الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٣ مساءً

يمن جديد !

د . أشرف الكبسي
السبت ، ٠١ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٢٠ صباحاً
من أين سيأتي هذا (اليمن الجديد) ومكوناته قديمة قدم التأريخ...الأرض والبشر والحجر ، الثقافة والبعير وألف عام من السهر..؟ من أين سيأتي ، وحكامه عقوداً يتبادلون لصوصيتهم أطواراً كوجه القمر ، حضورهم يتجدد نفوذاً كجلود الأفاعي ، وزراء الأمس والمشائخ والأعضاء وكل غوغاء السفر ، هم حكماء حوار اليوم ، وهم (الشباب) بعد السبعين على نشرات الخبر ، وكأنهم لا سمح الله قضاء علينا ، ولعنة قدر..!

لبناء (اليمن الجديد) علينا الخلاص من القديم ، وكيف لنا ذلك ونحن أنفسنا عين ذاك القديم ؟ ولأننا كذلك ، علينا الكف عن تناول أكذوبة الجديد ، والبدء في ترميم (يمننا) القديم ، ولنبدأ أولاً ، بإزالة الأقنعة ، وإيداع اللصوص مكانهم الجديد..!

بالكلمات لا تتطلب رغبة بناء ناطحة سحاب عملاقة ، سوى ثوان معدودة ، بينما قد يتطلب تشييدها أعواماً.. وهاهي عشرة أشهر من الحوار مضت ، للخروج بوثيقة ورقية مخطوطة على استحياء ، تتناول بالكلمات رغبتنا – أو قل رغبتهم – في بناء اليمن الجديد المزعوم ، فكم تراه سيتطلب تنفيذ ما ورد في كل ورقة منها ، تشييداً، على أرض الواقع..؟

ليست المشكلة في جغرافيا اليمن أيا كانت مناطقه ومحافظاته وأقاليمه ، وليست في اليمنيين أياً كان تنوع صورهم ولهجاتهم ومذاهبهم ، وليست في نظام الحكم ، أكان ملكياً أم جمهورياً ، رئاسياً أم برلمانياً ، لكنها كانت وما تزال في أن الناس على دين ملوكهم ، ولفساد ملوكهم ، وغياب ضمائر حكامهم ، غاب العدل والخير حتى في أوساطهم ، وتلاشت العدالة والمساواة عن مشاهد الحياة في يوميات مدنهم وقراهم ، في صباحات ريفهم وحضرهم ، وظلت الفضيلة حبيسة أحبار دساتيرهم ، وبيانات مجالس نوابهم ودموع متعاقب حكوماتهم..!

أيها السادة الشرفاء.. لسنا بحاجة ليمن جديد ، على أنقاض القديم.. فقط أقيلوا القديم المتجدد من فاسد حكامنا ، وأزيحوا رجالات النفوذ المتعفن ، والجاثم على صدورنا.. وليتركوا يمننا لنا ، فما عدنا على دين ملوكنا ، ولتكن الملوك من اليوم على ديننا.!