لا أعلم كم من الألم الذي يعتري قلب الفنان عندما ينتهى من رسم لوحة فنية لتأتي جهة او شخص تمنع عرض لوحته تحت مبرر ان اللوحة تخدش الحياء العام وعندما نأتي لنرى اللوحة لا نرى الا انها تعبر عن جمال فني رائع .
لا أعلم ايضاً من كم من الألم الذي يعتري قلب الفنان عندما يكون قد انتهى من تصوير او اعداد فيلم ليذهب به الى القنوات اليمنية لشراء فيلمه فتقابل بالرفض بحجة ان الفيلم يحتوي على قصص رومنسية ليخدش الفيلم ايضاً الحياء العام !
فيلم و لوحة يمنعان من العرض , كتاب واغنية يمنعان من النشر ..
كتاب الجمهورية اليمنية للبردوني كان يوضح موقفه من الوحدة وينتقد بعض الظواهر السلبية في الحكومة الانتقالية آنذاك , أيضا كتاب المؤسسات الثقافية في اليمن , وكتاب الجديد والمجدد في الأدب اليمني . كلها كتب مُنعت من النشر ولا نملك سوى أسمائها فقط !!
ومن البردوني وكتبه التي صُدرت من قبل جهات نافذة في الدولة الى قوارب جبلية , رواية لوجدي الأهدل 2002 دمٌ يهدر و دار نشر يغلق وينتهي الأمر بمغادرة الروائي بلاده هربا من الموت !
والسبب مرة اخرى خدش الحياء العام !!
ومن خدش الحياء العام الى اساءة سمعة اليمن فيلم امينة السجينة لخديجة السلامي- الذي يتحدث عن فتاة قاصرة يحكم عليها بالإعدام ثم يلغي الرئيس الحكم قبل التنفيذ بساعات لأنه عرف انها قاصرة- تصدر وزارة الثقافة امر بمنع عرض الفيلم في اليمن والسبب ان الفيلم يسيء سمعة اليمن ..!!
وهناك رواية تُمنع من دخلوها اليمن لسبب مجهول ؟؟؟ ( مصحف احمر ) .
سؤال اوجهه للدولة ولوزارة الثقافة ما معنى تخدش الحياء العام , ما معنى تسيء سمعة اليمن , هل يعقل ان تكون هذه الجمل المطاطة والنسبة مبرر لهدر دم كاتب او حظر نشر الانتاجات الفنية ؟
هل يقصد بخدش الحياء العام سرد او تصوير قصص حب و علاقات عاطفية ؟؟ وهل بعدم كتابتنا لهذه القصص او تصورينا لها سيجعل من المجتمع اليمني مجتمع محافظ ؟؟
أما فيما يخص سمعة اليمن , عن اي سمعة يتحدث , عن الأرهاب الطائفية القتل القات الفساد الاضطهاد المحسوبية الفقر الجهل ؟؟ ..هل هذه هي السمعة التي يخشى الوزير تشويهها ؟؟!!
أخشى ان يكون الأمر خاضع لمزاج قوى النفوذ لا أكثر ؟
وفي الأخير لا اجد الا عبارة واحدة تعبر عن الوضع المأساوي للفنان ( دولة يجد فيها السارق والقاتل مكانة اجتماعية وسياسية مرموقة بينما يهدر دم الكاتب و تحظر نشر الانتاجات الفنية لأسباب.
