الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٥ صباحاً

رســـالــــة هــــــــــامة لمـــعــــالــي الـــوزيــــــر !

د. علي مهيوب العسلي
الاثنين ، ٢٠ يناير ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
رسالة هامة للأخ وزير الخدمة المدنية في حكومة الوفاق الاستاذ نبيل شمسان بخصوص نظام الأجور لأعضاء هيئة التدريس!

معالي الأخ الوزير تشرفت ذات مرّة بمرافقة الدكتور عبد الله العز عزي رئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء ،والدكتور مصطفى الاصبحي والدكتوراه فاتن عبده محمد العضوان في الهيئة الادارية ، وممثلي بعض النقابات من ذمار وتعز والحديدة وغيرها من الجامعات في الزيارة الى مكتبكم - أظنه قبل ثلاثة أشهر لا أتذكر بالضبط- وجرى حديث مطول بينكم وبينهم تخلله عتب المحبين لكم من أعضاء نقابتنا ،وكنت ودودا جدا في التعاطي معهم حول مجمل ما طرحوه ، بل لاحظت أنك كنت متجاوزا لهم في بعض القضايا التي تُعنى بمطالب واحتياجات أعضاء هيئة التدريس، وبالخصوص فيما يخص الاخوة أعضاء هيئة التدريس الذين سيتقاعدون ممن بلغ الأجل منهم ويرغب في ذلك ،واستمعت لحديثكم الممتع وقناعتكم من خلال متابعتكم للعديد من الجامعات العالمية والتي لا تقاعد التعليم ،لأن التعليم لا يُقاعد ،وارتحت لنقاشاتكم معا حول هذه الجزئية والبدائل المتاحة للمتقاعد من أعضاء هيئة التدريس والتي من ضمنها استلامه راتب كامل مثله مثل الاستاذ العامل تماما، وأولويات التعاقد مع من يريد منهم في تدريس بعض المواد الدراسية التي تحتاجها الاقسام ،وكذلك الاشراف على الرسائل العلمية وغير ذلك من النقاط المهمة لعضو هيئة التدريس في نظام الأجور ..
تناقشتم! وكنت مستمعا منصتا لكم على اعتبار أني لا أحيط بكثير مما توصلتم إليه من خلال فترة ليست بالقليلة تجاوزت الخمس السنوات حتى توصلتم إلى صيغ ربما قد ترفع من مكانة عضو هيئة التدريس وتعطيه بعضا من حقوقه المسلوبة في الفترة الماضية ..إذن ما هي المشكلة ؟؛هل المشكلة شكلية بمعنى فنية أم جوهرية؟

من خلال أيضا متابعتي لذاك الحديث الذي جرى تَبيّن لي أنه لا توجد مشكلة بينكم وبين النقابات ،وانكم قد أنجزتم النظام بالكامل ولا يوجد مانع من اصدار الفتوى من قبلكم ،ولكنكم كما أذكر أيضا طلبتم من النقابة كشوفات أخر راتب وأنك كما أعتقد أنك قلت الوضع نوعا ما متأزم على مستوى الحكومة ومتوتر وتنتظر الفرصة وأكيد لن تطول خلال اسبوعين ،ومن ثَمّ ستقدم نظام الأجور ، ووعدتهم بذلك ..وقلت لن يتحقق فعليا النظام إلا من بداية عام 2014 ،وأن هذا العام سيكون إنشاء الله عام اقرار وتطبيق نظام الأجور الذي قد طال انتظاره..

إذن النتيجة لا توجد مشكلة تذكر لا على المستوى الشكلي (الفني) وعلى المستوى الجوهري (المضمون) باعتباركم قد أنجزتم بالحوار والمنطق والموضوعية كافة النقاط الواجب عملها في نظام يحترم ويقدر عضو هيئة التدريس ويحافظ على كرامته وتميزه باعتباره عَالِم يؤدي وظيفة تعليمية لتعليم أبناء الشعب اليمني ولابد لهذا الشعب العظيم أن يكافئه ويحافظ عليه بدلا من هذا التسرّب الذي يُرهق ميزانية الدولة ويؤخر التنمية ونموها..

عزيزي نبيل ما دفعني للكتابة حول الموضوع هو معرفتي الشخصية بكم منذ زمن ليس بالقصير ، ومتابعتي أيضا لنشاطاتكم ومواقفكم خصوصا بعد انطلاق ثورة الـــ11 من فبراير وتميزكم في البوح والتعبير عن الايمان بالتغيير وضرورته لإخراج اليمن مما هي فيها ، بالرغم من أن اختياركم قد جاء بناء على رغبة قيادة المؤتمر الشعبي العام –أقصد صالح- ،ولقد أُعجبت أكثر بشخصكم الكريم عندما ذهبتم إلى تعز مع المناضل الكبير محمد سالم باسندوه في إحدى المناسبات وخطابكم الشهير في ساحة الحرية تعز -الثورة - عندما اعترفتم بالثورة الشبابية وتضحياتهم ،وكان لخطابكم وقعه في شباب الثورة ،وربما لحظة طلاق مع زعيم التنصيب وزبانيته ،أي كان نقطة الانعطاف لقيادة المؤتمر في تبدل مواقفها منك ،ومن نشاطاتك التي لم تعجبهم مطلقا بعد ذلك هذه هي المحطة الأولى ،أما المحطة الثانية من متابعتي لكم تمثلت في تأييدك للرئيس هادي في مجمل المواقف التي يصرح بها ،واهتمامك الخاص بضرورة نجاحه في الانتقال السلمي للسلطة ،وكشفك كما تناولته وسائل الاعلام المختلفة لمخطط الــ14 نفر من يناير كما وصفها زميلي العزيز الدكتور علي البريهي ،وبالتالي كان لك إن كان كذلك شرف إفشالها في معاداتها للحكومة والتي هدفت من ضمن أهدافها إسقاط الحكومة ،وموقفك الرائع لتداعياتها عندما عبرت عن ذلك في برنامج شئون البلد في القناة الفضائية اليمني قبل أيام عندما قلت ما معناه : أن من يريد اسقاط الحكومة عليه أن يسحب وزرائه منها ،بدلا من تهييج الشارع والقيام بالفوضى والتخريب ،وحكما ستسقط الحكومة.. يا له من موقف عظيم ورجولي هذا الذي وضحته للناس وأنت الوزير فيها ومحسوبا على طرف يريد إسقاطها..

ولآن أسمع مني فسأصدُقك القول وأقول لك لقد أشبعنا أعضاء الهيئة الادارية لنقابة أعضاء هيئة التدريس نقدا لتقصيرهم في إنجاز عديد القضايا خصوصا قضية نظام الأجور الذين يباهون ويتفاخرون بك في كل لقاء تنا باعتبارك متعاونا معهم منذ أن كنت نائبا للوزير ،ومن أنك قد تبنيت واستلمت وتعهدت ان توفر للأستاذ الجامعي نظام أجور يليق به وبكرامته ، وانك قد أعطيت الوقت والجهد الكثير لعمل النظام ،وكنت متفانيا و دؤوبا من أجل تحقيق ذلك ،بل كنت مبادرا في أوقات كثيرة عندما كنت تتصل بالنقابة وتذكرهم بالنظام وتتناقش معهم في تفاصيله ، وهم يراجعون ما تطلب منهم وهكذا حتى توصلتم جميعا إلى المسودة النهائية التي تحتاج فقط إلى فتوى واقرار من مجلس الوزراء، ثمّ التنفيذ من بداية عام 2014 كما وعدت..
وبالعودة والمقارنة لعديد الجهات منذ بداية نقاشاتكم لإنجاز نظام أجور لأعضاء هيئة التدريس وتأخركم عن اصداره حتى هذه اللحظة .. بالرغم من وعدكم وعدم معرفتي على الأقل أنا شخصيا من أنه قد استوعب في الموازنة التي أقرها مجلس النواب مؤخرا أتمنى أن تكون مستوعبة من أجل اصدارها ،نعم! لقد لاحظت أننا كنا نُعد من حيث الرواتب أفضل بكثير من غيرنا من شرائح المجتمع وكنا نسمع على سبيل المثال من القضاة أنهم يرغبون بمساواتهم بأعضاء هيئة التدريس واليوم معالي الوزير عليك أن تقارن أنت ولست أنا أينهم في الرواتب ونحن معهم ونقر لهم بذلك وبين عضو هيئة التدريس وما يجب أن يكون عليه من حيث الراتب والخدمات الأخرى!!؛كذلك بعضا من طلابنا والذين تخرجوا على أيدينا ذهبوا الى سوق العمل وحصلوا على وظائف يتجاوز رواتبهم أضعاف مضاعفة ما يحصل عليه عضو هيئة التدريس ،إضافة الى ميزات أخرى أهمها كما أعتقد وأجزم في ضرورتها هي التأمين الصحي لهم ولأسرهم والتي يفتقدها عضو هيئة التدريس في جامعتنا مع كل أسف ،ونتيجة لعدم انجاز هذا النظام فقد هاجر عدد ليس بالقليل من أعضاء هيئة التدريس إلى دول شتى كان من بينها العربية السعودية!؛وعليك أن تتخيل معي لو حسبت معالي الوزير تكلفة تسرُبهم وكلفة تعليمهم والذهاب للمساهمة في تنمية وتعليم دول آخرى مثل السعودية على حساب خزينة الدولة اليمنية ..ألا تعد هذه مفارقة من المفارقات الغريبة والعجيبة في أننا نطلب من هذه الدول مساعداتنا في التنمية الاقتصادية ونحن أصلا مساهمين بمقدار في تنمية بلدانهم!! ،معالي الوزير قم أنت بعمل حساب تقريبي وأنت معروف عنك المهارة في الحسابات ،وأظن أنك ستندهش من هول الارقام التي ستحُسبها نتيجة لتسرب أساتذتنا إلى شتى بقاع العالم ، نظرا لانخفاض الأجور وضآلتها وعدم الاهتمام بالنواحي الاخرى كالسكن والصحة وغير ها ..

جربها معالي الوزير وأراهنك أنها ستكون بدون أدنى شك أكثر بكثير مما لو رأى نظام الاجور الذي أنت كما قلت وأكدت من ضرورة إنجازه لكي يرى النور ،ومن أنك ستقدمه لمجلس الوزراء لإقراره بعد أن تصدر وزارتكم الفتوى القانونية باعتماده. كذلك أحب أن أصدقك القول أن نقابتنا قد تأخرت في عقد المؤتمر العام للنقابة وبدأت مجاميع مزايدة تتحرك في اتجاه عقد المؤتمر العام للنقابة الذي أُرجع أنا شخصيا تباطؤهم –هذا انطباع شخصي والنقابة أصلا لات عرف أنني في صدد كتابة هذه الرسالة إلى جنابكم الكريم- في عقد هذا المؤتمر من ضمن أمور أخرى إلى آملهم من أنك ستُبيض وجوههم كما بيضوا وجهك طيلة السنوات الماضية ، وتكرمهم بإصدار نظام الأجور المتفق عليه معكم في ختام دورتهم النقابية عرفانا لهم بصبرهم وانتظارهم لإصدار نظام الاجور من دون التصعيد النقابي المعتاد في مثل هكذا ظروف ، ولكنك يبدوا أنك لا تُدرك أو لا تُحب أن تعرف أهمية وحساسية ذلك أمام زملائهم ، خاصة وقد أفاضوا في شكرك والإشادة بك في أكثر من مناسبة عندما يلتقون بالجمعية العمومية ،وكانوا يبالغون أحيانا من أنك على وشك إصدار الفتوى وفي كل مرة يصابون بخيبة أمل تجاه أسئلة زملائهم التي تحاصرهم وتساؤلاتهم عن تقصير نقابتهم في إنجاز ما وعدوا به بُعيد انتخابهم ، ومن ضمن ذلك بالطبع نظام الأجور.. فهل سيرى النظام النور في القريب العاجل وقُبيل انعقاد مؤتمر النقابة؟؛ نتمنى بكل حب ذلك !؛ ونتمنى كذلك أن الرسالة قد وصلتك وانك ستحُثُّ الخطى لإنجازه في القريب العاجل!!