الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٨ مساءً

السعودية اليوم !!!

رحمة حجيرة
الثلاثاء ، ١١ مارس ٢٠١٤ الساعة ١١:٣٢ مساءً
اتفقنا او اختلفنا حول تسمية المرحلة بالربيع أو الخريف بالتغيير الإيجابي أو السلبي ،لكن الأغلب لا يختلفون حول وجود بركان سياسي أعاد صياغة الملامح والمواقف والتحالفات السياسية والاجتماعية للمنطقة باتجاه صيغة جديدة لخريطة الواقع الاقتصادي والثقافي في المضمون ومراكز القوى !

وحدها المملكة العربية السعودية من كانت المسيطرة الأولى والمتفردة بزمام التحولات السياسية قبل تمرد (قطر) ! لم تشهد اي طوفان أو ربيع أو خريف مباشر - على الأقل إعلاميا- رغم إدارة خصمها قطر لهذا الربيع ومشاركتها بعض صناعته مثل ماحدث في سوريا ! وبادرت بعد ٣ أعوام و٣ اشهر لإعلان فشل الربيع وفشلها في استخدامه ضد خصومها وإصلاح ما اقترفته من خلال إغلاق مزاد التغيير (المسلوق على عجالة وبعنف )!

اذ تعد قراراتها الأخيرة عدا تصنيف الإخوان المسلميين كجماعة إرهابية -الا إذا تبعتها لوائح وتفسيرات تحدد ملامح الفكر والسلوك الإخواني الذي يعد إرهابا دون تعميم- ! تعد قرارات إيجابية وبداية دور سياسي متميز للسعودية في المنطقة يمتلك مشروعية أخلاقية يعيد لها التقدير والمكانة الذين فقدتهما كأهم دولة للمرجعية الإسلامية والدعم الاقتصادي في المنطقة ! فموقفها الأخير من دولة قطر ودعوتها لمقاتليها (الربيعيين) العودة فورا من البلدان التي اعتدوا عليها واعترافها بان الجماعات الإسلامية المسلحة التي دعمتهم خلال الفترة السابقة بانهم إرهابيون ،هو تأكيد على ان السعودية ستقود المرحلة القادمة بتفوق سياسي بعيدا عن العنف ودعم الحروب والصراعات الداخلية في البلدان المجاورة وهو ماسيصنع لها حضورا إيجابيا سياسيا في المنطقة يضاف إلى حضورها الديني والاقتصادي ويرسي قواعد أكثر أخلاقا لا يستخدم فيها الدين والسلاح والنفط لإدارة الصراعات وسيخضع لها كل الأطراف والدول وخاصة قطر وإيران ! وسيجعل من السعودية اليوم تاريخا مشرفا يذكر في الغد !

وبغض النظر عن ما إذا كانت المملكة السعودية اتخذت هذا القرار لتحمي نفسها من التيارات التي ساهمت بخلقها ،إلا أنها أدركت بالوقت المناسب حقيقة ذلك ولم تكابر على حساب دورها الاخلاقي والديني وتقلق من تداعيات هذه القرارات بل سعت للتصحيح !

اعتقد ان هذا هو الربيع السعودي الذي فقدنا الأمل فيه يوما ! وليته لا يتوقف عند كونه (تصنيف ) باللهجة اليمنية (نزوة ) ! أتمنى ان يتحول إلى مشاريع إصلاحية سياسية وفكرية واقتصادية وفق رؤى ومعايير تخدم التنمية والقيم سواء في البلدان التي عولت عليها أو التي عانت منها ! وان تلغي كل العطايا والهبات الشخصية للاشخاص والاطراف الذين لايحملون مشاريع انسانية او وطنية والتي صنعت منهم (مرتزقة) لها وعليها وعلى أوطانهم !