الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٢ مساءً
الأحد ، ١٩ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٢٠ مساءً

الحفرة

من رحم المعاناة ،،، ومن زخم المؤامرات على وطني ،،، أجدني مضطرا لنبش ذاكرتي ، وما علق بها من حكايات المرارة التي من خلالها تنطبق العبارة علينا " فلتضحكوا قليلا ولتبكوا كثير " ومنها : عندما اجتمع أهل تلك البلدة لحل معضلة طرأت عليهم تماما كما فعلوا في الموفنبيك في حاضرنا لحل مشاكلنا ، بالحوار ،،، فصدقنا وقلنا من ثمار ثورتنا ،،، نجني ، ليجتمع القوم على أمر سواء تأسس لمستقبل أفضل .

معضلة أهل تلك البلدة هي حفرة كانت على الطريق ،،، يسقط فيها الكثير ،،، بعضهم يموتون لمجرد السقوط ،،، والبعض يموتون أثناء إنقاذهم بين القعر وحافة الحفرة ،،، ومنهم من يموت بالطريق أثناء إسعافهم من الحفرة إلى المستشفى في المدينة التي تبعد بمسافة ليست بالقريبة من البلدة .

اجتمعوا ،،، تشاوروا ،،، انبرى أحدهم ويبدوا من هيئته أنه زعيم طائفة منهم قائلا : من التقارير المتوفرة نجد أن الكثيرين يموتون بين الحفرة والمستشفى نتيجة لعدم وجود سيارات إسعاف مجهزة ،،، لذلك : الحل ،،، في شراء سيارة إسعاف .

رفع آخر يده يبدو من خلال رعشات يده أن هذا الحل لم يعجبه ،،، وقال بعد أن تنحنح دلالة على مكانته بين قومه : أرى أن الحل الأمثل ،،، هو بناء مستشفى بجانب الحفرة حتى نضمن سلامة الذي نجا من الحفرة و بقي له رمق ،،، يقوم الأطباء بالواجب ،،، فالإنسان أهم ،،، حتى لو زادت الخسارة مش مشكلة .

لكن المتكلم الأخير وهو يبدو من عمامته أنه أبو الأفكار أو هكذا يعتبر نفسه وقومه له طائعين ،،، صمتوا لكلامه ،،، وكأن على رؤوسهم الطير ،،، كيف لا وهو أبو العريفات ،،، وهو شيخ الكولة ،،، وبعد أن رفع يده الشمال ليبين ساعته الذهبية ،،، قال : الحل يا خبرة ،،، بدلا من الخسارة والهدار ،،، نروح إلى أقرب وأحسن مستشفى ،،، ونعمل بجانبه حفرة .

هذا الحل ،،، لا يختلف عن مخرجات الحوار ،،، الذي تغافل عن ردم حفرة الفساد وتجاوزه لتعزيز الفرقة و التشرذم .

م / عباس القاضي