الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٤ مساءً

استقالة باسندوة في الظروف الراهنة انتصار لقوى الشر .. وعلى الرئيس والمشترك فهم ذلك

عباس الضالعي
الجمعة ، ٢٤ يناير ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
استقالة الاستاذ محمد سالم باسندوة – ان صحت – في هذا الظرف الحرج الذي يمر به اليمن تأتي استجابة لمطالب قوى الشر وانتصار لها ، لان هذه القوى عملت منذ اليوم الاول لتكليف دولة الاستاذ باسندوة رئيسا لحكومة الوفاق الوطني على الوقوف امامه وعرقلة حكومته واستنهاض كل قوى وعناصر الشر لمقاومة واجهاض تنفيذ برنامجه.

استقالة الاستاذ باسندوة شرف له ودليلا على نزاهته ودليل على انه ليس من الساعيين او المتشبثين بالمناصب ودليل على زهده واثبات لما قلته عنه سابقا انه كلف بالمنصب وقبوله له يمثل تضحية كبيرة لانه ليس من المعقول ان تقبل بمنصب وانت ترى النار تشتعل في الطريق التي ستسير عليها ، وهذا هو حال الاستاذ باسندوة مع عمله رئيسا لحكومة الوفاق الوطني.

حكومة الوفاق الوطني برئاسة الاستاذ محمد سالم باسندوة هي اول حكومة في تاريخ اليمن الحديث تتم محاربتها وعرقلتها من نصف الاعضاء بها ، وهي اول حكومة تضرب بنيران الاصدقاء والاعداء والخصوم.

رئيس حكومة الوفاق الاستاذ باسندوة هو اول رئيس حكومة في تاريخ اليمن لم يقوم بتوظيف او ترفي عاو تعيين أي من ابنائه او اقاربه او اقارب اقاربه او أصدقاءه او معاريفه.

مشكلة الاستاذ محمد سالم ياسندوة انه مستقل ووطني ورجل مدني ورجل صاحب مواقف فكل هذا لم يشفع له خاصة عند شرائح المتطلعين للدولة المدنية ومشكلته اكثر انه لا يجيد شراء الولاءات والذمم ولا يجيد فتح ديوانه للمقيل ولا يوجد لديه قناة فضائية او صحيفة او موقع اخباري او حتي حساب على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك ، تويتر" ولا يجيد صياغة صورة نمطية عنوانها ( انا ) ، الرجل لديه هموم كلها وطنية والرجل اكثر من بسيط ومتواضع ، لا تجد معه لحظة يذكر او يتذكر فيها ذاته حتى ولو طلبت منه ذلك.


مشكلة الاستاذ باسندوة انه جاء خليفة لعقود من الترهل والمحسوبية والفوضى والثقافة العامة التي تتنكر للموقف الصحيح وتتعامل مع الموقف الذي يلبي طلبها ( وهذه مشكلة الاستاذ محمد سالم باسندوة ) من وجهة نظر من عملوا على شحن الاجواء ضده ومن هؤلاء طبعا بعض المحسوبين على قوى التغيير الذين افتكروا ان دولة رئيس الوزراء يعتبر " في الجيب" وانهم اصطدموا برئيس وزراء في جيب اليمن.

لم يسبق لليمن ان كلف رئيس حكومة او حتى رئيس جمهورية ان ذرفت عيناه الدمع على اليمن ومشاكله ليس خوفا او رعبا او عجزا وانما الما وحرقة من الوضع الذي ال اليه الوضع ، ذرفت عيناه الدمع وهو رئيسا للحكومة حين رأى المشكلة ولكن الحل مقيد باتفاقية وفاقية حصنت المجرم ووفرت له الحماية ، وامام المشكلة التي تقف المبادرة الخليجية بينه وبين اتخاذ الاجراء المناسب انهمرت عيناه بالدمع تعبيرا صادقا عن ما يدور في ضميره وعقله ومشاعره وهو تعبير صادق لا يمكن التشكيك فيه ، ومع هذا قابله البعض بسخرية واستهزاء وبتصرفات مخجلة.

للامانة المهنية وبقناعة مستقلة اجزم يقينا ان الاستاذ محمد سالم باسندوة هو افضل من تولى رئاسة حكومة اليمن منذ استقلاله قبل اكثر من خمسين عاما ومع ان العض سيتهمني بتهم لا اعلم مداها الا اني على يقين ان من سيتهمني على كلامي هذا سيدرك صحة هذا الكلام وحينها لا فرق مع الاعتراف المتأخر لكنه نوع من تأنيب الضمير ليس اكثر.

تتذكرون كيف كان وضع الحكومة في العشرة الاشهر من عام 2011م أي الفترة الاخيرة لحكومة علي مجور المؤتمري ومعه كل اوزراء من حزب المؤتمر
رغم تجانس تلك الحكومة والانسجام فيما بينها والود والطاعة " ومرحبا وحاضر وعلم " بين رئيسها ورئيس رئيسها وبين اعضائها ومعهم باقي القيادات المسئولة في الوزارات والمؤسسات والهيئات والسفارات والمحافظين ومدارء المديريات وكل الهيكل الاداري العام الذي كان عبارة عن حاااضر سيدي !!

الا ان تلك الحكومة ( حكومة مجور ) وصلت معها الاوضاع الى مستوى الصفر وكلكم تعرفون ذلك ، البترول اختفى نهائيا واشتغلت السوق السوداء ووصل سعر الدبة في شارع خولان والخمسين الى 12000 ريال رغم ان الانبوب لم يعتدى عليه وان سبب الازمة بموجب اوامر من الطفل المعجزة الذي اطلق العنان للعصابات لحجز القاطرات ونهبها اضافة الى توجيهات الطفل ذاته الى وزير المالية ومصافي عدن وشركة النفط بعدم توفير المشتقات النفطية للسوق عقابا للشعب وتأديبا له على ثورته ومع ذلك لم نجد من رئيس الحكومة مجور او القائم بأعماله برفض او اعتراض التوجيهات التي اصدرها الطفل الجنرال المدلل !!

كان الوضع قبل ان يأتي محمد سالم ياسندوة رئيسا لحكومة الوفاق الوطني كارثي بكل معاني الكارثة وعلى محتلف جوانب الحياة وتتذكرون كيف هبط سعر العملة امام الدولار وكيف اختفت معظم السلع وكيف تضاعفت الاسعار وكيف كان الانفلات ، كل هذا والحكومة منسجمة وعلى قلب طفل واحد
ولا يجب ان ننسى ان حكومة الوفاق برئاسة الاستاذ محمد سالم باسندوة عملت على استقرار الاسعار ولاول مرة بتاريخ حكومات 33 عام يستقر سعر الريال امام الدولار رغم المؤامرات والحرب الضروس التي يقوم بها زعيم قوى الشر على البلد وعلى الحكومة التي يملك نصفها.

ولاول مرة تستقر اسعار السلع وتختفي السوق السوداء ولاول مرة تتوفر المشتقات النفطية وبسعر موحد وثابت قياسا بالتفجيرات التي طالت الانبوب بشكل متواصل.

ورغم الحرب التي تشن على حكومة الوفاق ورئيسها الاستاذ باسندوة ومدى حجم العراقيل والعوائق التي تقوم بها قوى الشر ومنهم اعضاء في الحكومة الا ان حكومة باسندوة استطاعت الصمود في وجه العراقيل وقاومت التخريب وصمدت واستطاعت تحقيق :

- تثبيت سعر العملة ووقف تدهور الريال امام الدولار

- الحفاظ على الاحتياطي النقدي رغم شح الموارد ورغم وقف الصادرات النفطية نتيجة الاعتداءات المتواصلة على انابيب النفط

- الوفاء بإلتزاماتها تجاه مؤسسات القطاع العام ( زارات – مؤسسات – هيئات ) ولم تتأثر قدرتها التشغيلية قياسا بالوضع المالي والامني والتخريب المتعمد الذي طال هذه المؤسسات من قبل قوى الشر

- دفع رواتب العاملين في القطاع العام المدني والعسكري والتقاعدي رغم الاشاعات التي كان يقوم بها اعلام قوى الشر

- دفع رواتب الموظفين الجدد ( 60000 درجة) الذي اعتمدهم المخلوع قبل خلعه وكان يعتبر هذا لغما – وهو كذلك – الا ان الحكومة اعتمدت درجاتهم وسلمت رواتبهم

- اعتماد زيادات في رواتب كثير من الجهات وصرف فوارق وبدلات كان قد تم اعتمادها سابقا ولبت الحكومة مطالب كثير من المطالب الحقوقية لوحدات القطاع العام رغم ان التحركات التي كانت تحت هذا العنوان هدفه زعزعة الحكومة واحراجها

- تنفيذ مشاريع خدمية في مختلف المحافظات والمدن ورغم ان بعض هذه المشاريع متعثرة من زمن المخلوع بسنوات
أ‌- لحفاظ على كثير من المؤسسات من الانهيار رغم مراهنة قوى الشر على انهيارها والتي لازالت تعمل على انهيارها
رغم المقاومة الشرسة والمتواصلة بشكل يومي من قبل قوى الشر الا ان الحكومة تعتبر ناجحة بكل المقاييس وناجحة جدا اذا تمت المقارنة بينها وبين حكومات المخلوع خلال 33 عام ومقارنة مستوى ودرجة العراقيل التي وقفت امام حكومة باسندوة فسنجد انها حكومة وطنية ونضالية لانه من الصعب ان تجد الوزير او المحافظ او المدير هو الذي يقوم بقيادة العرقلة او التخريب ، هذا امر صعب ولن يوجد الا في ظل مخرب واحد هو المخلوع علي صالح.

الاستاذ باسندوة واجهة منظومة اجرامية تظم كبار المخربين والمجرمين ولهم من الدعم المالي واللوجستي ما يسهل عليهم المهمات ولهم الحماية الامنية والقانونية وغير ذلك ، ولا يمكن تحقيق الامن بشكل عام وثلثي ضباط ومنتسبي الداخلية والجيش والاستخبارات يعملون ضد الحكومة ويعملون لصالح المخلوع وبقاياه.

باسندوة تخلى عنه رفاقه في المشترك بقصد او غير قصد وبعضهم تحول الى اداة تضرب في جدار باسندوة بسبب اعتقاد البعض من الرفاق ان باسندوة " في الجيب" بحكم الثورية التي تعتبر القاسم المشترك بين الرفيق وباسندوة وتفاجئ هؤلاء ان باسندوة في " جيب اليمن " وهو كذلك بحكم مدنيته وتعامله الحضاري والقانوني ، فباسندوة لا حزب له ولا يؤمن بالانتماء القبلي او العشائري او العمل بالمحسوبية والقرابة ومراضاة الناس الشلل والاصدقاء.

باسندوة هو اول رئيس حكومة لم يستغل منصبه ولم يقوم بتوظيف او ترفيع او تعيين أي من اولاده او اقاربه او اقارب اقاربه وكلما يثيره اعلام المخلوع عن تلبيته لطلبات بعض الداعمين من قيادات الثورة هو كلام خارج الحقيقة وابسط دليل على ذلك قضية التعويض المالي لصحيفة اخبار اليوم وهو التعويض الذي يجب على الاستاذ باسندوة التوجيه بصرفه اسوة بالتعويض الذي تم صرفه لصحيفة الايام الجنوبية والتعويضين بحكم قضائي لكن الاستاذ باسندوة التزم برأي اعضاء مجلس الوزراء الذين اجمعوا على الاستئناف في المحكمة وباسندوة التزم بذلك ، ولو كان مرهونا لطرف كان قد تم صرف التعويض.

باسندوة هو اول رئيس حكومة يمني يرفض مبلغ ثلاثة مليون دولار ( رشوة ) وضعت امامه على الطاولة حتى ان بعض اهله استسلموا لهذا الاغراء وقالوا له وافق على طلب هذا ... وهذا رزق كتبه الله لك فصرخ صرخة كبيرة في وجوههم وقال هذا رزق حرااام ورفضه وطلب مغادرة الرسول فورا حاملا المبلغ المغري .. من سيقاوم مثل هذا الاغراء.

باسندوة رفض عروض واغراءات ومساهمات واسهم لكنه فضل ان تكون مساهماته وطنية وان يضل رصيدة خالي من أي عيوب سلوكية واخلاقية ويرفض ان ينحرف بالمسئولية والامانة التي اقسم اليمين عليها.

باسندوة رجل بعيد عن الاضواء ولا يحب الانا ويعمل بصمت وهذا الامر مرفوض وغير منطقي خاصة في ظل حرب اعلامية تتفنن بسرد الاشاعات والاكاذيب ولا ننسى ان الرجل امام منظومة اعلامية ضخمة لا بستطيع بمفرده مقاومتها او التصدي لها.

من المنطقي ومن الانصاف الوقوف مع الرجل بالحق وبما تمليه علينا ضمائرنا ومهنيتنا وان قالوا عنا نتيجة ذلك اننا استلمنا ا وان الكلام مدفوع الثمن فالتضحية وقول الحق لا بد ان يكون لها ثمن وانا على ثقة بكثير من الذين تحاملوا على الاستاذ باسندوة ان قناعتهم ستتغير اذا استحضروا مآسي المراحل السابقة واستحضروا مدى العراقيل والعوائق التي تنصب في طريق باسندوة.

على الشرفاء ان يوحدوا جبهتهم للوقوف الى جانب الاستاذ باسندوة في حال تم رفض استقالته وسيرفضها هادي انشاء الله لان باسندوة اذا نظرنا لاستقالته من زاوية الدعم وتحمل المسئولية فالرجل ترك وحيدا في الميدان وترك للنيل الاعلامي المدفوع والممنهج الذي تقوم به وسائل اعلام المخلوع ضده وتهيج الكل عليه وهذا امر غير منطقي ولن يستطيع أي شخص الصمود مهما كان كما صمد باسندوة ولو اني اعتب على الاستاذ باسندوة من تغيير قناعته تجاه بعض الامور لانه يتلقى اشياء سمعتها ولا يمكن الافصاح بها دون علمه ، بصراحة الرجل فدائي ومحارب على جبهات كثيرة ومظلوم الى درجة كبيرة ايضا وان جانب من الظلم اكثر الما في النفس حين يكون من الرفاق.

ياسندوة وبعض وزراء قوى الثورة يواجهون حربا اعلامية ظالمة خاصة وزيرا المالية والداخلية والنقل وغيرهم وهذا ناتج عن قوة وضخامة الدعم الاعلامي لتنفيذ هذه الحرب وعلى الضفة الاخرى لا تقابل سوى بهزة الرأس والسلام.

نأمل من الرئيس هادي رفض الاستقالة التي تقدم بها لانه لن يكون هناك شخصية تستطيع الوقوف والصمود امام سياسة المخلوع التخريبية اقوى من الأستاذ باسندوة ، وعلى الرئيس فهم التبعات التي ستنعكس في حال استقال الاستاذ باسندوة وعلى الاخوة قيادة المشترك ان يقوموا بالضغط على الاستاذ باسندوة لتعديل موقفه وتراجعه عن الاستقالة.