الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٧ صباحاً

 مابين المبادرة الخليجية والفتوحات اللهبية

احمد علي الزبيدي
السبت ، ١٥ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
كان الربيع العربي مفاجئ للغرب والشرق فحاولوا تلافي الموقف وقد كان ذلك في اليمن من خلال المبادرة الخليجية فكانت المبادرة تمثل تنازل كبير من حكام العمالة والخيانة وقبلها صالح بضغوط وعلى مضض بسبب اليأس من السلامة في استخدام القوة التي لم تكن حكراً عليه في اليمن.

كان حكام العمالة على يقين أن المبادرة ستمكنهم بعد هول الصدمة من امتصاص غضب الثورة والالتفاف عليها من خلال أموالهمونفوذهم داخل اليمن سواء كان ذلك بصالح أو بغيره.

قبلت المعارضة اليمنية بالمبادرة حيث أن الخيار الآخر لم يكن إلا وقوعاً في منزلق يوصل اليمن وضع شبيه بسوريا اليوم أوأكثر, كما أن المعارضة اليمنية رأت أن المبادرة ظاهرياً تمثل مخرج لليمن إن تحققت فعلاً وإن كان فيها بعض التنازلات مثل موضوع الحصانة, فسارت الأمور وسط انتقادات كثيرة وتولى عبد ربه منصور رأس الأمر ولا احد يدري لأي جهة سينحاز فكانت آمال وأماني مبنية على نوايا حسنة وأخرى سيئة, فحاولت الأيادي المخلصة في هذا الوطن بمافيها الرئيس عبد ربه تطويع المبادرة وتكييفها لصالح الوطن فكان ذلك تقريباً, فخرج الأمر عن سيطرة واضعي المبادرة أنفسهم فاتجهوا لدعم أطراف تخريبية ابتداء بصالح وليس انتهاء بالحوثي والحراك الجنوبي, فكثر التآمر وكانت الثورات المضادة وليست الهبة الشعبية الحضرمية بآخرها.

أعلنت الأيادي الملطخة بالدم رفضها لكلحل سلمي قد يفضي باليمن إلى بر الأمان فكان رفض المبادرة ذاتها رغم انخراطهم فيها والتوقيع عليها, وكان رفض حكومة الوفاق رغم مشاركتهم فيها, وكان تخريب الكهرباء والنفط والاغتيالات والتقطعات والفتن الطائفية في الرضمة والجوف وحجة مروراً بدماج وكتاف وحاشد ووقوفاً عند أرحب فالالتفاف إلى همدان.

بلغ التآمر منتهاه في حادثة العرضي حيث اجتمع على تلك الفعلة ثلاثة خلايا منفصلة في المهام متحدة في الزمن والهدف, فكانت خلايا القاعدة في الاقتحام والتفجير, وخلايا الحوثي في التغطية والقنص من أسطح بنايات في صنعاء القديمة, والثالثة خلايا تتبع صالح تولت مهمة تسهيل وتمرير تفجيرات متلاحقة هزت المنطقة للإجهاز على الرئيس في مكانه, ولكن فشلوا وفشل مخططهم.

أيقن المتآمرون أن المبادرة لو سارت على حالها فسينجح اليمن في تخطي أزمته بما في ذلك تخطي صالح فلم يكن لهم من بد إلادعم القوى المسلحة لتنهي الأمر عسكرياً فتوحد الحوثي والمؤتمر حتى لم يعد اليمنيين يفرقون بين عناصرهما.

وصل اليمنيين إلى ختام مؤتمر الحوارعلى مضض وبتكلفة باهظة فكان النظام السابق و الحوثي يتربعون على قمة الرافضين والمقاطعين والمتلكئين وفعلاً رفضوا التوقيع على مخرجات الحوار ولكنهم في نهايةالمطاف اطروا للتوقيع رغم رفضهم واقعياً وعلى الأرض, فكانوا موقعين ورقياً ورافضين مقاطعين فعلياً.

أوشك اليمنيين على إنهاء مرحلة صعبة ماتوقعوا الوصول لمثلها فاتجه المتآمرون ذاتهم لدعم المشروع المسلح وإن كان حوثياًبقوة وسخاء فهو أملهم الوحيد في القضاء على الجمهورية الجديدة في مهدها, كما انه سيمثل بوابة لتدخل أجنبي في اليمن من خلال البند السابع فهانحن اليوم نرى قوات عسكرية مدعومة وممكنة دولياً تحت راية الحوثي تعيث في اليمن فساداً وتفجر المساجد والمساكن وتقتل كل من وقف في وجهها وهي لا تعبئ بشيء وكأن كرت أخضر قد عرض لهم أن اعملوا ماشئتم فهي إحدى الحسنيين إما النصر والسيطرة أو عقوبات دولية تفضي لاحتلال أممي يعقبه تسليم السلطة للشيعة كما حدث في العراق.. فهل سيسمح اليمنيين بذلك..!