الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٤ مساءً

التغريبه الدماجيه ..!!

فواز الخليدي
الأحد ، ٢٦ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
سمعنا عن التغريبه الفلسطينيه ولكن لم نع حجم ضررها ومعانات اهلها لاننا لم نعش تلك المعاناه ولم نر باعيننا تلك التغريبه ،لانها كانت في القرن السابق ، قرن العبوديه والامامه واحتلال الاوطان وتهجيرالشعوب ،كانت تغريبه بسبب دخول اليهود اراضيهم واحتلال مقدساتهم وممتلكاتهم ، وتسنى ذلك لليهود بسبب تخاذل العرب وضعف مكانة الاسلام في قلوب المسلمين .
اعاد التاريخ الحزين نفسه ،على ايدي من يعشقون اذلال الاخرين ، وحب الظهور والهيمنه على جميع البشريه واظهار المذهبيه واجبار الناس بالعمل بمذهبهم بقوة السلاح والمال ،او الخروج من ارضهم ، والحرب والدمار.

خيارين احلاهما مر.
ولنا في اهل دماج مواقف وعبر ، فتن ، وحرب ، وحصار ، وتجويع واذلال ، وختمت تلك المعانه بتهجير هم من الارض
بعد استمرار الحرب الضاريه والحصار عليهم مايقارب مائة يوم ، والتي لم تكن متكافئه ، لابالعتاد ولا بالعده فكانت لاهل دماج بمثابة الحرب الاجباريه ، كون المعتدي الغاشم(لايرقبون في مؤمن الا ولاذمه )

خاضوا تلك الحرب والامل حليفهم ، بان حكومتهم لن تخذلهم ولن تتواطئ مع المعتدي ولكن حصل العكس في ذلك
خذلان من الحكومه ، لان العدو شريك لها بمرافق الدوله ، وله يد في الجيش ، ولسان في الحوار، وصمت دولي كونهم اسلاميون ، والعدو حليفا لهم ،وان اظهر غير ذلك .

ضعفت الدوله امام تلك المليشيات التي تتلقى اوامرها من الفرس ، مع علم الدوله بذلك من قبل وسكوتها عمايصير ،فتوالت الوساطات ، لاقناع الحوثي بكف الاذى ، فكانت له بمثابة محطات لتزويد مليشياته بوقود العنف وادوات الدمار .
تكللت تلك الوساطات بتسليم المواقع الدفاعيه من اهل دماج ،ليحل محلهم من كانوا يخافون مكرهم ، يرافق تلك الحرب ظلم أخر ، بصوره بشعه لاتقل اجراميه من القتل ،( الحصار) ومنع وصول الغذاء والدواء لاهل دماج .

هان عليهم هدم بيوتهم وتحطيم مراكزهم واحراق مساجدهم ونهب مكتباتهم ، مقابل البقاء على ارضهم احرارا لان ظنهم تغلب عليهم ، بانهم في القرن الواحد والعشرين لن يكون هناك تغريبه وتهجير ، وتناسوا بان الارقام الحسابيه ربما تتغير ولكن طبيعة البشر التي تحمل الفكر الطائفي والعنصري ، لن تتغير مهما تغيرت الارقام والتواريخ عبر السنين .

بعد كل هذا الخذلان فوضوا رئيس الجمهوريه لايجاد الحلول المنصفه لقضيتهم ،لعلهم يجدون بريق امل بتفويضهم لرئيس الجمهوريه ، ولم يكن بالبال ولا بالحسبان التهجير من الديار رغم توالي الخذلان من الحكومه والوسطاء لحل قضيتهم.
وانتهى الفيلم بالتهجير المجهول ، لان المخرج يريد ذلك .

خرجوا من ديارهم ،ولسان حالهم يقول ( والله لولا الحوثي الذي اخرجنا منك ماخرجنا )دلالة على الاستمساك بارضهم وحب العيش بها .
جعلوا صنعاء قبلتهم لعل من وافق بتهجيرهم ينظر اليهم بعين الرحمه والمسؤليه ويتذكر ،

قول سيدنا عمر رضي الله عنه ( لوعثرت بغله بالعراق لسآلني الله عنها )
قضية اهل دماج قضية وطن باكمله ليست قضية مركز اومسجد يدرس فيه الحديث وانما قضية انهاء ثورات
قامت من اجل القضاءعلى الكهنوت الامامي الذي يريد اعادته ، من جعلوا دماج طريق العبور ،الى عرش الامامه ودماء اهلها وقودا لمخططاتهم .
التوطؤ مع قضيتهم سينطبق على الوطن باكمله حكومه وشعب ، مقولة سيدنا على (اكلتٌ يوم اكل الثور الابيض)

تواطؤ النظام السابق معهم هو من اوصلهم الى ماوصلوا اليه اليوم ،لانهم كانوا بمثابة البقره الحلوب له ولاسرته ومن ولاءهم
رغم الذي صار لاخواننا في دماج ،الا ان املنا كبير بوطنيتك ياسيادة الرئيس ،لايجاد حلول جذريه لتلك المليشيات ،وان تواطئت معهم كما تواطؤا من قبلك فسيكون مصيرك ومصير الشعب مثل الثور الابيض ، وسيتجه الوطن الى مالا يحمد عقباه، وهذا مالا نريد الوصول اليه ....