الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٩ صباحاً

نعم للتقييم ..لا لتمجيد الأشخاص

عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الجمعة ، ٢١ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
يعرف الرجال في المواقف الصعبة ويعرف رجاحة عقله ورباطة جأشه في قدرته على اتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات والأماكن المناسبة ولست ممن يقدسون الذوات للأشخاص ولكني ممن يقيمون الأداء ويقدرون المواقف ، والتزلف ليس نهجي ولن يكون إن شاء الله كما أنني أجتهد إلزام نفسي العجول التريث في الحكم على المواقف فضلا عن الخوض في النوايا والمقاصد وتغليب سوء الظن على حسنه ، وعليه فإني أختلف مع الذين يقيمون أداء رئيس الجمهورية بالمتخاذل والضعيف أو كما يحلو للبعض بالجبان أو بالتبعية للمخلوع وأعوانه وأنه يعيد إنتاج النظام السابق .

وأظن أن التحامل عليه دوافعه عدم القدرة على تحمل دفع ضريبة التحول السياسي بطرقه السلمية التي تتطلب التنفيذ المتأني والهادئ بوسائل راقية حضارية ووطنية تحفظ للبلاد سلمه الاجتماعي والسياسي والأمني والاقتصادي ، ليس من السهل والممكن لشعب اعتاد نظاما يقوم على الا نظام وتدير مؤسساته المفترض أنها مؤسساتية عقول لا تفقه العمل المؤسسي وإنما تجيد تسييس الحياة بنظام لعبة متاهة الفأر الباحث عن الجبنة طيلة ثلاثة عقود من العمر الحضاري المفقود رسخ الا نظام في أذهان اليمنيين أن هكذا هي الحياة ودونه الصوملة والعرقنة والأفغنة ودخول الأمريكان كمحتلين للبلاد !!.

وانتفض اليمنيون كغضبة شعب يرفض الفوضى المقصود المسيس ويريد أن يعيش حضارته الأصيلة دون أن يكون عالة على الآخرين يتسولهم بين المحافل وعبر السفارات لكنه منقسم على نفسه بين المضي قدما للتغيير ومقاومة العراقيل التي يختلقها من ارتبطت مصالحه بمن انتفض الشعب عليه وضده والعراقيل التي يتحالف على وضعها أمام التغيير دولا إقليمية وغير إقليمية بهدف إفراغ الثورات العربية وربيعها المزهر من محتواها وإعادة إنتاج أدوات القمع العربي لصالح المشروع الصهيوني ، ومثل هكذا مخاوف تجعل الكثير من المثقفين والسياسيين والنخب والعوام من اليمنيين يشككون في ولاء الرئيس المنتخب عبد ربه هادي للثورة والتغيير ! ويقولون : ما الذي يمنعه من اتخاذ قراراته الحازمة تجاه الحوثيين مثلا وهم الذين ينتقلون بحروبهم من مكان إلى مكان وهم اليوم يشكلون الخطر الساحق الماحق على نظامه الجديد ويكادون يدخلون صنعاء ليعلنوا مملكتهم الحوثية ؟! وما وراء أزمة المشتقات النفطية التي أزمت الناس قبل يومين ؟ وهل لها صلة بالتعيينات الرئاسية العسكرية التي شكلت خلال الأزمة وانتهت بصدورها ؟! .

ما يسمونه بالخبير الدولي الذي صرح أن القرارات الجمهورية الصادرة بالتعيينات العسكرية الأخيرة كان وراءها ضغوطات إقليمية مورست على الرئيس هادي وهي تعيينات تحسب للنظام السابق وفق تعبير الخبير الدولي ، مما يعني أن الأزمة التي استمرت لأيام عاشها الرئيس هادي تحت وطأة شديدة البأس لم يجد من مفر سوى الاستجابة للضغوطات التي يجهلهل المتحاملون على الرئيس ويحسبون جلوسه على الكرسي متعة ومكسب وبيده الأمر والنهي ويمسك بجميع السلطات و... بينما يؤكد لهؤلاء ولكل اليمنيين أنه لم يستلم دولة كما يظن من يظن ، وإنما استلم أطلالا من ركام يشبه لا دولة وهو يحرص على ألا يستغل من أي طرف أو جهة لتنفيذ مكاسب لهم على حساب الوطن وحقوق الآخرين .

أنا من المؤمنين بأن الرجل شجاع إلى حد كاف يؤهله لهذا الصمود الأسطوري ، كونه يحكم شعبا تتقاسمه الولاءات الحزبية والولاءات المذهبية والولاءات الإقليمية والولاءات الدولية وكل هذه الولاءات تتنافس للحصول على أكبر قدر من القسمة في السلطة ويضعون لأجل إجباره على ذلك العراقيل والمشاكل ويتعرض لأكثر من مرة لسلسة اغتيالات وخيانات وتتناوشه الأجهزة الإعلامية وهو رابط الجأش لا تهزه الأحداث ولا تربكه المفاجآت وقد يطلع على مؤامرة هنا أو هناك تستهدف شخصيته فلا يتحرك لها بل يظل يترقبها كالدارس لها أو كالمستخف بأصحابها المشفق عليهم ! ويحسب عليه ذلك لكنه يتحاشى لعله أن يتلاعب به ليوقعونه في ردة فعل تسبق الفعل المظنونة وهي لا تزال في طورها معلومة ! ما أريد قوله أن الرئيس هادي من حقه علينا أن لا نكيل عليه اللوم وأن نسيء الظن به فهو في وضع جد صعب يحتاج من الجميع التعاون معه والشد على يديه والنصح له برفق والإشارة عليه بما يحسن فعله دون الاستعجال في الحكم عليه .