الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٩ مساءً

بيّنَ يهود القاع وبني قينقاع

عبدالعزيز العرشاني
الأحد ، ٢٣ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ١١:٠١ صباحاً
كنا نسمع عن أفعال الصهاينة البشعة في أخواننا الفلسطينيين وعن جرائم الصرب المهولة في مسلمي البوسنة فنستغرب ونتعجب لهذا المستوى من الانحطاط والانحدار البهيمي الذي وصلوا أليه وهانحن نصل لنفس الحال ونمشي على نفس المنوال ونمر في نفس النفق المظلم وأين ؟ في بلد الأيمان والحكمة والعادات والتقاليد - بلد المروءة والغيرة ! ! ! ففي القاع ظهر الحقد في أقسى صورة له متجلياً في القتل الوحشي وبالفؤوس والهروات والخناجر ( حتى القتل فيه شيء من الرحمة كقصاص وعلى أن لايعذب المقتول وفيه احترام للمقتول ) فمن الشهداء من قيدت يداه وقبض على شعر رأسه وطعن بالخناجر في فمه وعينيه حتى قضي عليه ومن الشهداء من ضرب بالهروات على رأسه حتى تهشم واختلطت محاسن ومعالم وجهه ومن الشهداء من فارقته روحه لكماً وركلاً ومن الشهداء الذين حاولوا تخليص إحدى الفتيات من السفاحين أن ضرب بالهروات وعلى كل أنحاء جسده حتى لم يبقى عضو واحد سليم من الكسور , وفي كل الحالات كان البرابرة السفاحين في مجموعات أو فرادى , هذا ما ظهر من أثار وشهادات ومازال هناك الكثير المخفي حتى النساء لم تسلم منهم وأخشى أن تظهر حالات اغتصاب وهتك عرض للأسيرات ! ! ! وبحسب الأسماء التي وردت وتم الرفع بها أغلب أغلب المشتركين في المذبحة من متعاطي ومدمني المخدرات ؟ فهل عدنا للعصر الجاهلي وعلى يد باني اليمن الحديث ؟

لم نكن نتصور أو يخطر على بالنا أن تظهر الآن وبجلاء تام هذه البشاعة والوحشية والهمجية والأجرام كمخرجات لـ33 سنة فساد وخراب وتدمير وقتل وغدر وحقد وانتقام فخلال ثلاثة عقود تخرج على يد وسمع وبصر الصالح قطيع من الكلاب الضالة والحيوانات المفترسة التي لاتعرف معروفاً ولاتنكر منكراً تجردت من معاني الرحمة والإنسانية وتخلت عن الدين بمفرداته من حلال وحرام وهي حاجات ومتطلبات أساسية للنفس البشرية , ولاتعرف أخلاق ولامبادئ ولا مُثّل كمكتسبات أدمية من الحياة .

والمشكلة التي تطل برأسها مستقبلاً هي في الانتقام من مرتكبي الجرائم المعروفين والمسجلة أسمائهم وحركاتهم سلفاً والمراقبين في كل شارع وحارة وقرية جزّء قتلهم وبدون سبب أناس أبرياء لاذنب ارتكبوه إلا أنهم خرجوا في مسيرة سلمية تطالب برحيل الفقر والجهل والمرض والربا والفساد وسيكون الثأر على أيدي أشخاص لايمتون للشهداء بصلة دم أو نسب أو مناطقية إلا أنهم يحملون نفس الفكرة الثورية , واليمنى له حكمة في الثأر تقول ( مستنّقِي بعد سنة مستعجل ) , وفي أرحب ونهم والحيمة وحاشد وتعز وحجة وكافة مناطق اليمن قتلى وجرحى معلوم غرمائهم ولكن أولياء الدم كفو أيديهم عنهم في بادرة جديدة مواكبة للثورة وتغيير جذري لتصرف اليمني الذي أعتاد حمل سلاحه على عاتقه ليل نهار والذي يأخذ حقه بيده أو بمعونة قبيلته وبخاصة خلال الثلاثة العقود السابقة ومنطقهم في ذلك يقول نحن في ثورة وبعد الثورة لنا شأن أيماناً بتغير الأوضاع وتواجد دولة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى وعبر جهاتها الأمنية تعتقل الجناة لتقدمهم لقضاء عادل نزيه يفصل بين الغرماء وإلا فولي الدم سيقتص من غريمه كما حدث ويحدث خلال الثلاثة العقود السابقة .