الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٩ مساءً

كرسي السلطة

خالد الصرابي
الأحد ، ١٩ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
من ابرز تداعيات الواقع المظلمة في النفوس هو المرور السريع من امام نقاط ومحطات تطلب الضرورة التوقف والتمعن بها بشكل يمكننا كشعب حضاري يفقه الكثير من الامور المدارة من حوله في الشأن الوطني ان نجعل منها نقطة انطلاق تبحث عن أساسات البناء حتى وان كانت وسط الركام لا ان يكون العكس المتخبط من ذلك. عندما نتحدث عن كرسي السلطة وعناء الواقع فلم يكن الاخير بمعزل عن هموم الرئيس هادي الذي جاء الكرسي يتوسله الجلوس عليه في وقت لايحسد فيه بالقدر الذي كان بحاجه الى المواساة لكن حصوله على اجماع طرفي النزاع – المعارضة الملتهبة بحشدها الثوري ,والنظام السابق- كانا من ابرز عوامل قبوله على ان يكون ذلك خلال فترة معينة سميت ب"الفترة الانتقالية"ليكون الوطن عقبها قد استعاد عافيته ولملم اوراقه المبعثرة وعادة الحياة الى مجاريها بعد شروخ واضحة في عمق الصف الوطني كان ابرزها انقسام الجيش. وبين المساعي الجادة التي برزت من خلال العديد من المواقف المثمرة واجه الوطن عدة تحديات لم تقتصر حقيقتها على اعاقة مسيرة البناء وحسب بل ان الوطن وأبناءه باتوا ضحية صراع الاطماع الانانية وعرضة امام التصفيات الحسابية بدوافع الاحقاد الدفينة .لايوجد اية صعوبات امام حل القضية الوطنية في حال سبقت الجميع نوايا الاصلاح والمشترطة التخلي عن كل ما ليس له شأن في الصالح العام . فما اوجدته ثورة التغيير من تداعيات ليست بالشيء القليل واليسير على الوطن كما انها ليست من صنع الحاضر بل هي حصيلة تراكم سنوات طويلة من الاهمال القيادي للانسان ذاته ,وهذا ماجعل المواطن اليمني يبدوا في حالة من التخبط بحثا عما يعقده تعويضا لكل ما حرم منه دون ادراكه الى الزمن الذي قد يستغرقه الامر لذا فان شعوره في خيبة الامل تتفاقم .ربما يتجاهل الكثير اسباب ركود الدولة امام لحظة الانطلاق والسبب عدم الاستيعاب بصعوبة المرحلة وخطر الوضع الذي لايرتهن تصحيحه بمرحلة زمنية معينة بقدر اخلاء سبيله تماما من الايادي المتنازعة بإطرافه كمتطلب اساسي يمكننا من التعرف وعن كثب على البصمة القيادية للرئيس هادي .ما يحدث من ارباك في الساحة الوطنية قد تختلف مضامين اهدافها لكن الاغلب منها والراكض في اختراق الصفوف ليس لها ثمة مشروع تسعى للوصول اليه ابعد من "كرسي السلطة" هي لن تصل اليه كون مجرد بلوغه يعد هدف لا يصب في خدمة الوطن ,وحتى ان وصلت بعد ان يكلفها الكثير من الجهد والوقت فحتما ستكتشف عدم توافقها مع متطلبات الجلوس عليه الى جانب شعورها بعدم تقبله لها ليس لان مراوغتها لم تجدي نفعا معه بل لانه اعتاد على نفسه ان يكون "متوسل" لا ان يتوسل اليه حتى وان كان في أعلاء مكانة ..السلطة ..