الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٨ مساءً

الحوثي والهوس الديني واستقطاب البسطاء

صادق الفائشي
الثلاثاء ، ٠٤ مارس ٢٠١٤ الساعة ١١:٥٠ صباحاً
ما احدثه الربيع العربي من ثورة في عقول عامة الناس جدير بتأمل ، ومن الحنكة الاصغاء اليها والانفتاح على هذا الوعي الجديد ودراسة ابعاده والتعامل معه ومواكبته من قبل الأحزاب والجماعات ، كي تحظى هذه الأحزاب بالقبول في أوساط الشباب الثوري المتعطش للحياة ، وكسب أنصار ومؤيدين جدد فلا بقاء لأي حزب من دون قواعد وإدخال دماء جديدة

ان من الحكمة بل والحاجة المليحة من الاحزاب والجماعات والطوائف التسليم ان الخطاب الديني لم يعد مجديا في كسب الشباب او استمالة العامة من الناس ، فقد صار وضع الخطاب الديني مصدر تندر الجميع بعد ان ركبه الصالح والطالح ، المخلص وأصحاب المصالح ، فقد اشترك جميع من استخدم الخطاب الديني في محورين أساسيين لحشد جماهير البسطاء الأول (أن الدين يتعرض الى مؤمرة وإقصاء من الحياة اليومية ) والثاني أنهم ( أي الطائفة أو الجماعات الدينية وحدهم حماة لهذا الدين اونهم أصحاب دم نقي مقدس ) !!

ان المسلمة التي يعرفها الجميع ان الدين ( سلوكيات ُتطبق لا كلمات تقال بعدم الكذب وعدم السرقة والحث على مكارم الأخلاق .. إلخ ونرى نقض ذلك ) وعبادات من( صلاة وصيام وحج .. إلخ ) لذلك لقد ملّ انفسنا الوضع الكلام واشتاق الجميع للعمل والقدوة فلا داعي للطم الخدود والبكاء على الدين ممن يدعي ملكية الدين ، فلا يملك احد استطاعة أن يهدم لك ( سلوكك أنت مقتنع فيه وتحبه !) ومن غير الممكن أن يجعلك أحد تترك مجمل ما تعتقد فيه لمجرد أنه يرغب في ذلك ! فلم نسمع يوما أن فلانا" ترك او هدم دينه واخلاقياته لأن علانا" طلب منه ذلك !!

وبهذا الامر يتضح ان الذي يهدم دينك هو أنت نفسك ولا أحد غيرك !! لأننا هنا لا نتحدث عن هدم حائط مثلا" !! بل عن ترك مجموعة من العبادات والمعتقدات والتصورات والسلوك ، وهذا لا يتم إلا عن طريق الشخص نفسه و أيا كان سبب تركه لها ،

ما نراه اليوم هو ان الحوثي يحاول ان يجعل من الشعار الديني و آل البيت جسر عبور لخداع العامة البسطاء ولتمرير مصالحه الشخصية والسياسية من خلال ذلك ، وكأننا مجموعة من السذج !!

وفي الحقيقة أن المسألة بعيدة كل البعد عن آل البيت وعن أي دين ، فقط تستخدم هنا ( كذريعة ) لكسب البسطاء ، وقد تكونت في الآونة الأخيرة وخلال فترة الحوار الوطني عصابة حوثية من القتلة لتصفية كل من يفضح هذا الاستغلال القبيح والمفلس تماما" حتى ولو كان هذا الشخص من ينتسب الى ال البت ، ولكنه اقرب فكرا للمدنية في مقدوره تقديم طرح منطقي وعقلاني يستهدف مصلحة الجماهير ويقف حجر عثرة امام الطائفية والجهل والعودة بناس الى زمن القطرنة وما الدكتور جدبان واحمد شرف عنا ببعيد !

لا نريد بعد الان اية جهة او حزب يرفع شعارا دينيا للوصول الى السلطة او لدغدغة المشاعر وكسبها- نريد احزاب تطرح برامجها وخدماتها للجماهير وتتنافس في بيئة حرة تسودها الحرية المقيدة بحكم القانون الصارم والعدالة امام القانون - نريد دولة مدنية يتساوى الناس في الحقوق والواجبات - نريد تشريعات تقيم الناس تقييما حقيقيا وتوظفهم على حسب القدرات والكفاءات بعيدا عن التوظيف على خلفية التلوين السياسي او القبلي او الطائفي ..