الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٧ مساءً

الجنرال بري والمشير في مسرحية

محمد الحميدي
السبت ، ٢٢ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٠١ صباحاً
بداء الجنـرال محمد زياد بري.. حياته جنديا في الجيش الصومالي، وترقى حتى وصل إلى رتبة جنرال ثم قائدا" للجيش ووصل إلى الحكم عن طريق انقلاب عسكري في 21 من أكتوبر 1969بعد اغتيال الرئيس الشرعي للبلاد الرئيس عبد الرشيد علي شرمكه مستغلا" سيطرته ونفوذه في المؤسسة العسكرية ليفرض نفسه رئيسا" على بلاده.

وكذالك الحال كان مع صالح حيث بداء حياته كجندي في الجيش اليمني عام 1958م حتى أصبح جنرال وقائدا" للجيش بعد اغتيال الرئيس الغشمي وتولى السلطة في ظروف مشابهه لتولي محمد زياد بري مقاليد الحكم في الصومال.

ولم تكتفي ألصدفه بهذا الفصل في وحدة طريق الرجلين فحسب بل إن حياتهما وطريقة حكمهم تطابقه في الكثير من المحطات وفقا" لما يلي :-

1- لم ينل الرئيس بري قسطا" كافيا" من التعليم ومنح الرتب العسكرية المختلفة دون إن يتخرج من كليه اواكاديميه عسكريه وتقلد المناصب والاوسمه المختلفة دون أي تدريب أو استحقاقات مسبق.

2- قام بري بتأسيس الحزب الاشتراكي الثوري كحزب حاكم بعد توليه السلطة وطوي تحت عباءته كل التنظيمات السياسية ومنع إي أحزاب سياسية للمعارضة قابل ذالك صالح بتأسيس المؤتمر الشعبي العام كحزب حاكم وضم إليه كل الأحزاب على الساحة ومنع إي تعددية السياسية،

3- اتسم عهد بري بالصرامة وسلطة الرجل الواحد وجسد صالح هذا الدور في مختلف مراحل حكمه.

4- واجه بري حركات تمرد في شرق وشمال وجنوب الصومال، بالقبضة الحديدية للجيش فأثرت تلك الحروب كثيرا"على التنمية واقتصاد البلاد وصالح واجه أيضا" الجبهة الوطنية نهاية السبعينات وبداية الثمانينات وحركة الناصريين والقوميين من جماعة عبدا لله عبدا لعالم في تعز قبل الوحدة والحوثيين والحراك الجنوبي بعد الوحدة.

5- خاض بري حربا" مريرة مع جارته إثيوبيا لاستعادة إقليم - اوجادين - الصومالي من إثيوبيا، وخاض صالح نفس الحروب مع الجنوبيين ولنفس الحجة في نهاية السبعينات

6- ارتكب بري في حروبه السابقة جرائم إبادة جماعية في بعض الأقاليم التي حملت السلاح ضده أو أرادت الانفصال وارتكب صالح نفس الجرائم ضد الجبهة الوطنية في المناطق الوسطى والحراك الجنوبي والحوثيين في صعده وغيرها.

7- قمع بري بشدة التحركات التي قامت بها بعض الجماعات الإسلامية، وصالح كرر الأمر نفسه مع الجماعات الاسلاميه في اليمن كجيش عدن أبين الإسلامي بقيادة أبو الحسن وجماعة الدعوة بقيادة خالد عبد النبي في خطاط بيافع والشباب المؤمن بزعامة حسين بدر الدين الحوثي يصعده وجماعة التكفير والهجرة في الضالع بقيادة عبدا لرحمن الجزائري وجماعات أخرى لاحقا" صنفت تحت اسم تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن وجزيرة العرب.

8- إصدار الجنرال بري كثير من قرارات الإعدام بحق معارضيه بما فيهم نائبه وخمسة من كبار الجنرالات في جيشه بتهمة الانقلاب عليه وهذا مع عمله صالح مع نائبه الأستاذ/ علي سالم البيض ورفاقه عام 1994م ممن عرفوا بمجموعة (16) وقبلهم الشهيد/ عيسى محمد سيف ورفاقه من قيادات الحزب الناصري في أكتوبر 1978م والكثير من الشخصيات السياسية المعارضة لنظامه طوال فترة حكمه.

9- كان الرئيس محمد سياد برى يشغل أكثر من منصب في الصومال حيث كان رئيسا" للدولة وقائدا" اعلي للجيش وزعيما" للحزب الحاكم ورئيس للقضاء وللجنة الأمن والدفاع وصالح يشغل نفس المناصب وأكثر من ذالك باستثناء المجلس الأعلى للقضاء الذي تخلى عنه مؤخرا" يصوره شكليه فقط.

1.- كان لبري حق وقف أي قرارات تصدر من مجالس الدولة المختلفة ولا تمتلك حق إصدار إي قرارات تمس مؤسسات ألدوله أو كيان المجتمع إلا بعلمه المسبق وهذا حال صالح في اليمن.

11- . لعب زياد بري دورا سياسيا مهما في استقلال جيبوتي عام 1977، ودعم الثورة الاريترية بشكل كبير، كما عارض المقاطعة العربية لمصر بعد كامب ديفيد بشدة، وكان يتمتع بعلاقات وثيقة مع الرئيس المصري أنور السادات والسوداني جعفر النميري، والأمريكي رونالد ريجان. وصالح كان له نفس الدور في انتصار الثورة الارتيريه والثورة الاثيوبيه الذي أنهت عصر منجسو هيلا مريام الذي حاربه بري طويلا" ولو كان استمر حكمه بعد عام 1991م لاقام بنفس عمل صالح كما إن صالح كان أيضا" تربطه علاقات قويه بالنميري والسادات وريجن وممن عارضوا مقاطعة مصر بسبب اتفاقية كامب ديفيد.

12- انهار نظام الجنرال محمد زياد برى بداية العام الأول من تسعينات القرن العشرين اثر انتفاضه شعبيه متواصلة حظية بدعم وحدات مسلحة بقيادة اللواء محمد فارح عيديد احد اقرب مناصريه وواجها بري بعنف وإعمال قمع وحشيه مستندا" على أقاربه ونفوذ قبيلته وبعض قيادات حزبه الذين انهاروا إمام إرادة الشعب الصومالي وصلابته وصبره فغادر بري البلاد مخلوعا" إلى نيجيريا ليتوفي هناك عام 1995 م وهكذا الحال بالنسبة لصالح فالثورة السلمية في اليمن بداءت مع بداية العام الأول من عشرينات القرن الحادي والعشرين واستخدم نفس وسائل العنف التي استخدمها بري والافضع في هذه المصادفة المحظه قيام رفيق دربه القائد علي محسن بنفس ماقام به القائد / محمد فرح عيديد وتلعب قبيلة صالح متمثله بعائلته وبعض قيادات حزبه نفس الدور الذي لعبته قبيلة وأقارب الرئيس بري.

وبذالك نستنتج ان الرئيس صالح قد شق طريقه على خطى بري الذي توحد معه في كثير من الصفات والمحطات والإحداث الواحدة و لم يبقى إمامنا إلا الفصل الأخير الذي ننتظر فيه هروبه بعد انهيار نظامه كما فعل الرئيس بري أو إن نراء له نهاية أخرى لكي يسدل الشعب اليمني الستار على اخرفصول مسرحية بري والمشير في وحدة الطريق والمصير.