الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٧ مساءً

بدون مغالطات

محمد علي وهان
السبت ، ١٨ يناير ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
ليس غريبا عندما يكتب البعض من سدنة الظلم و القهر و العبودية عن وحدتنا البائسة ووطنينا الزائفة واعتبار كل طالب لحق العدل و المساواة مفرقا للجماعة عنصريا

ليس غريبا لو رمى المتحاملون بأمراضهم النفسية و انسلوا متسترين بحب الوطن ــ و كأن الأخرين له كارهون و اتهموهم جزافا بـفتنة منتنة و نبرة عنصرية وإفساد المجتمع.

ليس غريبا لو كتب منظر شهير أو تحدث سياسي لامعٌ أو فقيهٌ عن فتنة نائمة ملعون من أيقظها وَدعوها فإنها منتنة وغير هذا وذاك من الشعارات الرنانة الطيبة ــ التي ـ طبعا ـ لا نقدح في صدقيتها ــ بقدر ما ناسف لحال المغنين بها الذين يكذبهم واقعنا المرير
وأنا هنا في معرض الحديث عن واقع اليمنين و ما يتعرضون له من ظلم و هضم و استعباد وعن المهجرين من ديارهم ظلما وقسرا وما يسامون به من احتقار مغلف بدين التهميش و الإقصاء وعن الذين تطالهم أيدي الغدر والقتل وغيرهم من المسحوقين في منكبنا.
أنا هنا سأحاول أن أبين بعض تلك المغالطات.

أولى المغالطات التحدث عن الحقوق وكأنها دخيلة على مجتمعنا أليس مجتمعا إسلاميا مثاليا ـ على قولكم ـ؟ ألا يضمن المجتمع الحق لجميع البشر العيش بحرية وكرامة دون إذلال ؟

ثم إن الدعوة إلى الحقِّ و نشر ثقافة حقوق الإنسان ــ أيا كان لونه أو شريحته ــ ليست بالضرورة إفسادا للمجتمع و لا لأخلاقه و لا دعوة لذهاب محامده ــ ثم هل من مبادئ الإسلام أن تقتل كل من يختلف معك.

المغالطة الثانية حين يتحدث البعض عن التعايش صحيح أن تنوع أيديولوجياتنا واختلاف لهجاتنا وتباين ثقافتنا هو مصدر ثراء وعامل جمْع و توحيد وليس عامل إقصاء وتفرقة وتنكيل.

إلا أن ما تتعرض له بعض فئات من الشعب اليمني هو احتواء شرائحي ومسخ ثقافي وطمس حضاري فماذا جنينا غير التقلب في وحل العبودية ورمضاء الجهل.

إذ لا تكامل دون عدالة اجتماعية ولا عدالة دون احترام الآخر ولا احترام دون الاعتراف بهذا الآخر و بخصوصياته الثقافية والفكرية فما لم يعترف كل طرف بالآخر له كل الحقوق وعليه كل الواجبات فلا تتوقع غير وحدة شاحبة ووطنية لا طَعْم لها في استهتار بعقولنا نقول لهم كفى تحريفا وتخريفا.

و نحن نعلم جميعا أن كل واحد منا يحفظ عن ظهر قلب قوله تعالى: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" فهل التقوى في التنكيل بالأخرين ؟ وتسفيه ما يقولون أهذا هو التقوى
طبعا لا أظن أن التقوى في التنكيل بالأقليات

المغالطة الثالثة حين يتحدث البعض عن الدولة المسلمة إذا كانت الدولة المسلمة هي ما نراه يوميا في واقعنا و ما نعيشه على أرضنا و تحت ظل سمائنا فنحن لا نريدها نحن لا نريد دولة القبيلة دولة الغني الذي يزداد ثراء على حساب الفقراء نحن لا نريد الدولة المسلمة التي يستقوي بها الظالم و القوي على الضعيف نحن لا نريد دولة شبح العدالة التي تفتقد قصور عدالتها لأبسط مقومات العدل
نعم نحن نريد الدولة المسلمة التي تحكمنا بسماحة الإسلام وعدل الإسلام ووحدة الإسلام فأي عنصرية في هذا؟ ومن هم حينها أعداء الدولة؟
أقول للبعض من المتهافتين لقد سئمنا مغالطاتكم وإنكاركم للحقيقة ورفضكم لها.

علاج المرض لا يكون بالتستر عليه و لا كتمانه توقع حال المتضررين وضع نفسك مكانهم.
علاج السقم لا يكون إلا بالمصارحة مصارحة الذات مصارحة الآخر والاعتراف به والسعي جديا لحل المعضلات بعيدا عن التسفيه و الاختزال و الاحتواء .