الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٩ مساءً

قصة "حق ابن هادي" ! وقصة قط بيت الغفاري !

علي منصور
الجمعة ، ٢١ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
رشحت مؤخراً أخبار عن سبب استقالة وزير النفط ... وهي الاستقالة التي لا قبلها الرئيس ولا رفضها في حينه، مما دفع بالوزير أن يرتب لنفسه بعد عودته من رحلة علاج في الخارج استقبالاً جماهيرياً في المطار ناشده فيه المستقبلون العودة عن الاستقالة ... مما اعطاه مبرر ليداوم اليوم التالي في مكتبه في الوزارة ... لكنه ترك المكتب بعد تصريح رئاسي اعتبر ان استقالته مقبوله... الأخبار التي رشحت قالت أن سبب الاستقالة كان خلاف شديد بين الوزير السابق وبين نجل الرئيس (جلال) حول اتفاقية الغاز الخاصة بشركة توتال... بالإضافة الى ضغط اضافي من الشيخ حميد الذي دخل على خط الغاز بمطالب محددة. الأثنان يريدان اخراج شركة توتال من المأزق نظير مكاسب شخصية ... رشوات وحصص... يعني سرق اليوم بيكملوا السرقة التي قام بها سرق الأمس...

طبعاً مسألة تغلغل الشيخ حميد في مختلف القطاعات الاقتصادية وتنوع مصالحة فيها هي مسألة يعرفها الصغار واكبار... ويعرفون أن الفضل فيها "للصندقة". الجديد يخص "ابن هادي" الذي يبدوا انه قد تكونت حوله شلة من نفس فيران المال والأعمال الفاسدين الذين عجت بهم مجالس قات اقرباء الرئيس السابق... ويبدوا أن الربيع العربي والمسألة كلها لم ولن تسفر عن أي تغيير حقيقي... كل ما في الأمر أن مفاتيح النهب من خزينة المال العام انتقلت من يد الى يد.

المحزن في هذا ان نظامنا الامامي بدأ بهادي ويبدوا انه سيعود علي يد هادي ... كما أن فساد حكوماتنا مكتوب على الجبين منذ القدم ... ولازم تشوفه العين... ولا ادل على هذا من أن "حق ابن هادي" محفوظ له منذ اطلقنا على الرشوة والفساد هذا المصطلح... من قبل أن يصل هادي الى الرئاسة ويصبح لابنه هذا النفوذ الفاسد.

قصة قط بيت الغفاري

قصة قط بيت الغفاري هي من قصص التراث وخلاصتها أن بيت الغفاري جاءوا بقط من الشارع ليصطاد لهم ثعبان كان قد اختباء وسط فراش الديوان ولم يتمكنوا من الامساك به او معرفة مخبأه ... القط "الشوارعي" بالطبع دعت له امه... اذ انتقل من حال لحال... من الشارع والبرد والجوع الى بيت دافئ وأكل وفير... لكن هذا القط الحاذق "المفحوس" سرعان ما ادرك انه بمجرد ان يمسك بالثعبان سيتم التخلص منه ليعود الى الشارع الذي جاء منه فيخسر هذه النعمة التي نزلت عليه من السماء... ولهذا ظل لمدة طويلة يلعب بالثعبان وبأهل البيت ... فكان كل يوم والثاني يخرج مستعرضاً امام اهل البيت وهو قابض على الثعبان بأسنانه ليلعب معه قليلاً ثم سرعان ما يطلقه ليختبئ مرةً اخرى وسط الفراش ... وكلما حاول اهل البيت التخلص من القط برميه في مكان بعيد عن البيت والاستعانة بقط آخر كان ذلك القط الحاذق يعود الى البيت ويهجم على القط الجديد ويخرجه عرض من البيت ... وهكذا استمر الحال لأسابيع وشهور ... لا القط خلص على الثعبان ولا اهل البيت استطاعوا يبدلوه بقط آخر. وعندما يئسوا من حل مشكلتهم مع هذا القط قرروا الانتقال الى بيت آخر ... لكنهم ذات مساء بعد ان استقر بهم الحال في البيت الجديد ببضعة ايام فوجئوا بالقط اياه وهو داخل عليهم من باب الديوان حاملاً بين اسنانه الثعبان ذاته ... ومطلقاً اياه في الديوان ليختفي سريعاً وسط الفراش... وعادوا بيت الغفاري لمشكلتهم القديمة...

تعالوا معي لنسقط هذه القصة على واقعنا السياسي... اولاً كل سياسيينا عباره عن قطط معظمها قطط شوارعية ... وكلهم اصحاب ثعابين ... كل واحد منهم معه ثعبانه والبعض معه عدة ثعابين. طبعاً اكبر مربي ثعابين ولاعب محترف معها كان الزعيم ... وهو الذي ظل يتفاخر طوال سنوات حكمه بأنه راقص بارع على رؤوس الثعابين ... ولوا انه لم يقل لنا من اين جاءت هذه الثعابين واخفى عنا انه يستفيد منها مثله مثل قط بيت الغفاري. وكلنا يعرف أن أحد اهم ثعابينه (الحوثيين) مازال موجود بيننا يلعب معه ... وهو الذي رباه ورعاه واطلقه لنا في الديوان ... وعندما انتقلنا لبيت جديد دخل علينا وهو يحمله ... فلا قدرنا نتخلص من هذا القط ولا من ثعبانه ... وياله من ثعبان....

الرئيس هادي يبدوا ايضاً انه قط ثعابين محترف... جاء على اساس انه سيخرج لنا قط الثعابين الذي سبقه ... لكن يبدوا انه ايضاً تحول الى نفس اللعبة. فبدلاً من اخراجه واخراج الثعبان الأول حاول الاستفادة من ثعبان الحوثي لكي ينزل بعض سكان البيت الذي كانوا في الادوار العليا ، مثل صادق واخوته وعلي محسن والاصلاح، ينزلهم من طيرمانة الدولة الى البدروم... وشويه شويه يمكن يخرجهم الحوش... وإن صدقت الأخبار انه وجه الدعوة لعلي ناصر وعلي سالم وحيدر للعودة الى اليمن وممارسة العمل السياسي فلاشك انه سيجد نفسه حتماً بيلعب مع ثلاثة ثعابين.