الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٣ صباحاً

انتهاك حق الطفولة

خالد الصرابي
الثلاثاء ، ١١ مارس ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
من المؤكد اننا لن نرتقي الى مصاف دول التمدن الحضاري قبل ان نوجد الضمانات الكفيلة بتوفير كافة الحقوق المطلوبة لحياة المواطنين ومنها "حقوق الطفل" هذه البذرة التي يتوجب علينا توفير كافة الرعاية والاهتمام لتنموا في طريقها الصحيح , والى جانب فرضنا لضوابط التنشئة الصالحة ايضا نحن مطالبون ازاء هذه الشريحة بالعديد من الالتزامات من ابرزها خلق البيئة الامنية والاجواء المناسبة لاطفال من حقهم التمتع بالحياة بين احضان مجتمع يوليهم غاية الحرص والحنان المتدفق. لا ان يصبحوا بسبب اهمالنا لحقوقهم عرضة سهلة المنال امام الذئاب البشرية لتنهش بانيابها المسمومة وقلوب تجردت من كل معاني الرحمة تلك البراءة الكامنة خلف اجساد ماتزال "عجينة"..ظاهرة اختطاف الاطفال والاتجار بهم وايضا تعرض العديد منهم لحالات اغتصاب باتت بمثابة ناقوس يطرق ابواب ضمير الابوبة والمسئولية الوطنية في اعماق كافة ابناء المجتمع , واذا كان الكثير من الاطفال قد ذهبوا ضحية الاهمال الانساني والتجاهل المتعمد لمزيد من الاحداث المتنامية فان قصة "محمد" ذو التسع السنوات قد وضعت تساءلا نقشته الامه الشديدة كعنوان بارز على اكبر قدر ممكن من تأنيب الضمير ..هذه القصة ماتزال حديثة الواقعة أي في منتصف الاسبوع المنصرم حين اضطرت محمد ظروف سجن والده الخروج والعمل ك"محاسب " على متن باص والده لاعالة اخوانه الاخرين . لو كنا قد اوجدنا قانونا لتحديد اعمار وسنوات العمل المسموح بها لتجنبنا الكثير من هذه الحوادث المؤلمة والاهمال الذي جعل محمد عرضة لمجموعة من سائقي الباصات في امانة العاصمة خط_-هائل التحرير- عدد سته اشخاص كان واحد منهم هو من تضاهر لمحمد بالعطف والحنان والسخاء في العطاء حتى تمكن من جره الى حانوت تتطاير فيه لعاب خمسة الذئاب الاخرى مستغلين في ذلك حجم تفكير محمد المفعم بالبراءة والتي جعلته يعتبرهم بمثابة اباء واخوه يكبرونه , ولكن هيهات للرحمة ان تكون قد وجدت اثار منها في قلوب هذه العصبة المجرمة بحق . لقد اعطوه خمرا في وعاء للعصير على انه كذلك وحين فقد وعيه في لحظة وصل سكرهم حد الثمالة انهالوا كذئاب مسعورة على جسده البريء ليخلفوا منه جثة ممزقة لم يرحموا انينة المتصاعد والباحث في سكون الليل عن اغاثة حنان امه او عنفوان والده او حتى قلب ينبض بالرحمة والانسانية . الا ان القدر شاء انقاذه وذلك بسماع احد جنود دورية الامن عند الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل انين خافت قادم من احد الحوانيت الواقعة في حي الرقاص فهرع رجال الشرطة الى طرق الباب ومع كل طرقة كان الانين يرتفع ..يقول احد الجنود عند دخولنا الحانوت كان المنظر غاية في البشاعة والاجرام ..الطفل ملقي وثيابة ممزقة ودماءه تملئ المكان وتلك الذئاب تصور الوضع ب"الهواتف الجوالة" وحين قاموا باسعاف الطفل لم يكن يعد قادرا على الوقوف..والان وقد اصبحوا في يد الدولة أي المجرمين عديمي الانسانية والاخلاق هل يكون الجزاء الذي سيتخذ في حقهم عبرة تتمكن في الحد من هذه الظاهرة؟ وهل تبنى على هذه الواقعة كفالة كافة حقوق الطفل في بلادنا؟؟