الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٣ مساءً

مشاعر هادي الثورجية في ذكرى ثورة 11 فبراير

عباس الضالعي
الاربعاء ، ١٢ فبراير ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٥ صباحاً
في كل مناسبة ثورية يطل علينا الرئيس الانتقالي بحديث اما متلفز او خطابي او مكتوب ، تعددت الأنواع والمضمون واحد ، كل خطابات هادي التي يوجهها للثوار تعبر عن مشاعر الضحك على الثوار التي اصبح يجيدها بطلاقة ولا جديد فيها.

مرة يخاطب شباب الثورة بقوله انتم رميتم حجرة ضخمة في المياه الراكدة ومرة يقول انتم من قضاء على وعلى ... ومرة انتم الامل ومرة انتم الوقود ومرة انتم الشعلة ومرة انتم من اعاد لثورتي سبتمبر وأكتوبر اعتبارها ..كلمات صادقة من رجل دفعت به الثورة واغتال احلامها ..هذه الحقيقة لعامين من حكم هادي.

كلمات هادي في رسالته بمناسبة 11 فبراير الذي سماه يوما مجيدا دون ان يعتمده يوما وطنيا وهذه واحدة من مشاعر الضحك المستمرة من هادي
يذكر الشباب بنضالهم وجروحهم وينسى ان شباب الثورة لا زالت جروحهم تتضاعف نتيجة الاهمال والتقصير الذي هو السبب الاول لهذه المآساة ، يسجل الاعجاب لبطولات الثوار وشهدائهم منسيين من التعبير الرسمي للاهداف التي خرجوا من اجلها واوضاعهم المنسية باعتبارهم خلفوا ورائهم عائلات وابناء وزوجات وامهات وبعضهم كان العائل الوحيد لاسرته.

ومع هذا ومزيدا من دغدغة المشاعر يقول (ويسعدني في هذه المناسبة التي ستصبح يوما من الأيام المجيدة التي يرتفع بها رأس شعبنا فخرا واعتزازا أن أؤكد لكم أن تضحياتكم لن تذهب هدراً وأن بارقة النور التي أهديتموها لشعبكم قبل ثلاث سنوات ستستمر في توهجها واتساع دائرة الضوء المنبعثة منها حتى تبدد كل قتامة وتطرد كل سواد في عموم أرجاء الوطن العزيز) اذا كان الرئيس الحاكم المفوض يتمنى فمن الذي سيحقق الامنيات !!
شباب الثورة وابطالها يعلمون بحجم التحديات وكانوا يعلمون بحجمها يوم كان التحدي الاكبر موجود في قصر الرئاسة وتحت سلطته الات الموت والدمار ونتيجة لارادتهم القوية تحدوها وخرجوا بصدور عارية لمواجهتها بسلمية حتى اجبروه على المغادرة كرها وتحول الى مخلوع بفضل تلك الاراة وذلك التحدي.

اما تحديات اليوم فمن السهل تجاوزها والتغلب عليها اذا توفرت الارادة السياسية القوية والصادقة لاستكمال مشوار التحدي والبناء الذي كلفت الثورة للقيام بهذه المهمة نائب المخلوع لتولي الفترة الانتقالية بهدف ترتيب البنية التحتية للوصول الى المستقبل المنشود
هادي يخاطب شباب الثورة ويعترف بعظمة هذا اليوم وبتضحياتهم وبطولاتهم وينسى عمدا ان ذكرى هذا اليوم تأتي وهناك من شباب الثورة لا زالوا معتقلين وبأوامر وتوجيهات من رئيس النظام السابق وتهمتهم الوحيدة انهم ثاروا على الظلم والتخلف والانهيار الكامل للبلد
تحل ذكرى ثورة 11 فبراير المجيدة وجرحى الثورة ينتظرون مكرمة وعطف هادي الذي اعتلى الكرسي وتناسى تضحياتهم.

وتحل ذكرى ثورة 11 فبراير والشهداء وعائلاتهم ينتظرون تحرك القضاء لمحاكمة القتلة والمجرمين وتطبيق القانون عليهم وفقا للشريعة الاسلامية والقانون
تحل الذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير والقاتل يمارس البطش والارهاب وعلى مرأى ومسمع من الرئيس الذي اتت به الثورة ليكون امينا على الوطن وعلى الشعب واذا به تحول الى امينة على الماضي بمجرميه وقتلته وحال بينهم هذا الرئيس وبين الحساب.

اذا كان هادي يفاخر بنجاح مؤتمر الحوار فمخرجات مؤتمر الحوار تعتبر الى الآن "سطور نظرية " لاغي راما الواقع فمرارته تزداد كل يوم
خرج الثوار في 11 فبراير للقضاء على فساد الحاكم وتوريث السلطة والمؤسسات واذا بالرئيس الذب جاءت به الثورة يمارس نفس السياسة وكل ما تغير هو خروج المخلوع وعائلته من السلطة رسميا ليتولى هادي وعائلته ومقربيه وفاسدي رفقته وشلته زمام السلطة والمؤسسات.

الثورة لم تخرج كي تبحث عن من يواسي الشعب بمشاعر وكلمات مظللة ليس لها ارتباط عملي بالواقع ، ولو كان هذا هو الهدف فالمخلوع اكثر رؤساء اليمن مواساة وشاعرية ومشاعر لكن هذا الكلام اصبح لا يقدم ولا يؤخر وبسببه ضاعت البلد وضاعت احلام الشباب حتى جاءت ثورة 11 فبراير المجيدة
11 فبراير ذكرى يوم مجيد صاغه الشباب بدمائهم وارواحهم واشلائهم ولم يكون يوما شاعريا او عاطفيا او يوما لذر الرماد على العيون كما يفعل هادي
اذا كان يوم 11 فراير يوما مجيدا – وهو كذلك – فما الذي يمنع هادي من اعلانه يوما وطنيا ومساواته بالايام الوطنية الخالدة التي صنعها ابطال الشعب ومناضليه.

هادي اعترف بعظمة هذا اليوم .. مالذي يمنعه او يقف امامه من تحقيق اهداف هذا اليوم وهو المفوض بتحقيق تلك الاهدف وترجمتها الى واقع ملموس
الاعتراف وحده لا يكفي من هادي الذي نذكره ان المخلوع ايضا اعترف بعظمة هذا اليوم وهو يحاول تقمص دور الثائر في الفترة الاخيرة ، يجب ان يقرن الاعتراف بالعمل والتطبيق الصادق لاهداف ثورة 11 فبراير.

الثورة ليست بحاجة الى مشاعر تخرج علينا بكل مناسبة ، الثورة بحاجة الى تنفيذ وتطبيق الاهداف واخراجها عمليا الى الواقع كي يعيشها الشعب وينعم بها اقتلاع الفاسدين السابقين ومن اتى بهم هادي وتطهير البلاد والمؤسسات من الفاساد والفاسدين وبناء الجيش والامن بناءا وطني دون أي حسابات فئوية او مناطقية .. اقامة دولة مدنية قوية تسود فيها العدالة والمساواة .. هذه بعضا من هداف الثورة. اما ان تقوم بعض القوى بتشريد وتهجير المواطنين من مناطقهم بحجة انتمائهم وبتوجيهات رئاسية فهذا ليس من الثورة في شيء.

الاعتراف بمجد هذا اليوم يجب ان يترجم الى واقع ملموس ويجب ان يخضع اصحاب المشاريع الهدامة تحت سلطة الدولة وسحب الاسلحة من كل المجموعات التي تنافس الدولة بالتسليح وتمارس الارهاب علنا
اذا كان هادي صادقا فيما يقول فعليه : تحقيق الامن والاستقرار وقف العناصر التي تعمل على اقلاق الامن ، حماية ابراج الكهرباء من الاعتداءات ومحاسبة المتسببين ومحاكمتهم ، الافراج عن معتقلي الثورة ومعالجة جرحاها ورعاية اسر الشهداء ، استرداد الاموال المنهوبة ، وقف عبث الحصانة التي انهكت الشعب وخدماته ، محاسبة الفاسدين واعفائهم من مناصبهم ، تقديم المتورطين بقتل شباب الثورة للعدالة بدل من توليهم المناصب ، وضع حد للتدهور الاقتصادي ، وضع حد للمخلوع وتصرفاته الجنونية.

هذه بعض من مطالب الثورة واهدافها .. خير اعتراف بثورة 11 فبراير من هادي هو تطبيق مبادئها عمليا اما نظريا فقد كان الملخوع اكبر المنظرين ... التطبيق يا هادي