الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٤ مساءً

هادي بعد وثيقة الحوار : إما لبناء دولة أو لتمزيق اليمن

عباس الضالعي
السبت ، ٠١ فبراير ٢٠١٤ الساعة ١٠:٢٠ صباحاً
يفترض على السلطات الحاكمة بعد توافق القوى اليمنية والتوقيع على وثيقة الحوار ان تبدأ بفرض ما جاء بالوثيقة باعتبارها مخرجات إلزامية لكل الأطراف التي كانت موجودة ضمن مؤتمر الحوار.

من يتذرعون اليوم بحجج ومبررات ويحملون السلاح ويمارسون التمرد والقتل والتهجير لا مبرر للسلطة من اخضاعهم بالقوة للقانون والامتثال لسلطة الدولة.

التوقيع على الوثيقة النهائية للحوار هو تفويض كامل وغير مشروط للسلطات الحاكمة وعليها الامتثال لذلك التفويض بتطبيق القانون وفرض هيبة الدولة ونشر العدالة والمساواة.

كان الشعب يتقبل اعذار الرئيس وباقي السلطات والتعذر بالوفاق رغم انه لا علاقة للوفاق بقتل الابرياء واقلاق المجتمع واغراقه بالفوضى ولا علاقة للوفاق بقيام السلطات بممارسة مهامها بشكل طبيعي.

الاقتتال المستمر في شمال اليمن وممارسة العنف في الجنوب ضد ابناء الشمال لا مبرر لها بعد وثيقة الحوار الوطني وعلى الدولة القيام بسحب الاسلحة من تلك المجموعات ومن له رغبة او تطلع بالسلطة عليه اتباع الآليات والوسائل السلمية التي تحقق له الهدف للوصول الى السلطة.

الرئيس بالدرجة الاولى معني بفرض سلطات الدولة لانه الحاكم القابض على كل السلطات وهو من الممسك بقوات الجيش والامن وهو صاحب القرار وهو صاحب ومخرج وثيقة الحوار وهو عراب المرحلة ، وعلى هذا فهو المسئول الاول عن تطبيق القانون وفرض هيبة الدولة.

الرئيس وسلطاته امام اختبار حقيقي ، فإما بناء دولة ا وان الهدف هو تمزيق ما تبقى من هيكل الدولة المتآكل ولا عذر امامه بعد التفويض الذي لقيه والتأييد المحلي والاقليمي والدولي.

بموجب هذا التفويض والعصى الاممية عليه – الرئيس - ان يستوعب عملية البناء والتغيير ومغادرة اسلوب ادارة الصراع على اسس مصلحية وعنصرية ومناطقية.

اليمن والمرحلة الحالية ليست بحاجة الى التلاعب بالاوراق والحاجة الوطنية قد تجاوزت التلاعب بالالفاظ والحاجة المطلوبة هي على الاقل استغلال الهيمنة الاممية على اليمن ومصادرة القرار والارادة من قبل اطراف اجنبية على الرئيس استغلال هذا لصالح بناء مادمرته حروب مرحلته المشهود لها برعاية الصراعات وتقويتها.

هادي امام امتحان حقيقي اما ان يكسب الرهان ويتجاوز المخلفات ويباشر عملية التغيير والبناء او انه اوهن من بيت العنكبوت وان مهمته تتوقف للاشراف على تمزيق اليمن وتهجير السكان واطالة امد الحروب تحت مبررات واهية وهي انعكاس اما لضعف اسلوبه القيادي او انه متآمر لتدمير ما تبقى
الحوثي والحراك هما رأس الحربا وهما ادوات بيد رئيس النظام السابق وهذا شيئ يعرفه الرئيس هادي واخضاعهما للقانون يعني القضاء على اكبر قدر من مشاكل اليمن ، باقي الاطراف هي بحالة الدفاع عن نفسها وفي غير ذلك فالقانون على الجميع.

لاول مرة يحظى رئيس دولة بهذا الاهتمام والرعاية ولاول مرة يجتمع الفرقاء على دعم رجل واحد وعليه ( والمقصود هو هادي ) ان يستغل هذا الاجماع ويستغل الصميل الاممي لتطويع كل الخارجين على الدولة ، كما ان عليه تغيير اسلوب ادارة الدولة بوسائل وادوات وفكر المخلوع وان يعتمد على قوى ودماء جديدة عليه ان يغير اسلوبه ونظرته فهو تولى رئاسة اليمن بموجب عقد زواج اممي وشهود ماشافوش اليمن واكتفوا بعيون هادي!!