السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٩ مساءً

حملة تكميم الأفواه تطال ملك العود!

د . محمد نائف
الاربعاء ، ١٩ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
تداولت بعض المواقع الإخبارية اليمنية على الإنترنت بالأمس خبر منع السلطات المصرية والإماراتية الفنان المبدع أحمد فتحي من دخول أراضيهما بعد أن قامت إحدى الصحف المصرية بخبطة صحفية غير مسبوقة مفادها أن الفنان أحمد فتحي إخواني ويمثل همزة الوصل بين قيادات إخوانية في كل من مصر واليمن والإمارات!!

ونشرت صحيفة الدستور المصرية أن مصادر يمنية كشفت لـ الصحيفة " إن الفنان احمد فتحي يتمتع بعلاقات قوية مع تنظيم الإخوان في مصر واليمن والإمارات ويشكل حلقة وصل بينهم، وهو الحامل الأمين للرسائل من خلال اتخاذه الفن غطاء يتستر تحته عن أي شكوك من الأجهزة الأمنية بالبلاد العربية وخاصة مصر."

طبعاً، نحن لن ندخل في تفاصيل هذا "السبق الصحفي الخطير" ولكن نود أن نركز على موضوع تكميم الأفواه والقمع والإرهاب الفكري للفنانين والمفكرين والمبدعين الذي تعشقه بعض الأقلام الرخيصة والصحف والمواقع الصفراء التي أوردت الخبر وأضافت إليه بعض البهارات والتوابل حتى تجعل منه وجبة شهية ودسمة يستمتع ويتلذذ بها أصحاب النفوس المريضة ويغدقون عليها الهبات والهدايا والعطايا.

أحمد فتحي فنان مبدع منذ الصغر يعيش في مصر ولم ينقطع عنها منذ أن كان طالباً في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات ويعيش أيضاً في الإمارات ومعروف عنه أنه لا يتدخل في الأمور السياسية لهذين البلدين أو غيرهما ولا يصرح بأي شيء يسيء إليهما بأي حال من الأحوال. أما مسالة أنه يحب ويعشق وطنه الأم، اليمن، ويغني لها ويتغنى بها فهذا أمر يخصه ويدخل في باب الحرية الشخصية واحترام الرأي والرأي الآخر ولا يحق لأي شخص أن يستغل ذلك لتحقيق مآرب أخرى، خاصة أن أولئك الذين يدعون أنهم إعلاميون وصحفيون مهنيون ويدعون أنهم ينشدون الحقيقية وهم يمارسون أبشع أنواع التضليل للرأي العام وتشويه الحقائق والإساءة لشخص لمجرد أنه ربما يختلف معهم في الرأي بالرغم من أنه لم يسيء إليهم.

نشكر و نقدر موقف السفارة المصرية التي سارعت إلى دحض تلك الافتراءات والفبركة الإعلامية المغرضة ووضعت حداً لتلك المهاترات الصحفية والإعلامية وبينت للرأي العام ليس فقط موقف مصر الشقيقة من الفنان اليمني المبدع، أحمد فتحي، ولكن أيضاً موقفها من اليمن ومما يجري فيه وكذلك موقف اليمن مما يجري في مصر في هذه الفترة العصيبة في البلدين. كما نتمنى أن تحذوا حذوها السفارة الإماراتية لتخيب آمال وأحلام أولئك الذين لا يكفون عن الاصطياد في المياه العكرة حين تسنح لهم الفرصة.

لا شك أن حملة تكميم الأفواه وإرهاب الفنانين والمبدعين والمفكرين وأصحاب الرأي وإلصاق التهم الغريبة العجيبة بهم لن تتوقف عند هذه الحادثة طالما أن هنالك أشرار ومرضى يتربصون وينتظرون الفرصة لبث سمومهم وتشويه الحقائق حتى وإن كانت لن تضر فقط بمصالح الشخص الذي عليه العين، ولكن أيضاً بمصالح وطنهم وعلاقاته بالدول الشقيقة والصديقة. لكن يظل الأمل موجود أنه لا يمكن حجب ضوء الشمس بغربال وأن الكذب دائماً حبله قصير وهناك الكثير من الشرفاء الذين سيظلون بالمرصاد لفضح مثل هذه الأكاذيب والألاعيب الخائبة والبائسة، وسيظل المبدع أحمد فتحي يشدو بأعذب وأجمل الألحان ويشرف اليمن والعرب في المحافل الدولية ولن ترهبه مثل هذه الخزعبلات ولا غيرها.