الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٤ صباحاً

العرضي بين تغريدات (الشلفي) واستخفاف (الوحيشي)

نُهى البدوي
الاثنين ، ٢٤ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
سرعان ما ان نسمع اي حديث تتداوله وسائل الاعلام او مراسليها عن جريمة "العرضي" بصنعاء او عن اي معلومات جديدة تبرز حولها .. الا ونطلق الآهات من صدورنا، ونتنهد من اعماقنا، وتذرف عيوننا الدموع ترُحماً على ضحاياها الابرياء، شعورنا هذا يؤكد على بقاء هذه الجريمة موضع "الجرح النازف" في نفوسنا وقلوبنا جميعاً، لتُميزها عن بقية الجرائم الارهابية كونها اكثرها بشاعةً، حيث لاتوجد مدينة يمنية.. الا وتنظيم (القاعدة) ارتكب فيها جريمة قد تضاهيها في عدد الضحايا، لكن تضل جريمة مستشفى "العرضي" هي الأولى باعتبار مكانها ارتكابها احد الأمكنه التي لها وضع مختلف في نفوس المواطنين حيث ينظر له الجميع اكثر المواقع الآمنه والقدسية الخاصة ، وأماناً لمن يعملون ، فبشاعة هذه الجريمة الارهابية التصقت في عقولنا كعلّم للألم لايمكن محوه من ذاكرتنا عن بشاعة تنظيم القاعدة وجرائمة الارهابية التي تستهدف الابرياء، واي حديث عنها نجد الجميع يتفاعل معه.

لهذا تفاعل الكثير من المتابعين مع ماجاء في منشور الاستاذ احمد الشلفي مراسل قناة الجزيرة الفضائية الذي كتبه على حائط حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، وتداولته وسائل الاعلام مساء الجمعة الذي قال فيه أن «أربعمائة شخص على الأقل معظمهم في الجيش والأمن رُصدت أسماؤوهم شاركوا في التخطيط أو التسهيل». وأن الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اطلع وتابع التحقيقات التي أجريت حول تفجير العرضي، والتي كشفت جميع المتورطين من محليين متعددين وشخصيات من الخارج. موضحاً عن مصدر خاص قوله «إن عدد المتورطين في التخطيط للحادثه بلغوا أربعمائة شخص معظمهم من الجيش والأمن وأن أسمائهم مرصودة ومعروفه وتوجهاتهم واتجاهاتهم». وان «بعض المتهمين في حادثة العرضي دخلوا قبل الحادثه من الحدود اليمنية-السعودية ، بعضهم د خلوا بجوازات يمنية مزورة.

هذه المعلومات ذهبت بالكثير منا عند متابعتنا ماتناولته وسائل الاعلام الى الاعتقاد بان توقيت اظهار هذه المعلومات - إن كانت صحيحة، في هذه الفترة التي تاتي بعد حادثة الهجوم على السجن المركزي بصنعاء وهروب سجناء القاعدة منه في 1 فبراير 2014م، يصب في خانة المزايدات السياسية او توظيف الاحداث لضرب الخصوم السياسين، او لتغطية اي عجز لأي جهة لاسيما وان التغريدات حملت عدد من الرسائل منها، علاقة احدى دول الجوار وكانه يراد توجيه الاتهام لها بالتخطيط للجريمة، وهذه فرضية ضعيفة لإعتبار ان الارهاب "تنظيم " عالمي ليس له وطن ولاحدود، اما المعلومات عن تورط (400) شخص من الجيش والأمن، أمر مثير للجدل بالنظر الى ان استخدام هذه العدد الكبير من المتعاونين والمتواطئين والمتورطين لايمكن اللجوء اليه الا اذا كان الهدف من الجريمة الارهابية "تنفيذ انقلاب بغطاء ارهابي " وهذا الترجيح يضعفه إعلان "تنظيم الارهاب في قاعدة جزيرة العرب" تبني تنفيذ الهجوم والاعتذار الذي تلاه الأمير قاسم الريمي في تاريخ21 ديسمبر 2013م.

فالمعلومات الجديدة والخطيرة كما اسموها والتي تداولتها وسائل الاعلام على ضوء منشور مراسل الجزيرة وماحمله من معلومات تضل محل استنتاجات وتحليلات لاستمرار الضبابية والتعتيم من الجهات الرسمية، وعدم اعلانها اي معلومات جديدة متصلة بالجريمة لنتذكر بشاعتها التي هزت نفوسنا وتعاطق العالم باسره مع اليمن عند ارتكابها ونتذكر مقاطع الفيديو وماتركه من اثار نفسية عند الجميع ونعود لنراجع الاعتذار والاستخفاف الذي قابل به تنظيم القاعدة اليمنيين عقب ارتكابه الجريمة ومحاولة تسويق ماحدث بـ"الخطأ" ليقودنا كل هذا لوضع هذه الجريمة الارهابية موضع التأرجح بين ما جاء في تغريدات "الشلفي" واستخفاف ناصر الوحيشي زعيم "تنظيم قاعدة الارهاب في جزيرة العرب"، واعتذار المنقوص الذي تلاه موفده القائد العسكري للتنظيم قاسم الريمي في تاريخ 21 ديسمبر 2013م الموجه للضحايا واعتبره حينها الكثير من المراقبين بانه "مهزلة" لما اثاره من زيف وكذب عندما اعتبر ما حدث «خطأً»، ومحاولة تبرئهم من فظاعات الهجوم بحق المدنيين والعاملين في المستشفى، وكذا إعلانه استعداد التنظيم لتسليم ديات لأسر الضحايا واستعداده لعلاج الجرحى زاعماً أن الهجوم لم يكن يستهدف المستشفى الذي قتل معظم من بداخله، وحمل المسؤولية لأحد عناصر التنظيم الذي قال" إنه لم يلتزم بالتعليمات ودخل المستشفى"، الأمر الذي يدل على ان التنظيم ليس محل الثقة عند عناصره، وهذا دليلاً على زيف وكذب قاسم الريمي بانهم لايرغبون في الهجوم على الابرياء كما جاء في سياق اعتذاره الذي رفضه الكثيرون ورفضته الدولة اليمنية ووصفوه بـ " المهزلة" لافتقاره العميق أحترام أًسر الضحايا واليمن عامة ، وطالب الكثيرين حينها عقب ذلك باعتذار جدي وصادق من زعيم القاعدة ناصر الوحيشي عن جريمة العرضي، وبقية الجرائم التي استهدف بها التنظيم قتل الابرياء، معتبرين ان تكليفه للريمي بالاعتذار ينّم عن مدى استخفافه بدم الضحايا الابرياء واليمنيون، وان غيابه الكامل وصمته الطويل في مثل هذا الظرف يظهر ضعفه.ومع ذلك تستمر التاويلات والاعتذارات الكاذبة مع استمرار ألم المأساة وجراح اليمنيين الذي لن يندمل الا باحقاق الحق وتطهير الوطن من عناصر الارهاب وخطرة الذي ينخر في جسد الشعب اليمني.