الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣١ مساءً

الامن ليس ثكنة عسكرية

خالد الصرابي
الخميس ، ٢٧ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
جملة ستبقى عالقة في الاذهان حتى وان اختفى ترديدها في بعض من الاوقات على السنة المواطنين فقد تتحول الى ارق باطني ..بمعنى ان زوالها يقبع لمواجهة حتمية مع الالم طيلة بقاء المزعزعات الامنية وحقيقتها البارزة نتيجة الانفلاتات الامنية الصارخة التي كلما حاولنا التطرق الى مواضيع اخرى علنا نتجول على بساط الهموم فوق اجواء وطنا المهموم نجدها تقفز الى مخيلة معظم الكتاب من خلال احداثها المستمرة بايقاع متتالي وكان اجهزة الدولة الامنية وظهورها عبر وسائل الاعلام عقب الاحداث المدوية تسعى الى تبرير موقفها المتجمد في الوقت الذي لاتزال فيه النيران مشتعلة في اعماق المواطنين وانها باعذارها الواهية ستتمكن من اقناع الجميع بان حجم الاجرام قد تجاوز حدود قدرتها الضبطية وان علينا التسليم لواقع من البديهي ان تشهد فيه الجريمة تفاقما في ظل سيادة هكذا معتقدات ..لكن الحقائق يجب ان تتنافى وتتغاير تماما مع مزاعمها المتجاوزة حد الخطاء نفسه حيث انه لابد من كل شخص وضع للعمل في مكان حساس ان يواكب ويتقدم في عمله من خلال التجديد المستمر . فليس من المعقول ان يتم السكوت على بديل اسوء في الوقت الذي تنشد فيه الجماهير التغيير من اجل الانتقال الى وضع افضل مما كانت عليه في شتى المجالات , وليس الى تراجع سيحدث الكثير من الارباك والتشويش امام جملة الاحلام المبنية لواقع بات مغاير تماما للحاضر المعاش .لكنه ومع هذا كله يعتبر معدل الجريمة في بلادنا كاستخراج لعناصر الشواذ من بين مجتمع تكمن رغبته الجامحة بالعيش في ظل حياة كريمة ضئيل جدا مقابل الانفلات الامني الذي سيعمل حدوثه في ايا من دول العالم العربي والغربي انهيار كامل لها امام حجم الاجرام الذي قد يحدث وذلك لمدى مستواه واساليبه التي تفوق اجرام بلادنا بمئات المرات لكن جهود اجهزتها الامنية ونشاطها المستمر في التحديث والترقب والمتابعة بهمة عالية قد تمكنت من الحد من تفاقم معدل الجريمة وتوقفه عند نسبة ضئيلة . اما نحن فلا نطبق شيء من هذا حيث تسير الامور ب"البركة" يقول الشاعر في احد الاغنيات الوطنية " وقت السلم انا ببنيك , وفي الشدة انا بحميك " معنى هذا اننا قد ننشغل عن البناء فقط في حالة الدفاع عن ارض الوطن اما ونحن في السلم فعليناء البناء .. البناء الذي يمكنا تماما من حماية المواطن والمنشأت الحكومية ليبقى اقتحامها من اصعب العمليات الاجرامية مهما بلغت الاعداد ونوعية السلاح ..لااعرف لماذا يعتقد المعنيين بان تحقيق الامن وفرض هيبة الدولة من الاشياء الصعبة الم تحولها مخيلتهم الى المستحيل مع انها في غاية اليسر حيث يكمن نجاحها في تطبيق المفهوم الامني الذي يعد منظومة متكاملة تتمتع باستعداد دائم وقدرة عالية ودقيقة يسودها حس امني يقض قادر على الصد والردع تأتي هذه المفردات من تشكيل خلية امنية تعمل بنسيج لغوي موحد لا كمجرد ثكنات عسكرية يتسبب تنوع اجهزتها في خلق حالة من الارباك ..مثلا: شرطة النجدة , الشرطة الراجلة , الامن العام , قوات الامن الخاصة .. جميعها تعمل ولكن بفردية تامة وهذا من الاشياء التي تضعف امكانية السيطرة بالنسبة لروح الفريق الواحد الذي يشكل انتشاره خلية امنية مترابطة لها شفرتها الخاصة في التعامل والتخاطب وفق السرية العالية والمعلومات الاستخباراتية الدقيقة ., وبهذا يمكننا تعدي حجم الاختلالات الامنية الى نسبة نجاح لن نحصدها في بقاء الاداء الامني بوتيرة التقسيم الشرطوي واختلاف انتماء الوحدات الامنية كلا الى جهة اخرى...