الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٦ مساءً

الدولة الاتحادية بديلاً عن الدولة العصبوية

سمير الشرجبي
الثلاثاء ، ١٨ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
كقومي عربي حلم ويحلم بالوحدة العربية من المحيط إلى الخليج تساءلت وسئلت من حولي عن ما آلت إليه الأمة العربية اليوم من تشرذم وتمزق وحروب قسم المقسم وجزئت المجزأ عن موقفي من قرار تقسيم اليمن إلى أقاليم ؟

لم يخطر ببالي أن أقبل يوماً ما رفضت أياما وسنين ما سمى الأقاليم والذي خرج علينا في الأرض العربية بعد الغزو والاحتلال الاميريكي للعراق في عام 2003 بعد أن تسلم المجرم بريمر حكم العراق وتناوب العملاء من أبناء العراق حكمها الواحد تلوا الأخر ليضيف الواحد منهم على جسد العراق آثار اغتصاب الوجود العراقي نفسه أرضا وإنساناً وتاريخاً امتد إلى عمق التاريخ.

لم أتوقع يوماً أن يأتي علينا نحن القوميون أن نعيش تقسيم اليمن إلى أقاليم بل ونساهم نحن في تقطيع التورتة على مقاسات البعض بعد أن أوصلونا الحكام إلى كره ما سمى زوراً الدولة المركزية آو حتى ما يسمى دولة في اللادولة.

وصلنا إلى هذا اليوم بعد أن شاهدنا عربستان وكردستان وشيعستان وسنستان وتركمانستان وجنوبستان وبصرستان وشامستان وعراقستان وحلبستان وداعشستان والشريط السينمائي لم يتوقف بعد والله يستر.

خوفونا بالانفصال فقبلنا الأقاليم...هكذا يقول البعض.
هل هذا صحيح؟

أم أن هناك أسباب أخرى لهذا الترحيب الشعبي لهذا القرار الذي تم إقراره من مكونات العمل السياسي والحزبي وقادة الرأي في وطني؟
ما الذي أوصلنا إلى هذا الوضع وهل قرار التقسيم شر لابد منه؟

آم انه فعلاً قراراً إستراتيجياً لبنا الدولة اليمنية الحديثة التي يحلم بها كل مواطن؟
وللإجابة على هذه التساؤلات علينا أن نجيب بصراحة عن ماهية الدولة التي حكمتنا وتحكمنا قبل وبعد الوحدة اليمنية شمالاً وجنوباً وفي دولة الوحدة؟
وعن إحساس المواطن في الأرض اليمنية كلها بالرضي عنها من عدمه.

إحساس المواطن بالمواطنة المتساوية والعدل والاستقرار والتنمية المتوازنة هي شروط للرضي عن أي دولة يستظل بها الإنسان في أي مكان.
ولان هذا الإحساس فقد منذ احتلال اليمن من قبل عصابة أل الأحمر ومن لف لفهم وحالفهم بالشر فان اليمن منذ ذالك الحين أصبحت تدار من قبل عصابة وهي نفسها من انقلب على دولة الوحدة في 94 وهي نفسها التي تجعل الجميع يستجير بالأقاليم خياراً مراُ عن الأمر منه عن العيش في ظل دولة تقودها عصابة والشعب فيها معتقل في سجن كبير فمنهم من قبل التعامل معها فقاسمته الفتات ومن لم يقاسمها مات جوعاً وكمداً.

إنها عصابة تستلم مرتباتها الإضافية من سفارات الأعداء لهذا الشعب وتتلقى التعليمات منها وتعمل على إرضائها على حساب الشعب الصابر والصامد.
لأشهر عدة ومشروع الأقاليم باحتمالاته المختلفة يتم تداوله والحديث حوله في المجالس والمقاهي وصفحات التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي والمسموع والصحافة الالكترونية وكأنه المخرج الوحيد لازمة اليمنيين بل المخرج الوحيد للتخلص من هيمنة القبيلة على الدولة.
كيف لعائلة او عصابة واحدة ان تحدد مصير وطن؟

كيف لنظام عصبوي متسلط ولص يوصلنا الى ان نتقسم دويلات صغيرة بعد ان كان حلمنا الوحدة الكبرى.
كيف أوصلتنا جارتنا الكبرى بدعمها لتلك العصابة الى هذا المنجدر في الوقت الذي تقضم هي كل يوم جزء من يمننا لتكبر هي وامبراطوريتها تعظم؟
ورغم كل ذك فانا اعتقد أن قرار التقسيم الإداري للدولة اليمنية ليس نهائياً وهو قرار الضرورة ولن يدوم طويلاً ولن يؤدي إلى دويلات مثلما يعتقد البعض فالصغار تأكلهم حتى العصافير.

سيعود اليمن موحداً قوياً بعد ان تقوى عوده ويتم تنمية كل إقليم وتسحق عصابات الشر تحت أقدام أحفادها حين يخرج من باطن الأرض التي تحتها أبطالاً يدكون عرش اللصوص والعصابة.

سيبقى حلمنا القومي حياً ومتقداً في فكرنا وسلوكنا لأننا نحلم بدولة الكرامة العربية الواحدة يسودها العدل وتغمرها التنمية في كل شبراً فيها لكي تستمر ..فلا وحدة بلا عدل ولا وحدة بلا تنمية ورخاء ولا وحدة بلا كرامة.