الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥١ مساءً

التغيير .. الكافرون به والمؤيدون

علي الذهب
الثلاثاء ، ٢٥ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٠١ صباحاً
في كتابه "التغيير الذكي" يوضح الكاتب الإماراتي الدكتور علي الحمادي، أن التغيير مهمة صعبة، لأنها ترمي إلى نسف واقع استوطن في النفوس وغدا جزءا أصيلا منها، ومثلما أن له أنصار(مؤيدون) فله خصوم (معارضون).

ومن هنا؛ فإنه بوسعنا أن نوضح لكل ذي عقل، أن الفكرة النبيلة لا تموت بيد متبنيها ولو طال أمد تحقيقها، فقد يحملها جيل آخر بعده، ويثابر حثيثا لأجل تحقيقها، في حين تبدو قدرة المعارضين أقرب إلى الترنح منها إلى الصمود، لأن الجدية لدى المغيرين أقوى من جدية الممانعين الذين يكون تمسكهم أوهى، وثقتهم أقل، وتكون الغلبة في النهاية للقضايا العادلة والصابرين عليها.

فهي-إذن- من سنن الحياة، صراع بين الحق والباطل، وبين صاحبه الحقيقي ومدعيه، وبين المظلوم والظالم، والنهاية الواقعية تكون للحق ومتبنيه دون شك، ومهما حاول المرجفون الاعتراض على سنة التغيير، وتلبيد الأجواء المحيطة بها بغبار السموم المعثِّرة، فإن ذلك سيعود وبالاً عليهم، ويصبحوا بعدها وحيدين تأكلهم نيران الهزيمة والندم.

والسؤال الذي يُطرح بقوة في وجه كل مناكف أو مخاتل أو معاند: أين أنتم من حوادث التاريخ التغييرية؟!! لقد كان النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- صبيا يرعى الغنم ويأكل القديد في مكة، فتزعم أكبر حركة تغييرية في التاريخ، في أمة كانت تحسب نفسها في نعيم، ولم يكن إلا الوهم، وقد ركعوا للصنم وعاث بهم العجم، فلم يخذله الله وقد أمره بذلك التغيير، وحين عابه صناديد قريش وسفهوه وسخروا منه وحاربوه شر حرب، لم ينل ذلك من عزمه شيئا، كما لم يتردد في قبول انضمام رجال قريش إليه وقد أثخنوا أتباعه من المسلمين قتلا في مرحلة الدعوة الأولى، ولم يقل إنهم فاسدون أو مفسدون، لأنه يدرك أنه لن يغير وحده أو بمن معه من النفر القليل، وأن دخول أولئك إنما هو جزء من التغيير ذاته.

ولنتدبر معا؛ أين ملوك الفرس؟ أين ملوك الروم؟ أين ملوك بني أمية والعباسيين؟ أين العثمانيون؟!!
لا شك أن الجواب واضح، وهكذا هي الحياة، لا خلود لأحد على كرسي السلطة، ما دامت الشعوب تغلي في وجه السلطان الجائر الذي استخف بها وأشبعها ظلما وفقرا، وتلك الأيام يداولها الله بين الناس..!!