الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٤ مساءً

تأديب عيال الشيخ

علي منصور
الأحد ، ١٩ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٢٠ مساءً
في مسألة حاشد وتأديب عيال الشيخ عبدالله ... واضح تماماً ان هناك التقاء مصالح وبالتأكيد اتفاق وتحالف تام بين الامام عبد الملك الحوثي صاحب الحركة الحوثية والزعيم علي عبد الله صالح صاحب الحركة التوريثية... وواضح تماماً ان النتيجة النهائية لهذا التحالف لن تكون على المدى المتوسط والبعيد إلا في مصلحة الحوثي ومشروعه الامامي... ذلك أن سحق صادق واخوته وكسرهم في بلادهم لن يضيف شيئ لصالح اكثر من اشباع رغبته في الانتقام من عيال الشيخ ، لكنه سيبعده تماماً عن مشروع التوريث لأنه باختصار شديد سيرفع بشكل كبير من رصيد الامام الحوثي ويحول حاشد من صانعة الرؤساء الى صانعة الأئمة. فلا احد من القبائل سيقف امام الحوثي بعد ان يسحق عيال الشيخ وتصبح حاشد في قبضته ...ومن بعدها سوف تكر بقية القبائل مثل المسبحة... ومعها اوهام الزعيم في توريث ابنه ... وبالطبع قولوا على ثورة 26 سبتمبر السلام.

نحن امام نقطة فارقة في تاريخ اليمن تستوجب من كل الأطراف الفاعلة إعادة حساباتهم وتقديم تنازلات مؤلمة وصعبة وإلا فإن الكل خاسرين في مقابل رابح وحيد هو الحوثي. واضح ايضاً ان الرئيس هادي الدنبوع ومعه القوى الجنوبية قد اصابه اليأس من تعنت وتشدد القوى التقليدية التي ماتزال متمسكة بمصالحها في الجنوب وترفض مشروع الاقليمين لأنه سيفقدها هذه المصالح ولهذا فإنه من جهة يريد استغلال المد الحوثي لإضعاف هذه القوى واجبارها على تقديم التنازلات المطلوبة... اما اذا استمرت هذه القوى في تعنتها وفشل الرئيس هادي في الحصول على التنازلات المطلوبة منها فإن المد الحوثي سيكتسحه مثله مثل الآخرين وحينها سينسحب تاركاً خلفه شمالاً منشغلاً بمواجهة المشروع امامي ... وينتقل الى الجنوب بمشروع دولة جنوبية يفرضها كأمر واقع بدأ الاعداد والتجهيز لها من خلال عملية نقل القوات والمعدات الى الجنوب والمستمرة منذ بداية توليه السلطة.

الخروج من هذا المأزق، كما قلت، سوف يتطلب تقديم تنازلات مؤلمة من قبل صالح وعلي محسن وحميد وأشقائه... أهم هذه التنازلات هو القبول بدولة من اقليمين وتقبل خسارة مصالحهم في الجنوب. هذا التنازل سوف يعيد الاشتراكي الى العملية السياسية كما سيحقق مطلب قطاع كبير من الحراك وربما يؤدي الى تهدئة الأوضاع في الجنوب بما يمكن من تركيز الجهود لمواجهة الحوثي. كما سيفقد الحوثي ورقة التعاطف الحراكي.
هذا التنازل سوف يعني بالضرورة تنازل صالح عن مشروعه التوريثي لكنه سيحافظ على منجزه الأهم متمثلاً في الوحدة كما سيضمن استمرار شراكته في السلطة من خلال حزب المؤتمر. كما يعني أيضاً تنازل حميد واخوانه عن مسألة اقصاء صالح مقابل الحفاظ على حاشد وشراكتهم في السلطة من خلال حزب الاصلاح، كما سيبقي لعلي محسن نفوذه. وبدون إعادة ترتيب الأوراق واتفاق يجمع هذه الأطراف الثلاثة فإن الكل سيخسرون.