الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٢ مساءً

خدعة بصرية

عباس القاضي
الاثنين ، ٢٠ يناير ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
لمحتها وأنا أمام شباك المختبر في المستشفى لفحص دوري أعتدت عليه ،،، نعم ، إنها هي ،،، شكلها طريقة لبسها ،،، جلستها على الكرسي ،،، حتى أطلال الحنا على كفها،،، من جاء بها ، ولما ذا جاءت ؟ أحدث نفسي ، واستمر هاجسي ،،، وأنا أتعلل برقبتي اثنيها يسارا ويمينا لعلي أراها ،،، ففي الخلف كان تجلس ،،، حتى خيل لي أنها كانت تنظرني وفي داخلها نفس الفضول .

يا ربي ،،، لقد تركتها قبل ساعتين في البيت وهي تمشي خلفي ،،، تودعني بأسلوبها المعتاد ،،، دعاء من القلب يمطرني : إلهي يحفظك ويسهل طريقك ، يكثر الشيء بيدك ،،، جعل الناس إخوتك ،،، خذل عدوك ، جعلك أنت الذئب وهم الكلاب ،،، رزقك مثل المطر إذا قطر ،،،، وهكذا أمضي وصوتها يلاحقني ،،، حتى خرجت وركبت سيارتي ،،، فكيف جاءت ؟

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،،، قلتها محاولا أن اقنع نفسي أنها امرأة أخرى جيء بها لذات الشأن الذي جئت من أجله ،،، لفت إلى الخلف ونظرتها مرسلة إلي أو هكذا بدا لي ،،، يا ربييييي رمش عينيها ووضع نقابها هو، هو ،،، وكنت أود أن أمشي بجوارها ،،، أنادي باسمها لعلها تقوم ،،، وهي تردد دعاءها التي تودعني وتستقبلني ومنه : جعلك زيلة خضراء من جاء أكل ،،، لكنني استثقلتها محرجا ممن كانوا هناك ،،، كانوا مشغوليين بذواتهم وأنا مشغول بتلك التي أظنها صاحبتي أم أولادي .

قلت : لعل أحدا يأتي يقطع شك نفسي بيقين الواقع ،،، زوجا كان أو ابنا ،،، غير أن يقيني يحدثني : حتى لو جاء زوجها لن يكون سواي أو ابن لن يكون غير عمر أوعامر ،،، وأردفت معاتبا نفسي : يا راجل عيب ،،، اترك هذا الخرف واستعجل على طلبك ،،، فما كل النساء نساؤك ،،، إيه نعم ، زوجتي لا تشبهها أحد ،،، قلتها ورجل يقترب منها ،،، قلت لنفسي : جاءك الفرج ،،، بصوت مرتفع ،،، فقال لي الذي يسلم نتائج المختبر : ايش دكتورك ،،، ناصر فرج ؟ قلت له وأنا مندهش : نعم، نعم الدكتور / ناصر فرج ،،، ناولني النتيجة ،،، والتفت بكل وجهي لذلك المكان ،،، والكرسي فارغ ،،، نظرت إلى الممر فرأيتها تمشي مع ذالك الرجل ،،، الذي يكبرني سنا وفي مشيتها بطء يشبه مشي صاحبتي التي تعاني من هشاشة في العظام ،،، عدت إلى البيت مسرعا ،،، فرايتها تستقبلني كعادتها بقولها : قبل قبولك ، قضي حاجتك ،،، فأيقنت أن تلك ما هي إلا شبيهة صاحبتي التي لا تشبهها أحد ،،، هززت رأسي وأنا أقول : يخلق من الشبه واحد وأربعين .