السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٤ مساءً

موعدهم مع الرئيس غداً..!

د . محمد ناجي الدعيس
الجمعة ، ٠٤ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
بدأت رحلة اليمانيين من البسطاء لما يزيد عن نصف قرن من الزمن، رحلة طريقها عناء وشقاء، عيشها شظف بين فقر ومرض وجهل.. تلك الرحلة أراد البسطاء الصامتون طوال رحلتهم أن يجعلوا من لغة صمتهم قوة تستبدل لباس جوعهم وخوفهم بلباس شبعهم وأمنهم.. وفي منشور قام بتوزيعه مجموعة منهم في الشوارع والمواصلات العامة والمحلات التجارية، تشترك تلك المجموعة في الجوع والخوف ولا شيء غيرهما.. وطلبوا من والإعلاميين مساعدتهم في توسيع رقعة انتشار منشورهم.. ولأن مطلبهم يقترب من المنطق ويندرج تحته غالب الناس، أنقله كما جاء كالتالي:

("الإعلام والبسطاء في يوم 14 – 4 - 14..!" في البدء لسنا مع من يطلق على مفهوم البسطاء أنهم السذج أو سطحيي التفكير ولا يفهمون شيئاً..الخ، برأينا أن هذا اعتقاد خاطئ عن البسطاء لدى البعض، لأنه قد ترتبط البساطة عند شخص ما بالحكمة، والبسطاء هم عكس المعقدون، وقد يكون الإنسان في منتهي الذكاء، ولكنه بسيط في تعامله الشخصي أو المهني مع من حوله، أي أنه لا يعقد الأمور ويتعالى على الآخرين.

إن البسطاء من اليمانيون قد انتظروا كثيراً من يعيد الاعتبار والحياة لعلاقة إرادتهم المجتمعية، وطمس علاقة الفرض وإلغائها، لأن العلاقة الأولى: هي نتيجة حوار مثمر ثماره التفاهم والحجة، أي أساسه عقل لعقل، يحقق التسامح والمحبة والاحترام والثقة بين الناس، وهو أساس بناء المجتمعات وتقدمها. أما العلاقة الثانية: فهي حالة تنكُّر لحق الآخر وتجاهلاً لتمايزاته ولخصائصه، وتتجاوز الحوار كوسيلة لفهم الآخر وللتفاهم معه. وهي بالتالي تكون حالة مفروضة. وكل ما هو مفروض مرفوض من حيث المبدأ، ومن حيث الأساس، ولذلك فإنها لا تحقق سوى الحقد والبغضاء والكراهية والغُبن وتأصيل انعدام الثقة بين الجميع، وهو أساس لفرقة المجتمع وهدمه.. وهذا ما يمثله الواقع اليمني فرقاء وشركاء وحلفاء بكل أسف..!

ولا نُسهب في الحديث عن اهتمام الجميع بالوضع السياسي فقط وشغل الكتاب أنفسهم بالكتابات عن نظام سابق ونظام لاحق، حتى هلك الناس وآلت الأوضاع الوطنية في شتى المجالات إلى بؤس وخصوصاً قوت الناس وأمنهم، ولاحظ البسطاء - في هذا الشهر خصوصاً - الذين لا ينتمون إلى حزب أو فئة عقائدية أو قبلية أو عسكرية..الخ، سوى انتمائهم للوطن اليمني الواحد، ارتفاع أسعار المواد الغذائية بين (300 – 700) ريال، الأمر الذي جعل شريحة البسطاء من جميع موظفي الدولة وسائقي السيارات العامة والمحلات التجارية والذين أصبح وضعهم مزرٍ يفكرون في آلية لإيقاف هلاكهم، يأملون من الصحفيين مساعدتهم في نشرها وتعميمها على الساحة اليمنية. والآلية أن يتخذوا من صمتهم أداة للتغيير نحو الأفضل دون أي عنف وتتلخص بالتالي:

- تبدأ يوم واحد من صباح يوم الإثنين الموافق 14 / 4 / 14م، توقيف حركتهم بالجلوس في منازلهم من الساعة الـ ( 7 - 2 ) ظهراً، كتعبير عن عدم رضاهم لما آلت إليه أوضاعهم المعيشية ووضع البلد... ثم يستمر العمل من يوم الثلاثاء 15/ 4/ 2014م وحتى نهاية الأسبوع – الخميس – ويتم الدوام والعمل لجميع البسطاء أيضاً ليوم الأحد الموافق 20/ 4 / 2014م.

- وإذا لم يلمس البسطاء الاستجابة لتحسين أوضاعهم المعيشية من متخذ القرار، سيقف البسطاء عن العمل والحركة في منازلهم: يومي الاثنين 21 / 4 / 2014م، والثلاثاء 22/ 4 /2014م، يومياً من الساعة الـ ( 7 - 2 ) ظهراً ، ويعودن للعمل والحركة بقية الأسبوع، ليومي الأربعاء 23 والخميس 24 ابريل، وكذا يوم الأحد 27/ 4/2014م،

- وإذا لم يلمس البسطاء الاستجابة لتحسين أوضاعهم المعيشية من متخذ القرار، سيقف البسطاء عن العمل والحركة في منازلهم أيام: الاثنين 28 والثلاثاء 29 ابريل، والأربعاء 30 / 4/ 2014م، يومياً من الساعة الـ ( 7 - 2 ) ظهراً، ويعودن للعمل والحركة بقية الأسبوع وهي يوم الخميس 1 / 5 / 2014م، وكذا يوم الأحد 4/ 5/ 2014م.

- وإذا لم يلمس البسطاء الاستجابة لتحسين أوضاعهم المعيشية من متخذ القرار، سيقف البسطاء عن العمل والحركة في منازلهم أيام: الاثنين 5 مايو، والثلاثاء 6 مايو، والأربعاء 7 مايو، والخميس 8 /5 / 2014م، يومياً من الساعة الـ ( 7 - 2 ) ظهراً، ويعودن للعمل والحركة يوم الأحد فقط 11 / 5 / 2014م، وبقية الأسبوع سيتوقفون عن الحركة والعمل.

وبعد ذلك إذا لم تتحسن أوضاع البسطاء المعيشية فإنهم سيستمرون بالجلوس في منازلهم متخذين من لغة الصمت قوة للتغيير بعيداً عن أي عنف أو إملاءات لا ترى إلا مصالحها الشخصية التي كُرست طيلة رحلة خمسة عقود مضت ولازالت رائحة نتنة توغل في المجتمع وتؤرقه.

وفي خطابه للشعب عام 2012م بمناسبة مرور 50 عاماً على ثورة سبتمبر، كأن الرئيس هادي يكرر نهج سَلَفه، فمن ضمن ما وعد به قوله: “سيتم مراقبة أداء الحكومة وتقييم كل وزير ومسؤول وسيكون الحكم على الأداء والانجاز الذي حققه وليس بما أهدر به الوقت من تصريحات سياسية تضر أكثر مما تنفع”.!!! الناس من البسطاء يا رئيس منذ ما يزيد عن 50 عاماً لا يبحثون عن السلطة أو يصارعون من أجلها، ولكنهم يبحثون عن من يؤسس لهم وطن فيه مأوى ومأكل وأمان فقط.. وليذهب اللاهثون وراء السلطة إلى الجحيم..! ما نعرفه يا رئيسنا أن الواحد يهتم بمزعته كي يجني منها الثمار، لكن مسؤوليك ينهبوا البلد بطرق شتى دون أن يهتمّوا بها كمصدر ارتزاق لهم حتى أصبح كما تراه..! ونكرر هنا أننا والله لا ننتمي إلى أي جهة سوى للوطن فنرجو أن لا يُجَيّر خطابنا هذا لأي جهة أو رميه لحساب أي فئة لتبرير رحلة الفشل التنموي وتحسين حال الناس منذ 50 عاماً وحتى اللحظة.. نحن مع التغيير نحو الأفضل لحال الناس جميعاً لا لحال فئة مرتزقة على حساب وطن وأغلبيته.)

وأضيف إلى ما ذكروه قليل من كُثر للأخ الرئيس أن حقوق الناس ضائعة فعلى سبيل المثال لا الحصر، ارض الحتارش الخاصة بالتربويين والتي دفع قيمتها موظفي وزارة التربية عام 1988م، من قوت أبنائهم ليحصلوا على مأوى لهم.. أين هي أخي الرئيس؟ مثال آخر أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء وعمران وموظفي الجامعتين .. أين أراضيهم التي حصلوا بها على أوامر منذ أوائل التسعينات من القرن الماضي وهي حق من حقوقهم؟ ومع الأسف أن هناك أفراداً يحصلون على أراضٍ هبة تغطي القطعة جميع موظفي الدولة..! ألا يمكن حصول البسطاء من الموظفين والأمن والقوات المسلحة على أمر لرفع مرتباتهم ومعاشات المتقاعدين وفي الضمان الاجتماعي، كأي أمر ملياري لصلح قبلي أو نفطي أو كهربائي أو حتى الفارق من سعر البترول الـ 100ريال، حينما رفع سعر اللتر البنزين من 75 ريال إلى 175 ريال.. إن وجدت النية في تحسين أوضاع الناس بالتأكيد ستوجد حلول كثيرة، لكن كما يقال إن اللصوص شغلوا الناس، ومشغولون – اللصوص – بنهب مقنن لأكبر قدر ممكن من الأموال العينية والنقدية لأنفسهم، والبسطاء هم من يرجحون الفوز في الانتخابات حتى ضاق بهم الوضع.. فمن يا ترى سيفي بالوعد البسطاء بتوقيف الحركة والعمل أم الرئيس بتحسين وضعهم ونبذ من أوصلهم جميعاً إلى هذا الواقع المزري؟!