الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٨ صباحاً

أصدقاء الحيوانات

خالد الصايدي
الاربعاء ، ٢٦ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠١:٥٢ مساءً
يوجد في حياتي العديد من الأصدقاء.. ممن كسبوا صداقتي أو كسبت صداقهم طوال مسيرة حياتي التعليمية والعملية وحتى الاجتماعية.. عشرات الأصدقاء بل مئات وألوف ممن يسمون »أصدقاء« سجل كبير من الأسماء ببياناتها المختلفة وأجناسها المتنوعة.

توقفت قليلاً أمام ذلك السجل لأعمل جردا سنويا عله يخفف من عاتقي نوعاً من الاثقال ..تعرضت وتذكرت مواقف عديدة ربطتني بهؤلاء الأصدقاء طابقت تلك المواقف ببعضها.

بعضها لم ينطبق لدي، مع كون الصديق في الموقفين هو نفسه.
»بعض« الأصدقاء تبدل لديهم معنى الصداقة فأصبحت أهواؤهم هي من تحدد معاملتهم مع الصديق لمصلحة أو هدف يسعى إليه ولكم تلقيت من سهام بعضها مسمومة من أصدقاء كانوا لي بمثابة الجدار الذي أحمي به ظهري والأرض التي أثبت عليها والمظلة التي احتميت بها تلك السهام وان كانت جارحة جعلتني أتجاوز ذلك.

وما أشدها من مرارة وألم وتوجع في القلب عندما ترى صديقك يتلذذ بتعذيبك ولربما يستمد قوته المعنوية من تلك العجرفة دون رحمة منه أو شفقة أو حتى مراعاة لأيام الصداقة..

نوع آخر يختلق بصعوبة ابتسامة صفراء قد علت وجهه ملامح الكذب والخيانة والسوء بدعم وتأييد من قلب أسود قد ملأه ضغائن وأحقادمن الدم الأسود عندما تتغيب يسعد لذلك ليصب عليك وابلاً من كلمات البذاءة ليضحك بها زملاءك وعندما تمرض يفرح لأنك ستعاني من ذلك المرض إن تحدثت يلهو بنفسه أو ينصرف كلماتك التشجيعية له تعد بالنسبة إليه مجاملة لطيفة بينما لا يستطيع أن يعترف بإنجاز حققه.

لم يعد هناك فرق بين الأصدقاء من وجهة نظري مع بعض أصدقاء البيئة من الحيوانات خلصت في نهاية جرد حسابي من الأصدقاء إلى تشابه وترابط وعرى تربط بين بعض الأصدقاء مع الحيوانات هناك من أصدقائي من بيئة »الخنزير في خساسته« وهناك من يشبه »الثعلب في مكره وخداعه« وهناك من »بيئة القط في تملقه« وهناك من يشبه »الحمار في عدم احساسه« وهناك من بيئة »السلحفاة في كسله«.. وهناك.. وهناك.. وهناك.. الكثير والكثير من الأصدقاء عفواً الحيوانات التي لم نكتشفها بعد..

لقد عايشتكم جميعكم يا أصدقائي وللأسف لم أجد حتى ربع صديق يعطى للصداقة معناها الحقيقي وما يحزنني أن ترى أنّ صديقك في يوم من الأيام هو عدوك الأول..