السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٧ صباحاً

التيار الثوري في مواجهة تيار الكذب والتخلف

عمر عبدالله الخياري
الاربعاء ، ١٩ مارس ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
تزعجهم بسمة الأطفال، وتسوءهم بهجة الكبار، وتنغصهم كثيرا أي بارقة أمل لإسعاد الشعب، لا يروق لهم أن يروا الناس أحرارا، فما يزال كبرياء الباطل معشعشا فيهم.
من أفقدتهم الثورة مصالحهم ، مع الواهمين بالعودة إلى الملكية المتخلفة، إضافة إلى دعاة التشطير والتشرذم، مدعومين من أنظمة الاستبداد العالمي، وحدوا صفهم، واتفقوا على رمي سهامهم صوب تيار واحد، هو التيار الثوري، تيار الحرية والكرامة.

فاختلقوا عليه أبشع الإفك، وأفحش التهم، والتي تصل إلى حد التناقض فيما بينها، وتقولوا عليه القول الشطط بلا سلطان بين، وأرهبوا الناس وملئوهم رعبا من هذا التيار وصوروه بطوفان قادم لإغراق الشعب، وبأساليب خبيثة، وحيل قذرة، جرموهم حتى صار جرمهم أشد من الشياطين، وحملوهم ما لم يحملوا، فأخطاء حكومة الوفاق كاملة تقع على عاتقهم، ولم يكتفوا بتحميلهم أخطاء الحاضر فقط، بل حملوهم أخطاء نظام المخلوع وجرائمه طيلة العقود الماضية، وطالبوا من هذا التيار في سنتين ما لم يستطيعوا فعله طيلة عقود حكمهم.

سحروا البسطاء، وصورا للعامة أن مقاليد الدولة قد أصبحت بيد هذا التيار، بدلوا الأشياء، فجعلوا الحق باطلا، والباطل حقا، والجميل قبيحا، والقبيح جميلا، والصادق كاذبا، والكاذب صادقا، والأمين خائنا، والخائن أمينا، وما كل هذا السعي الحثيث إلا ابتغاء للفتنة، وتقويضا لأسس اليمن الجديد، وبذر الشقاق فيه، وإذكاء روح الطائفية البغيضة، متعمدين تدمير مستقبل أبناء هذا الشعب، عقابا له على خلعهم واجتثاثه لجذور التوريث التي غرسوها.

دوشوا الشعب بفشل هذا التيار، ولم يكلفوا أنفسهم أن يذكروا لنا إنجازاتهم، رغم أن أكثر مفاصل الدولة تحت سيطرتهم إلى الآن.

و- عليه - وكي لا يعود الوطن إلى حبائل الشياطين، ومكائد الفاسدين، وحتى لا يعض المواطن أنامل الندم مرة أخرى، فحري به البحث عن الحقيقة من مصادرها، وامتثال الأمر الرباني بالتثبت والتبين ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)) [الحجرات : 6].
ومن جهة أخرى، فيتحتم على القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن أن يتخذ الإجراءات القانونية حيال هذه العصابات المستأجرة، وخاصة أجنحة النظام القديم المعشعشة داخل أروقة الأمن القومي والمخابرات، والذين لا شغل لهم سوى نخر الوطن واستهداف ثورته، خدمة لرموز الفساد والاستبداد، متناسين واجبهم الأساس، وهو حماية الشعب وتأمينه، وكشف دهاليز المخربين والعابثين بمؤسسات الوطن، فلا يجوز لهم ترك مهامهم الأصلية ليتفرغوا لهدم منجزات الشعب، وبمال الشعب!!.
كما يجب على الدولة أن تظهر الحقائق لأبناء الشعب، وتعلن نتائج التحقيقات، وأسماء المتورطين في كل ما تتعرض له البلاد من جرائم تشيب لها الولدان، وتقديهم للقضاء العادل لينالوا إثم ما اقترفوه.

وعلى الإعلام الرسمي القيام بواجبه على أكمل وجه، في مواجهة ما يتعرض له الوطن والمواطن من حملات تستهدف حاضره ومستقبله.
ولا بد من اتخاذ الإجراءات القانونية حيال صحف ومواقع الأبواق الكاذبة، فشتان بين حرية الكلمة، وبين كلمة مسمومة يعتريها التلفيق والكذب، فإيقافها عند حدها ضمان لاستمرار الحرية وازدهارها.

كما يجب على تيار الوعي داخل المجتمع أن يضاعف جهوده في توعية الجماهير، وقيادتها إلى اليمن الجديد، يمن النهضة والحضارة.
وقبل أن أختم مقالي هذا، فحري بي أن أبعث كلمات إلى بعض البسطاء والمغرر بهم ممن جعلوا أنفسهم أبواقا للطغاة والمجرمين، واتخذوا الكذب حرفة ومهنة يتقاضون عليها دخلا شهريا من كبراء الفساد وزعماء الاستبداد، فإليهم أقول: لا تجعلوا من أنفسكم وقودا للفتن، ومعولا لهدم اليمن، اجعلوا نظرتكم واسعة، ولا تهدموا مستقبل أبنائكم بأيديكم، لا تطعموا أهليكم سحتا، لا تتخذوا الكذب بابا للرزق فتبتلوا بفقر مدقع لا يزول، فالجزاء من جنس العمل، والمسائلة الأخروية قادمة، ((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) ))[الإسراء : 36].

وليعلم المصرون على إفكهم أن البقاء للأصلح، وأن "حبل الكذب قصير"، وأن نهاية كيدهم هشيم تذروه الرياح، فناموس الكون قضى بالنهاية المؤلمة للمجرمين، ((إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ)) [يونس : 17].