الاربعاء ، ١٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٠ صباحاً

طفي .. لصي

صهبان اليمني
السبت ، ٢٢ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠٧:١٠ مساءً
خَدَعُونا بقولِهمْ كهرباءُ.. فانخدعنا كأننا أغبياءُ
بلدة لفَّهُا الظلامُ قروناً.. فاستوى عندها العَمى والضياءُ
يزعمُ القومُ أنهم كهربوها.. ليتَ شعري أليسَ فيهمْ حياءُ
فحريٌ بمثلهم ان يذوبوا.. خجلاً مما أَفسدوا وأساءُوا
ما الذي كهربوهُ في ثُلْثِ قرنٍ.. من مشاريعِهم وماذا أضاؤا
ثُلْثُ قرنٍ ونحنُ في "طفِّي لصِّي" .. تعترينا كآبةٌ وعَناءُ
وَمْضَةٌ فارتعاشةٌ فشُحوبٌ.. ففتورٌ فرجفةٌ فانطفاءُ
دورةٌ تنقضي لتبدأَ أُخرى .. يا إلهي أما لهذا انتهاءُ؟

"رأسُ كَتْنيب" و"المخاءُ" شهودٌ .. أنَّ دعواهم كِذْبةٌ وافتراءُ
ومشاريعَهم سحابةُ صيفٍ .. أو سرابٌ يهفو إليه الضِّمَاءُ
فالمحطاتُ خردةٌ وخطوط ُالنقلِ "خَرْطٌ" والكابلاتُ غُثاءُ
و"ترابينُ" الغازِ شاخَت ولمَّا.. يَنْقَضِ العامُ منذُ تمَّ البناءُ
وانزوتْ في صحراءِ "صافِر" تبكي.. "آذنتنا ببينها أسماءُ "
ووعودُ "العفاش" طارتْ شَعَاعاً.. ذَكَّرَتْنا" هل غادرَ الشُّعَراءُ؟"
سوفً نبني مُفاعلاً نووياً .. فاعلاتُنْ مُفَاعلٌ فُعَلاءُ
سوف نبني بالغازِ صرحاً قويًّا.. فاعلٌ مفعولٌ وفعلٌ هراءُ
هذه منجزاتُهم في "ثلاثٍ .. وثلاثين" عَمَّهُنَّ البلاءُ
حقبةٌ من تأريخِنا غَضِبَ اللهُ .. عليها وقبَّحَتْها السماءُ

ومن المُضْحِكاتِ أنَّ لديهم .. حاسباتٌ وعندهم رُقَباءُ
وعلينا دفعُ الفواتيرِ فوراً.. فالتراخي جريمةٌ شنعاءُ
كُلُّ فاتورةٍ عليها مِقَصٌّ .. أَحْمَرٌ لا يُرَدُّ فيها قضاءُ
وعليها من المحاذيرِ سِفْرٌ.. تعبتْ في تدبيجِه الفُقهاءُ

آه يا حسرتي عليكِ بلادي.. نابَ عن أمسِك السعيدِ الشقاءُ
كيفَ يحيا في عالمِ اليومِ شعبٌ .. نورُهُ الشمعُ والوقودُ "الكِبَاءُ"
فاتَهُ موكبُ التقدمِ شوطاً.. لم يعُدْ باللحاقِ فيه رجاءُ
موكبٌ من مشاعلِ النورِ خَطَّتْ .. دربَه عبقريةٌ وذكاءُ
إنها الكهرباءُ نورٌ ونارٌ.. وحياةٌ ونهضةٌ ونماءُ
آيةُ العصرِ أبدعتْها عقولٌ .. وتفانى في صنعِها عُلماءُ
رُبَّ شعبٍ في الكونِ طيلةَ قرنٍ.. لم يعكرحياتَه إِنطفاءُ
وبلادي نهارُها زفراتٌ .. ولياليها حُلكةٌ وعَماءُ
ظلماتُ من فوقها ظلماتُ.. نحنُ فيها والميتونَ سَواءُ
جَدِّدُوا في فَمِ الذُّبالةِ زيتاً.. قبلَ أن يطفئَ الشموعَ الهواءُ
وادخُلوا في كهفِ العقابِ الجماعي.. بخشوعِ حتى يُشِعَّ الضياءُ