السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٤ صباحاً

الحوثي ..وفأر السد

صالح احمد كعوات
الجمعة ، ٠٧ فبراير ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
ذكر الله تعالى قصة أصحاب سبأ في القران الكريم وما كانوا عليه من جنّات ذات يمين وشمال وخير وفير.

فجاء عليهم فأر نخر عليهم السد، فأتى عليهم وأغرقهم، هلك منهم من هلك وبقي أقوام نجو فأصبحوا شتاتاً مهجّرين إلى كل بقاع الأرض، حتى بات يُعرف أن أصل العرب هم من اليمن، ومن الفار جاءت هذه الحكاية.

واليوم يُمارس الحوثي دور الفأر بطريقة همجيّة، يقتل أقوام ويُهجّر آخرين، يسجن المخالفين الواقعين تحت وصايته، ويُرسل المجهولين ليغتالوا آخرين بعيدين عنه، ما من منطقة في اليمن إلا وشهدت دمار هذه الفئة وذاقت ويلات بغيها وعدوانها.

لقد نصّب الحوثي نفسه وكيلاً لشياطين الإنس ومعلّما لشياطين الجن، استمرأ بسبب ضعف الدولة وسكوتها خوفا على انهيار ما تبقى من المؤسسات الهشة فاتخذ من العنف وسيلته الوحيدة، بدأ بصعدة فسفك دم أهلها وشرّد أبناءها وهجّر نساءها ومستضعفيها وجعل منها ضاحيته الجنوبية.

ثم تمادى واتجه شطر حجة فحاصر قراها وزرع الألغام تحت أقدام أهلها، وباسم الله يقتل عباد الله ويمضي بمسيرته التي يرصفها بدماء وأشلاء اليمنيين متصوراً أو يخيّل له أنها جثث الأمريكان والإسرائيليين أو هكذا يريد تصوير المشهد.

دخل الجوف فأذاقوه شيئا مما أذاق الناس، ثم تحوّل نحو سفيان وهاهو اليوم في عمران وأرحب يقرع طبول الحرب على أبواب صنعاء عاصمة الدولة الاتحادية.... ناصر المسلحين في الجنوب، وأقام حلفه البغيض مع عصابة النظام السابق.

لبس ثوب الحوار ودخل بين المتحاورين لا لشيء إلا ليزيّن نفسه ويسدل على جسده الذي قد امتلأ بلعنات الثكلى والأرامل واليتامى والمشرّدين شيئا من الستر.

وهدف آخر وهو محاولة إعاقة الحوار وعرقلة مسيرة الدولة اليمنية الجديدة، وهاهو بعد عجزه وضعفه أمام عزيمة شرفاء الوطن يخرج معلنا تحدي إجماع اليمنيين وكسر التوافق والإجماع في مؤتمر الحوار الوطني ليكون هو عصا محور الشر التي تريد هدم اليمن، وثمة سؤال مهم هنا:

هل الدولة عازمة على تحقيق الاستقرار وتوفير الحماية لأبناء اليمن ؟

هل هي قادرة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيين حتى الحوثي نفسه؟

هل لليمنيين أن يثقوا في الرئيس وحكومته وأنهم جادين لدخول مرحلة جديدة ينعم الوطن فيها بالسلام والمواطن بالأمان؟

لقد سئم الشعب تكرار مبررات أن هادي استلم وطن بلا دولة، فقد سلمت له وسائل بناء الدولة بإجماع منقطع النظير فهل ستقوم الدولة بدورها ؟

هل سيتم لجم نزوات الطائشين، وتوقيف شهوة البغاة الظمئا لشرب دماء اليمنيين، أم أن الرئيس سيظل صامتا حتى يقضي الفأر على باقي السد فينهار على الجميع، وبتحول اليمنيين إلى مشردين ومهجرين ليس داخل اليمن فحسب بل إلى خارجها؟

إلا إذا كان الحوثي يريد تهجير اليمنيين إلى سوريا ليسدوا فراغ ما تأخذه البراميل المتفجرة التي تلقيها عصابات الأسد، فحسبنا الله وهو وحده المستعان.