الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٠ صباحاً

انصار الله والعنف

طارق العضيلي
الاثنين ، ٢٤ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
انتهج النظام السابق سياسة تدميريه للمجتمع والدولة في آن واحد ، وذلك من خلال الدعم اللوجيستي والمادي للجماعات الإرهابية والمسلحة في اليمن ليضمن بقاء حكمه لفترة أطول ، وكي يستمر في العبث والنهب بأموال وموارد الدولة . والعمل من خلال تواجد هذه الجماعات على تخويف دول الجوار والمجتمع الدولي من انتشار هذه الجماعات وبالتالي انتشار الفوضى و زعزعة الامن وتهديد السلم الاجتماعي . والسعي لاستنزاف دول الجوار مادياً من ناحية ، وإظهار أحقيته في القدرة على الحكم والتمكن من السيطرة على هذه الجماعة وتقويضها متى شاء من ناحية أخرى. لكن سرعة ما .

انكشفت عورة الساحر فجنى نتيجة سحرة !! وأدرك العالم أجمع أن التعويذات (الشماعات) التي كان يستغلها الرئيس السابق لإضفاء شرعية لاستمراره في الحكم ... هي صنعة يده الملفوفة بالخديعة والمكر. فظلوا لسنوات عديده في سباتٍ عميق يدعمون مادياً وسياسياً ويأهلون قوات مكافحة الارهاب في حين انها لم تشارك في أي معركة ضد هذه الجماعات ؟؟ فاندلعت الثورة الشبابية السلمية في مطلع العام 2011م وأيقظت المجتمع الاقليمي والدولي وأظهرت كواليس خداعة وكذبه وتزييفه للحقائق والواقع . فأدركوا أن تأييدهم ودعمهم له، تأييداً للفوضى وانتشار للتدمير ومزيداً من اللإستقرار في المنطقة.

قد تختلف المصطلحات كتابيا لكنها تتطابق واقعيا ومصالحياً وعملياً... فأنصار الحوثي بالأمس ؛ هم من وقفوا ضد عجلة التغيير بوقوفهم ضد الثورة الشبابية السلمية ومن خلال الممارسات اللاإنسانية ضد شباب الثورة ، فالجماعات التي باعت نفسها لهؤلاء هي تشبه الجماعات التي أحتلت مدينة رداع باسم انصار الشريعة و التي تقاتل في أبين ولودر ودوفس وموديه ويافع والبيضاء ومختلف المحافظات بهدف واحد ومشترك وهو التخريب واثارة الفتنة في اوساط المجتمع الواحد وما نلاحظه الان في العاصمة صنعاء من خلال التمترس في بعض الاحياء ، ورفع الاعلام الملكية في معظم امانة العاصمة بهدف خلخلة الوضع الامني واثارة الرعب في اوساط السكان لهو خير دليل فقد نشطت هذه الجماعة في مختلف المحافظات بعملها المسلح ضد الابرياء من المدنيين والعسكر المرابطين في ميادين البطولة والشرف من أبناء الشعب اليمني ، في سابقة خطيرة لم يسبق للمتتبع للشأن اليمني أن يسمع بمثل تلك المجازر والاعمال القمعية الوحشية التي أظهرت حقيقة الاجندة الايرانية المرسومة والمعدة سلفاً لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد ، والهادفة الى خلط الأوراق أمام الحكومة الحالية وقيادة الدولة في تنفيذ المبادرة الخليجية ، وكذا مخرجات الحوار الوطني، والبدء بعملية التنمية والنهضة لليمن بعد الدمار الذي لحق بها خلال فترة حكم النظام السابق.

فالشعارات المزيفة التي ترفعها هذه الجماعة كي تظفي مشروعية لأعمالها التخريبية لا تمت الى حقيقة الاسلام والاديان السماوية بشيء ، فالإسلام أتى من اجل الحفاظ على الكليات الخمس ومن ضمنها النفس البشرية ورعاية الحقوق والحريات ، وإعلاء الكينونة الانسانية ، وترشيد المجتمع بالتوعية القائمة على المعرفة الدينية والعلمية. وتعزيز مبدأ التعاون المشترك بين المسلمين وغير المسلمين فيما يحقق المنفعة العامة والمصلحة المشتركة. واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية، ظلت أبجديات هذه الجماعات راكدة في معظم فترة حكم النظام العائلي السابق... لم تنفذ أجندتها خلال تلك الفترة ليس للقوة الفولاذية والعصى السحرية التي أمتلكها النظام السابق ؛ الداعم والمنشئ لها . بل لأن أشواط اللعبة لم تبدأ . فبعد انهيار النظام العائلي ونزع الشرعية منه ، قام بإعطاء الضوء الاخضر لهذه الجماعات بممارسة أجندتها والمتمثلة بالأعمال التخريبية والوحشية والعدوانية ضد الأبرياء من اليمنيين ، ونهب المال العام للدولة والسطو على المعسكرات ، وقتل الأطفال والنساء , وتشريد للألاف من الاسر والعائلات ....!!! فحقيقة الامر أن هذه الجماعات تعمل بالتحالف مع النظام السابق والاعلام الحالي الممول وفق المعادلة (عليْ وعلى اعدائي).