الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٩ صباحاً

القوى التقليدية أيـــن تـُـريد للــرئيس هــادي أن يــكون؟!

د. علي مهيوب العسلي
السبت ، ١٨ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
الرئيس هادي بين رغبته في التفويض له وبين رغبته في إنهاء الحوار الوطني والفترة الانتقالية ليسجل التاريخ له الخروج باليمن الى بر الأمان !

الرئيس هادي بين خوار الامس وحوار اليوم !

الرئيس هادي بين تمديد 2009 والرغبة في التمديد بـــ2014!

الرئيس هادي بين ممارسة صالح للحكم والرغبة بأن يكون رئيس مميز!

تعالوا أيها الاصدقاء نقلب جزء من صفحات ماضينا وحاضرنا لنرى أين نقف وما هو مستقبل شبابنا؟

في مساعي لإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية بعد الانتخابات الرئاسية عام 2006 خاضت أحزاب اللقاء المشترك مع الرئيس السابق وحزبه حوارات عبثية على مدى (2007-2011) وتم التوصل الى عديد الاتفاقات لكنها لم تنفذ !

لقد أنعقد ملتقي التشاور الوطني في صنعاء عام 2010 و خرج الملتقى بما سمي (مشروع رؤية الإنقاذ الوطني) كوثيقة سياسية بالغة الأهمية، قدمت تشخيصاً واضحاً لجذور الأزمة في اليمن ، و قدمت الحلول والمعالجات لها و خطط الانتقال إلى تأسيس الدولة و مؤسساتها ، وتتضمن هذه المعالجات تحقيق الحل العادل للقضية الجنوبية ومعالجة أسباب حرب صعده وبقية الحروب التي تنشب من وقت لآخر في المناطق الأخرى!

سبق ملتقى التشاور الوطني تشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني في مايو 2009 للقيام بالتحضير لإنعقاد مؤتمر الحوار الوطني اليمني و يرأس اللجنة محمد سالم باسندوة ،والأمين العام لها الشيخ حميد الاحمر ،و لكن بعد ثورة الشباب اليمنية لم يعد لهذه اللجنة دور يذكر و شرع الرئيس عبد ربه منصور هادي بتشكيل لجان أخرى للقيام بمهام الإعداد و التحضير لمؤتمر الحوار الوطني و حوت اللجان الجديدة كل فصائل اللجنة التحضيرية بالإضافة إلى الحوثيين و الحراك الجنوبي و شباب الثورة و العديد من الفصائل الأخرى!

جاءت الثورة الشبابية لقد تمّ مسألة الاحزاب قُبيل اندلاع الثورة الشبابية من عديد النشطاء الذين يؤمنون بأن المشترك هو البديل الموضوعي لصالح ونظامه في الاعتماد عليهم لبناء الدولة المدنية ،المسألة تمت عن فشلهم في تحقيق الحوار السياسي مع النظام السابق ..كان الرد هو أنه لا يوجد مع من نتحاور ويلتزم بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه ،حيث أي اتفاق ينجز يتصدى له الرئيس تارة باسم الانقلاب على الشرعية ، وتارة باسم عدم جدية وصدق الأحزاب المعارضة ، وبالتالي نعم لقد فشلنا في الحوار السياسي من أجل إصلاح المنظومة السياسية ...هذا هو الخوار السياسي العبثي والذي لم يثمر مشروع لإنقاذ الوضع المتدهور في اليمن وانتشال الدولة من الانهيار التام..

وعندما أتت الثورة الشبابية وانضم الاحزاب والشخصيات السياسية والاجتماعية والعسكرية إلى ثورة الشباب ،و بحكم التنظيم والامكانيات استطاعت بعض الاحزاب أن تسيطر على الثورة ،وبالفعل تم احتوائها والتحدث باسمها ،وراحت القوى المتخاورة في الماضي تدير حوار سياسي جديد على خلفية الثورة الشبابية..

تمّ مسألة الاحزاب مرة أخرى من قبل نفس النشطاء عن الحوار الوطني ...كان الرد من قبلهم أن هذا الحوار يختلف عما سبقه من حوار، فهذا معزز بثورة شعبية وضمانات دولية لتنفيذ ما يتفق عليه ...وتمّ الحوار وتوصل المتحاورون على جملة من المحاور والآن نبحث عن الضمانات للتنفيذ ولم نجد سوى التمديد الذي ابتكرناه عام 2009 يتكرر في 2014 بالتمديد لكل المؤسسات الفاشلة التي انتجها الرئيس السابق صالح..

وها نحن قد أو شكنا على الانتهاء من الحوار الوطني ،لكن التنفيذ وضمانه يحتاج الى التمديد ، والتمديد المراد تمريره يخدم من؟؛ بالتأكيد يخدم أتباع النظام القديم الجديد لأن حوالي 90 % من المؤسسات القائمة هي تابعة للرئيس السابق وتأتمر بأمره وما يجري من احداث سواء في مأرب أو رداع أو صعدة أو في الجنوب على وجه الخصوص في الضالع لهو خير دليل على صدق ما نقول..

ما يجري اليوم في البلاد لم يجري في عهد صالح ،حيث كل القادة والعقداء والضباط كانوا معه ويأتمرون بأمره وينضبطون بالأوامر العسكرية، واليوم يأتمرون بأمره ولكن ليس انضباط عسكري بالمعنى الدقيق للكلمة المتبع في الجيش ،ولكن يأتمرون له كدافع أجور وكقائد عصابات ..
ما جرى قبل أسابيع من جريمة نكراء قام بها اتباع ضبعان في مديرية سناح محافظة الضالع راح ضحيتها العديد من الابرياء وشكل الرئيس كعادته في كل حدث لجنة للتحقيق ولم ندري ماذا فعلت تلك اللجنة المكلفة ؟؛ واليوم تتكرر المأساة وتنفذ جريمة أخرى بحق اسرة بكاملها في الضالع ولا ندري أيضا ما هو السبب؟؛ و ما هو الدافع لازدياد العنف في الضالع على هذا النحو؟..

فهل بهذا الفعل سنضمن تحقيق الدولة المدنية الحديثة التي حلم بها اليمنيون وخصوصا أروح الشهداء وأنين الجرحى من أبنائنا الثوار..
ختاماً نبرق إليك أيها الأخ الرئيس فنقول:
إذا كانت الدماء لا تحركك فما الذي يحركك التمديد والتهجير فقط؟؟
في بلدي المجازر تتعد وتتنوع فمجزرة تتلوها مجزرة في أكثر من مكان ..أخرها كان في الضالع من قبل قوات ضبعان المشهود له بالاعتداءات وضرب الناس بالدبابات فتعز ليست عن فعله ببعيدة ، ولكنه مازال جاثما على محافظة الضالع دون تغيير!؛ فما هي القوة الجبارة التي تُعيقك أو تمنعك من احالته الى المحاكمة؟؛ وإلا على الأقل إقالته!،هل العائق راجع إلى قوى متنفذة ؟؛وإذا كان كذلك!؛ فهل أنت من الضعف للاستجابة لها؟؛ولماذا لا تهددهم كما هددت السلفين من أن الدول الراعية ستُجمد أموالهم بل ومحاكمتهم في محكمة الجنايات الدولية؟؛أسئلة تُكمل بعضها ولا تجد إجابة على الواقع من سيادتكم...!؛فمتى ستصحى وتحاسب المقصرين ؟؛أم أن ربي قد خلق فيك الدعممة إلى أن يصحونك الشباب الثائرين!

فهل صحيح ما يقال يا سيادة الرئيس من أنك اتفقت مع المكونات السياسية على الآتي:
تمديد للحكومة ...تمديد للبرلمان ..تمديد لمجلس الشورى ..تمديد للمجالس المحلية ..
يا سيادة الرئيس ..المصريون بمرور سنة انجزوا دستورين ورئيسين بسيسي واحد..
ونحن في اليمن نقترب من السنة في موفمبيك وقد أنجزنا ما يقارب 1700 نقطة مهمة ما بين موجهات دستورية أو موجهات قانونية ..لكن القوى المتخلفة تريدك أن تدفن كل تلك الانجازات في التراب ..وتريد كذلك أن تنتج لنا تهجيرات وحروب طائفية و مناطقية و..و..
وشعبنا يقول لك نحن على موعد بــــــ25ـ يناير إما الخروج من عنق الزجاجة ،وإما الدخول في موجة أخرى من الحروب العبثية التي لن تخدم اليمن ولن تخدم بالطبع كذلك دول الاقليم...

فأيهما ستختار السيناريو الأول أم السيناريو الثاني ؟؟؟
وفي الختام القوى المتخلفة تريدك أن تختم فترتك الانتقالية بتهيئة الملعب لها من خلال المنهج الذي كان متبعاً في التزريق، التمرير، المحاصصة ،تعين الفاسدين ،من خلال تفويضك بذلك ومضافا اليه تحميلك مسئولية تقسيم اليمن باللجنة المقترحة برئاستك ليوصفوك في البداية بالقائد العظيم ويمجدوك ،ثم سينقلبون عليك ليتهموك بأنك أنت من طلب التمديد ،وأنت من خربت التغيير ،وأنت من قسمت اليمن كمقدمة لانفصاله الى أجزاء تخدم العربية السعودية والاستعمار ولا تخدم الشعب اليمني لا بشماله ولا بجنوبه ..!؛إذن فأين تريد القوى التقليدية للرئيس هادي أن يكون ،وبالتالي لليمن أن يكون؟؛ فهل أنت مدرك كل تلك الحقائق يا رئيس الجمهورية أم لا؟؟؟