الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣٠ مساءً

مرسي .. حَمدي اليمن ..

المهيب الحميدي
الخميس ، ٣٠ يناير ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
صدقوني .. سياتي زمان يتغنى فيه المصريون بحكم مرسي ، بل ويتمنون ان يعود كما يتمنى ويتغنى اليمنيون بحكم الحمدي .

التاريخ لا يُكتب بل تسطره الاجيال ، احببتُ الحمدي رغم اني لم اعرفه ولم اعُايش حكمه ..زرع حبه في قلوبنا الأباء والاجيال السابقة .

مرسي رسم خطة لمصر كتلك التي رسمها الحمدي لليمن وكان يريد ان يوصل مصر من خلالها الى مصافي الدول الاوربية المتقدمه ، كان طموحه "وطن" وليس منصب او جاه كما يُبغبِغَ الانقلابيون ، لا تنسوا مقولته (سوف ننتج غذائنا ودوائنا وسلاحنا ) اقلق هذا الامر امريكا واسرائيل ودول الخليج ، فمصر ستعلن للعالم والتاريخ وطن لا يقل ازدهاً كاوطان العالم المتقدمه ، هنا بدأ التامر وبدأت دول العار تحرض ضد مرسي ليس كره به وانما لتسقط هدفه الذي ينشده ، كم فعلت تلك الدول باليمن في عهد الحمدي ، وتعرفون جيدا من كان وراء اغتيال الحمدي كم تعرفون الان من هو وراء انقلاب العسكر على مرسي ، من دفع المليارات ليعيد مصر الى العصر العسكري والحكم الاستبدادي القمعي .

ما يجعلك تشعر بالحسره هو اولئلك الفئات الفقيرة من الشعب التي تصفق للظلم ، وتجتر مع من يخدعها انه يريد لها الحياة ويقنعها انه الام الحنون ، وان حكم مرسي اخواني محتكرا لفئة معينة ، ولن تعيشوا في ضل حكمه حياة البيادة ، وحياة القهر والظلم ، لن تعيشوا في ظل حكمه حياة الجوع ، وحياة الذل .

نعم يا عزيزي انه الجهل مازال يعشعش في قلوب الشعوب قبل العقول ، لا تفقه من الحياة سوى العيش بذاك القوت اليومي ، لانها لا تبحث عن وطن يمنحها حقوقها ، وترتقي كما ارتقى العالم ، تُصفق للحاكم الذي ياكل حقوقها وينهب خيرات ارضها ، تنحني للحاكم الظالم ، يخدعها الحاكم العسكري بالحقوق اليومية وينهب خيرات اجيالها المستقبلية.

قامت الثورات ليس من اجل سد جوع البطون ، بل قامت من اجل نهضة وطن ، واستعادة حقوقها وحقوق اجيالها ، لم تقم من اجل صراع على الكراسي ، بل قامت لتمنح الشخص المناسب ذاك الكرسي لينهض بالامة ، قامت من اجل بناء جيل حر لا تخدعه السياسات القذره المغلفة بالورد من الخارج وعمقها زيف مليئ بالاشواك والوعود الكاذبه .

لن تتقدمي ايتها الشعوب العربية وانت تصارعين الحياة من اجل الحاكم ، لا من اجل البلد ، اقسم انك لن تتزحزحي قدر انملة وانت تمجدين الزعيم وتحتقرين الوطن ، لن تنالي مرادك بحكم العسكر لان امريكا واسرائيل هكذا تريد ، تريدك شعوب ضعيفة ، جاهله ، غبية ، لا تطمح لحكم العالم و لتحرير القدس .

نريد امة لا يهمها الحاكم بقدر الوطن ، لا تبحث عن الاكل والشراب فقط بل تبحث عن مستقبل وجيل واعي متحضر ، ياكل ويشرب ويلبس ويغزو الفضاء ويسافر مما يصنع .