظر إلى مخرجات المؤتمر كحزمة واحدة " وتطرق الى ان البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني سيتضمن كل مخرجات المؤتمر بفرقه التسع"

وفي اليوم الثاني لصدور البيان 8 يناير 2014م أيد ه مؤتمر الحوار بقوامه الكامل كون بنوده تضمنت " مخرجات المؤتمر ووثائقه كافة والتي ستشكل محددات للدستور القادم " و " مخرجات المؤتمر ووثائقه كافة لن تؤسس لأية كيانات شطرية أو طائفية تهدد وحدة اليمن وأمنه واستقرار وبأنها ستضمن حلاً عادلاً وشاملاً للقضية الجنوبية في إطار دولة موحدة على أساس اتحادي وديمقراطي وفق مبادئ العدل والقانون والمواطنة المتساوية" و" ضرورة تضمين الدستور الجديد نصوصاً قاطعة تصون وحدة اليمن وهويته أرضاً وإنساناً وتمنع أية دعاوى تخل بذلك" واعتبر البيان وثيقة من وثائق مؤتمر الحوار الوطني.

إلى هنا والكلام ممتاز ورائع وتأكيد سفراء الدول الراعية في اليوم التالي 9 يناير إن التوافق يمثل دفعة نوعية وخطوة متقدمة في اتجاه إنجاح عملية الحوار الوطني أكثر من رائع ، ولكن إذا ما عرفنا أن كل تلك الإشادة وذلك الترحيب من سفراء الدول الراعية مرتبط بضرورة الانتهاء من مؤتمر الحوار قبل مناقشة ملف اليمن في اجتماع مجلس الأمن بتاريخ 28 يناير الجاري وهذا أمر طبيعي ومنطقي ومرحب به.

ولكن مرة أخرى أيضاً بما أن تأكيد الأمين العام بأن مخرجات مؤتمر الحوار هي حزمة واحدة بما فيها ما جاء في البيان الرئاسي حول وثيقة الحلول والضمانات للقضية الجنوبية كان الأحرى أن يوقع رؤساء المكونات السياسية على ذلك البيان أو حتى جميع أعضاء المؤتمر طالما وأصبح جزءاً من وثائق المؤتمر كما وقعوا على مخرجات الفرق التسع.

وبعيداً عن الهمس والغمز والتشكيك فنحن ننتظر البيان الختامي لمؤتمر الحوار بفارغ الصبر لتقول لنا فقراته أنها احتوت على نقاط البيان الرئاسي المبددة للمخاوف مع أننا كنا نفضل الرد العملي الذي يخرس الألسن ويوقف إسالة الحبر على الصفحات ونشر الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية بإدراج بنود البيان الرئاسي في متن الوثيقة خاصة وأن هناك من وقع بشروط كتبها أمام التوقيع منها يطلب استكمال ما يراه نواقص ومراجعة ما يراه ألغاما وخللاً بيناً فيها ومنها ما يعترض عن إضافة حتى حرف واحد على الوثيقة كأن بنودها مقدسة.

ما سبق لا يفسد فرحة الاحتفاء بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني كلها فهي تمثل عبقرية اليمنيين في التوصل إلى توافق وحلول لأزمات مستمرة منذ عقود تراكمت أخطاؤها فكادت تفجر اليمن كبقية دول المنطقة التي تفجرت وتطاحنت شعوبها فأحرقت الأخضر واليابس ولم تسترد عافيتها ولا أظنها فاعلة بل متشظية ومتفككة.

المهم والأهم والعبرة في التنفيذ والتطبيق على الأرض لكل ما هو جميل ويعد في مجمله عقداً اجتماعيا جديداً وصيغة جديدة للوحدة من خلال الوحدة الفيدرالية الديمقراطية بعد أن فشلت الوحدة الاندماجية بفعل حماقات الزعامات والنخب والقوى صاحبة المصالح المعيقة للتغيير والعاملة منذ أكثر من نصف قرن على ممارسة الخصي لكل مشاريع وأهداف التغيير سواء جاءت عبر ثورات ودماء" ثورات الدستور 48 وسبتمبر 62 وأكتوبر 63 والشبابية2011م" أو بتغيير سلمي ابيض" حركة 13 يونيو 74م ابراهيم الحمدي "

وأخيراً: أيدي اليمنيين على قلوبهم على انجازات تحققت على الورق فلديهم تجارب مريرة مع هكذا انجازات ووثائق ودساتير وقوانين ولوائح ولا أفضل منها لكنها لا تطبق بل جرتهم بعضها إلى حروب دامية طاحنة " أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ووثيقة العهد والاتفاق" وأعوذ بالله من الحروب والتشرذم والتفتيت واطردوا إبليس بالصلاة على الحبيب المصطفى رسول الرحمة والمحبة والسلام الذي نحن في شهر مولده عليه وعلى اله وصحبه أفضل الصلوات والتسليم.