الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٤ صباحاً

خطة الحوثيين لإسقاط صنعاء (1)

علي منصور
السبت ، ٠٨ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
واهم من يعتقد أن الحوثيين سوف يسقطون صنعاء بحرب شوارع ومعارك وقتال ... أو بحصار المدينة واستسلامها ... لا لن يكون هذا ولا ذاك ... ولن تطلق رصاصة واحدة... صنعاء ستسقط بالتدريج ... خطوه خطوه ... قطعة قطعة... حاره حاره ومرفق مرفق... اسقاطها سيكون بمسيرة مدروسة تتم على خطوات مثلما خرجت مسيرتهم قبل عشر سنوات من ضحيان واصبحت اليوم على مشارف صنعاء... خطوة خطوة.... لكن كيف؟

سيبدئون بخطوات صغيرة... لكنها خطوات محسوبة بدقة... خطوات شديدة الخبث وعظيمة التأثير ... سيبدئون بتسيير المسيرات الضخمة في صنعاء تحت شعارات عديدة يزايدون بها على الجميع ويسحبون بها البساط من تحت اقدام الكل ... دولة وأحزاب ... مسيرات يتبنون فيها ظاهرياً القضايا التي تشغل الناس ... قضايا الخدمات والأمن والفساد وغيرها ... قضايا يحملون رايتها وتظهرهم أكثر حرصاً من الدولة والحكومة والاحزاب الاخرى على معالجتها ...

فمثلاً مسيرة قرآنية تنتصر لله ويزايدون بها على الاصلاح فهم انصار الله، واخرى تطالب بتحسين الخدمات يسحبون بها البساط من الدولة الفاشلة، وثالثة ضد الفساد تسحب البساط عن الحكومة ، ورابعة ضد التكفيريين تسحب البساط عن السلفيين ، واخرى للمطالبة بالأمن تسحب البساط عن الداخلية والحكومة ، وعاشره ضد امريكا والطائرات بدون طيار تزايد على هادي، واخرى تضامناً مع الحراك يزايدون بها على الكل .... وهات يا شعارات ومسيرات تدوخ الجميع .... الدولة والناس والاحزاب!!! وتعالي يا دوله امنعيهم من رفع المصاحف والتظاهر نصراً لله وكتابه أو امنعيهم من تسيير المسيرات ضد الفساد او للمطالبة بالأمن او تحسين الخدمات أو أو،

هذه المسيرات ستخدمهم بعدة طرق ... فهي من جهة تمحي من اذهان الناس كل ما قد يكونوا سمعوه عن الحوثيين كحركة امامية عنصرية بغيضة وتظهرهم كأصحاب اجندة وطنية تقدمية منفتحة على الجميع، مما يسمح لهم بالتغرير بمزيد من ضعاف العقول واستقطابهم، وهي من جهة اخرى عباره عن حشد لعشرات او ربما مئآت الآلاف من الاتباع لاستعراض العضلات وارهاب للدولة وأجهزتها والقوى السياسية الاخرى والحاق الهزيمة النفسية بها وتهيئتها للاستسلام ولعدم تحدي الخطوات الحوثية التالية وتقبلها.

خطواتهم التالية ستكون مثلاً نصب نقاط التفتيش على مداخل بعض أحياء العاصمة التي لهم فيها حضور وتأييد قويين ... والاستيلاء ضمن هذه الأحياء على اقسام الشرطة وتعيين المدراء لها واحلال جنودهم فيها... تماماً مثلما استولوا خلال الفترة الماضية على العديد من جوامع العاصمة ... وسيرفعون شعاراتهم على المباني وعلى مدارس يستولون عليها واسواق يديرونها وضرائب يجبونها ومباني عامة يسيطرون عليها في تلك الأحياء ... وتدريجياً سيزحفون منها الى الأحياء المجاورة.

ولن ينقضي وقت طويل حتى يجد الناس ان شئونهم الحياتية اليومية اصبحت بيد الحوثيين ، كما في صعده حيث لا تستطيع مثلاً شراء البنزين من المحطة إلا بموافقة مسئول "الأمنية" في الحي، ناهيك عن فتح محل جديد او ممارسة عملك بدون أن تسدد الرسوم والضرائب لمالية الحوثي. وتدريجياً سيقومون بتحصيل الموارد وربما أيضاً حصلوا فواتير الكهرباء والماء والتلفون... حتى لا يبقى للدولة اي حضور في تلك الأحياء والحارات.

خطتهم في الحقيقة يمكن تشبيهها بخطة القاعدة "للتمكين" والتي تتكون من ثلاث مراحل : مرحلة التنكيل، ثم التوحش ، ثم التمكين. في مرحلة التنكيل يكون الغرض التنكيل بالدولة وامتهانها واذلالها من خلال طرد موظفيها في اقسام الشرطة والمدارس وغيرها من المرافق العامة واستبدالهم بأتباعهم... وفي المرحلة الثانية يصبح حضور الدولة في بعض الحارات واجزاء واسعة من المدنية ضعيفاً وينتشر التوحش من الدولة مما يجعل الناس يلجئون لهم في التقاضي وحل الخصومات وسداد الضرائب والغرامات وحل المشاكل عموماً... وفي المرحلة الأخيرة يستكملون فرض هيمنتهم في المدينة ويتمكنوا تماماً من اقامة "دولتهم".