السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٠ مساءً

قانون جديد لمنع التحرُّش ومعاقبة من يقوم به!

عبدالواسع السقاف
الثلاثاء ، ١١ مارس ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
نتيجة للأنفلات الأمني الذي تشهده البلد فقد تحول التحرُّش إلى ظاهرة مجتمعية خطيرة تعيشها البلاد، مما يدق ناقوس الخطر من تفاقم الحوادث الجنائية والجرائم نتيجة لذلك كونه مرتبط دائماً بالشرف في مجتمع محافظ ومتكتم مثل مجتمعنا. وللأسف لم تعد المرأة قادرة على الحركة بحرية كما كانت لا في الأسواق ولا في المواصلات العامة ولا حتى في السير على رصيف الشارع إلا وتجد الشباب (ماركة طيحني) أو الرجال (ماركة أبو سماطة) أو العجزة (ماركة كان ياما كان) يتحرشون بها سواء بالقول (مثل: هيا معانا، رقمي ......، اليوم عندنا، ياصباح اللي، آآآح يا قلبي آآآح، إلخ) أو بالفعل (مثل: فتح باب السيارة أمامها، أو لمس ما أستطاع من ثيابها أو جسدها، إلخ).. وللأسف يتم ذلك بضوء النهار وأمام الناس ودون خوف لا من الله، ولا من الدولة، ولا من المجتمع المحيط، وكأن ما يحدث ما هو إلا عمل خير ليس إلا!!

التحرُّش أصبح مهنة يمتهنها كثير من سائقي الدراجات وسيارات الأجرة "التكس" والباصات والسيارات الخصوصية (خاصة ذات الأرقام الخليجية) وأصبح منتشراً في أغلب المدن ولم تعد النخوة والشهامة والإحترام تجد مكانها في كل هذا! فالكل يلاحظ ذلك، ولكنهم يغضون الطرف عما يروه إما خوفاً من النتائج المترتبة عليه أو لأعتقادهم بأن ما يحدث ماهو إلا تنفيس عن المشاعر بالقول الذي لا يضر! والغريب بالأمر أنَّ الدولة لا تُعطي مثل هذه الظواهر أهمية كبيرة بالرغم من نتائجها الكارثية على تفكك المجتمع! فرجال الأمن مثلاً لا يعيرون أهتمام كبير لسيارات النقل العام (الباصات وسيارات الأجرة) التي تحمل "العاكس" مثلاً (بالرغم من خطورة هذا الشيء)، ويركزون على السيارات الخاصة، وكأن العاكس في النقل العام شيء عادي، وهم بذلك يسمحون لمثل هؤلاء الحثالة من ممارسة هواياتهم القذرة في التحرُّش ببنات الناس، فتارة يتحدثون معهن بألفاظ سوقية، وتارة يرمون لهن بمبالغ لغرض الأبتزاز الجنسي، وتارة يتجرأون بمد أيديهم في حرمات الناس!!

بات الخروج من المنزل والعودة له من أهم معوقات الفتاة والمرأة في مجتمعنا. تحرُّش في الشارع (وحتى في نفس الحارة التي تعيش فيها)، وتحرُّش في المواصلات العامة، وتحرُّش في المرافق العامة والمكاتب والشركات وغيرها.. وأغرب من ذلك أن يتم التحرُّش أيضاً من قبل رجال الأمن في بعض نقاط التفتيش المسؤلة عن ضبط الأمن! لم تعد المرأة تدري ماذا تلبس ولا كيف تمشي ولا كيف تتحدث حتى تجنب نفسها هذه المصائب!! فإذا لبست ثياب عادية قالوا (فتنت الناس)! وإذا لبست خيمة وغطت وجهها، قالوا (أكيد مخبي شيء)!! وإذا تحدثت بالمحمول قيل "مُصاحب"، إلخ! وتجد الصغير والكبير يُعلق على مشيتها وثيابها وحديثها بكل بجاحة وأمام الكل!!! وللأسف المرأة غير قادرة على التعبير عن كل هذه الظواهر خشية أن تكبُر المشكلة ويتعرض شرفها للقيل والقال! وبالمناسبة هذه الظواهر ليست حكراً على فئة محددة من النساء، ولا تستغرب أخي القارئ الكريم إذا كانت تحدث لأسرتك وأنت لا تشعر (جرب إسأل وسترى)!!

هناك من يقول البنت مالها إلا بيتها، وليش تخرج من بيتها أصلاً! غريب هذا القول! كيف يتسنى لها ذلك والمرأة أكثر من نصف المجتمع! هل نمنع المرأة من التعليم بهذه الحجة! هل نمنعها من أن يكون لها دورها في المجتمع بسبب هذه الظواهر المُخلة!! هل تصبح الذكورة هي البديل فقط! وهل أصبح المجتمع غير قادر على النخوة في دفع هذه المظاهر الدخيلة ومحاربتها! أليس للدولة أي أهتمام في القيام بواجبها في حماية الأسرة والمرأة على وجه الخصوص من مثل هؤلاء ممن أنعدمت فيهم الأخلاق!

نطالب الدولة والحكومة بإستصدار قانون جديد يمنع التحرُّش ويُعاقب عليه، ويضبط كل من تسول له نفسه المساس بأعراض الناس سواء بالكلمة أو بغيرها، وكذا معاقبة سائقي النقل العام ممن لا يلتزمون بقوانين المرور ويستغلونها في مضايقة والتحرُّش ببنات الناس، وحتى لا تصحو البلد على كوارث مجتمعية يكون السبب فيها التحرُّش، وليست بعض الدول العربية التي استصدرت قوانين بهذا الخصوص عنا ببعيد!