السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١١ صباحاً

الرئيس اليمني عالق بين الحصانة والمُحاصصة ..!؟

صبري الشرام
الأحد ، ٢٣ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٥ صباحاً
وجهة نظر شخصية أطرحها بخصوص أهم سبب ضعف إدارة الرئيس عبدربة منصور هادي لمرحلة التغيير والإنتقال السلمي للسلطة في اليمن ، مع إحترامي لكل من يُخالفنا الرأي ، واحترامي الأكثر لمن سيوضح وجهة نظره ونقاط الخلاف لتصحيح الخطأ وإزالة البس للوصول إلى الحقيقة بعيداً عن العاطفة والتعصب و التشويه والمزايدة الذي يشوش الرأي العام ، وحتى لا تتدخل هوى النفس والمصلحة السياسية والفكرية في الحكم قبل الإستدلال ، نحب أن نوضح يداية تقديرنا لكل الجهود التي يبذلها الرئيس وذلك حسب ما يمتلك من إمكانيات وما تواجهه من ضغوطات نفسية و سياسية وإقتصادية وإجتماعية ، وما يملى عليه سياسياً على الصعيد السياسي الداخلي والخارجي ، وما تتطلبه مرحلة التوافق في ظل نظام حكم المحاصصة السياسية العقيم في إدارة البلاد ، وما يواجهه من ضغوطات وإملائات من ذوي النفوذ العسكري والقبلي والإقتصادي ومراكز القوى التي تمتلك السلاح خارج إطار الدولة و القانون ، وما تمثله هذه القوى من تهديد للأمن الداخلي سوءاً كانت هذه القوى طائفية أوقبلية أو عقائدية أو حركات تهدف لتحقيق أهداف سياسية على نطاق جغرافي مُعين من أرض الوطن ، أو لإعادة تمركزها في السلطة ، إضافة إلا ما يواجهه من ضغوطات سياسية وإقتصادية إقليمية ودولية ،

نعم نقدر له مجهوده في كل ما يبذله مع الأخذ بالإعتبار أن هذا المجهود هو واجب علية ورغم أنه غير مرضي ولا يلبي الحد الأدنى لتطلعات الجماهير ، نعم عليه تقع المسئولية الأولى في مواجهة كل هذه التحديات إبتدأً بتحقيق أهم الأهداف وأصعبها والذي يتمثل بتوحيد الجبهة الداخلية لقوى الشعب وأفراد المجتمع بكل طوائفهم وإتجاهاتهم ، وتحديد القوى التي تقف حجر عثراء أمام التغيير وإتخاذ كل الإجراءات لإعادتها للنسيج الإجتماعي والوطني ، وإخضاعها لسلطة الدولة ، ولن يتسنى هذا إلا بتوحيد الإرادة الوطنية الشعبية تحت لواء الولاء الوطني قبل أي ولاء ضيق ، كون هذا الهدف هو ما يجب أن يُستند إليه في كل مراحل وخطوات التغيير نحو مستقبل أفضل ، وتأكيداً نقول أن هذا الواجب يقع عليه كواجب وطني وليس فضل من أحد ، إستناداً للحق الشعبي ، وما مُنحت له من سلطة ، وليس مزايدة إذا قلنا أن سلطته في الوضع السياسي الحالي تقترب إلى السلطة المطلقة ، حسب ما نصت عليها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ، وعليه فإنه يمتلك السلطة في إتخاذ كل الإجراءات والقرارات التي يراها تصب في المصلحة العامة وتعزز الإستقرار ، وتعمل على تسريع عجلة التغيير والإنتقال السلمي للسلطة ، وتهيئ المناخ لإخراج الوطن من المأزق السياسي والإجتماعي والإقتصادي في هذه المرحلة من التاريخ ، وصولاً إلى الإستقرار السياسي والإجتماعي والبدء بمسيرة التنمية المستدامة التي تحقق رقي وتقدم الوطن ، وتلبي تطلعات الجماهير وتوفر لهم العيش الكريم والحرية والرفاهية ، في ظل دولة مدنية يتحقق فيه الحكم الرشيد ، ويسود فيها القانون وتتحقق فيها المساواة بين الأفراد في الحقوق والحريات ،،
ودخولاً لصلب الموضوع فإن ما نراه من هدر للزمن والموارد والإمكانيات الوطني بمختلف أشكالها يرجع إلى ضعف وقدرة الرئيس على إستغلال السلطة الممنوحة إليه ، وعدم الإستغلال الأمثل لها ، ويرجع تأخره في إتخاذ القرار إلى تردده وضعف إرادته رغم كل الدعم الشعبي والدولي الذي يتمتع به ، وقياساً لإنجازاته مع الزمن مع العلم بأن معظمها لا زالت على الورق وأخص ما أنتجه مؤتمر الحوار ، وحتى تنفذ على أرض الواقع تحتاج مجهود وأدوات وإمكانيات وتخطيط وإرادة سياسية أشك أنها تتوفر حالياً في شخص الرئيس وحكومة المحاصصة الحالية ،إظافة إلى زمن طويل قياساً بعجلة التغيير الحالية ، ولا يخفى عن أحد أن معظم القرارات الرئاسية في التعيين والتغيير خظعت لمعيار المحاصصة السياسية و جبر الضرر السياسي والإجتماعي والعسكري الذي لحق جراء ممارسات السلطة السابقة ضد نطاق جغرافي معين أو تيار سياسي تعرض للظلم والتهميش والإنتهاك لحقه السياسي أو الإنساني ، ونحن لسنا ضد جبر الضرر والتعويض وإنما ضد التخبط والعشوائية ومعالجة الداء بداء أشد منه فتكاً وأكثر مصيبة ، بمعنى أخر يكمن الفشل في الأساليب والمعايير وعدم التخطيط العلمي في إدارة الدولة ،،،

ونتفق مع من يقول كيف تريد من شخص (عسكري) ! ، عاش مسلوب الإرادة ومورس عليه الضغط والإملائات لأفعاله لفترة تُقارب العقدين من الزمن وهو يحتل منصب الرجل الثاني في الدولة (نائب رئيس ) ، وتريد منه اليوم أن يقوم بقيادة الوطن وقيادة مسيرة التغيير!!؟ ، هذا الشخص يلزمه الوقت ليعيد توازنة الذاتي ، وقد يقول أخر أنه يحتاج لإعادة تأهيل حتى تعود له الثقته بنفسه وبالمجتمع الذي يعيشه ، وما حققه الرئيس عبدربه رغم الظرف الشخصي الذي مر به لهو إنجاز عظيم ، " لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها ..."

صحيح إن شخصية الرئيس منصور تمتاز بقوة تحمل وصبر ومعايشة للظروف ، تخيلوا معي لو أن أحداً أو شخص أخر غيره أكثر جراءه وإستقلالية في إرادته يعتلي منصب نائب رئيس الجمهورية هل سيصبر على ما مارسته السلطة السابقة برئاسة صالح من ظلم وفساد وإنتهاكات وإذلال وسلب حريات وإنتهاك حقوق عامة وخاصة !؟ ، لا أضن انه سيصبر وربما كان الأن في زمن كان ،، أو قد يكون تحت الأرض مدفون أو مخفي في دهاليز الظلام في سجن سري أو منفي في سجن بتهمة خيانة وطنيه أو منفي خارج حدود الوطن !!؟ ، كل هذا نريد أن نصل لتساؤل : هل رئيس الجمهورية تجاوز حدود الخوف والخضوع الذي عاشه خلال تقلده منصب نائب رئيس !!؟ نرجوا أنه قد تجاوز هذا الحد ، لكن السوأل الأهم : ما العائق الذي يقف أمامه لإعادة النظر في حكومة المحاصصة وإلغاء هذا المعيار الفاشل في إدارة الدولة وما يمنعه من إصدار قرار إستراتيجي بتكليف رئيس وزراء كفؤ لتشكيل حكومة كفاءات لإدارة الدولة !!؟ مع العلم بأن هذا مطلب شعبي وجماهيري يصب في المصلحة العامة للدولة ويعمل على توحيد الجبهة الوطنية الداخلية الذي يعتبر الهدف الأساسي لتحقيق الأهداف الوطنية !!؟ . لنسأل أنفسنا أيضاً ما المانع من إسقاط قانون الحصانة للقتلة والفاسدين أو على الأقل إقرار وتنفيذ العزل الساسي بحقهم لإقاف إعصار الفساد الذي ينهش الحق العام والخاص ويبدد مُقدرات الوطن وثروة الشعب وأجياله القادمة !!؟ ....أسئلة لا تفسير لها إلا ضعف الإرادة والخوف من ماضي ملوث لا يُراد له أن ينكشف رغم أنه مكشوف من زمن بعيد ...!

كلمة أخيرة : سيادة الرئيس نتمنى أن تنحاز للمطالب الشعبية ولا تهتم بالماضي فالشعب يعلم أنك كنت شريك الفاسد وكان لك التأثير الأبرز في الحرب الظالمة في 1994م التي أحدثت الشرخ الأعظم في النسيج الإجتماعي اليمني والتي كان لها الأثر البارز في تدهور البنية السياسية والإقتصادية والإجتماعية في الوطن ، رغم كل هذا الشعب أعطاك ثقته ويدعمك وبقوة حتى اليوم لتقود هذه المرحلة الصعبة من التاريخ ... فلا تخذله ، ... إذا اردت الحصانة والتاريخ المشرف ، فقد حانت الحظه والفرصة التي أودعها الشعب بين يديك لتحقيق تاريخ مشرف لك وللوطن ،

وتنبيه أخير : سيادة الرئيس لا تطلب الحصانة إلا من الشعب فحصانته فوق كل الحصانات وقانون عدالته فوق كل القوانين فهو يستمد قوته وإرادته من الحق الإلاهي الذي خصه الله به ، عليك أن تستمد إرادتك من إرادة الشعب فليس هناك أقوى من الشعب ولا إرادة أقوى من إرادته ، ورحم الله شاعر الأمة وحركات تحررها وثوراتها ( قاسم الشابي ) حين قال " إذا الشعب يوماً أراد الحياة ** فلابد أن يستجيب القدر " ، فلا تطيل الإنتظار فالشعوب تُمهل لكنها لا تهمل !؟ وفقكم الله لما هو خير لهذا الوطن وسدد خطى كل الوطنيين الأحرار ... ورحم الله شهداء الثورة والوطن الأبرار و[سكنهم فسيح جناته وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان ... والخزي والعار للخونة والعملاء وتجار المصالح العامة .. ولا نامت أعين الجبناء.