الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥٢ صباحاً

حيادية الجيش

خالد الصرابي
الخميس ، ١٧ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
بعيدا عن المناكفات السياسية وصراع التحزب بعصبية فكرية ونهجا طائفي مجزء, وفي الركن المقابل حيث يقف التهريج الاعلامي المسوق لحركة الاحتدام الفكري والنفسي والجسدي بين ابناء مجتمع مازال مضمونه مترابطا على هيئة جسد واحد ..يبقى جيشه المغوار الشمعة المضيئة في رحاب هذا الوطن الواسع.

ربما هناك من لم يستوعب بعد الدور والمكانة الاساسية لوجود وبناء جيش في اطار وطني شامل , وهو ما جعل عدد من وسائل الاعلام وخاصة الصحافة الالكترونية تندد في تعليقاتها حول ما اصدرته القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الدفاع من توجيهات فيما يخص "ضبط النفس" لقيادة الوحدات العسكرية المرابطة في محيط الصراعات القبلية المسلحة على اعتبار ان هذه الخطوة تاتي كجانب سلبي لكن الحكم بهكذا هشاشة انما ينم بل ويؤكد مدى ضيق الزاوية التي نظر من خلالها صوب هذا التوجه الحكيم والذي جاء انطلاقا من الرسالة السامية لجيشنا المقدام كلغة تناهض مفرداتها مساعي تحريف مساره عن طريق تأديتها وذلك من خلال الزج به في اتون تلك الصراعات المتخبطة ومحاولة اطرافه الاساءة بحق ابطالنا الميامين الا انها لن تجد سوى صدورا رحبه تلقنها عبر كميات الصبر الجليد دروسا قاسية في معاني القيم والمبادئ الوطنية ..في حقيقة الامر وجد جيشنا لحماية كل ذرة تراب في هذا الوطن لذا فلن يوجه مقاتلوه الاشاوس اسلحتهم نحو ابناء وطنهم الذين عليهم استيعاب هذه المفردات ليتمكنوا خلالها من سلك الطرق الانسب في مقابلة كمية الود والاحترام التي يكنها لهم ابطال القوات المسلحة والامن لا ان يسعوا بلحظات فكرية عقيمة الى هدم هذه المؤسسة التي تعد القوة الضاربة بيد الشعب . ما يعني انها ليست ملك لشخص بعينة كما انه لايمكن لاح دان يحركها باتجاه هاوية الهلاك لذا فأن قرار حيادية الجيش عن كافة النزاعات الشخصية والعرقية اشارة بليغة الى مدى الحرص الشديد على بقاءه في اطار نسيج كياني مترابط ومتماسك يحفظ قوته الكامنة في وحدته لتأتي ابرز عناوين تلك اللغة الاكثر شمولا في اصدق معاني التعبير المستوحاه من تفويت فرصة تحقيق المكاسب الشخصية وسلسلة اهدافها وتمرير مأربها تحت مضلة – القوات المسلحة والامن- لنستشف ترجمة حقيقية لذلك النهج الرشيد الذي تخطوا على ثباته قيادتنا السياسية والعسكرية المستنبطة حكمتها وقرارها من روح المسؤولية الوطنية ..فليس من الصح على الاطلاق ان تفصل وتخمد نيران الفتن في اجزاء من الوطن بأقحام المؤسسة العسكرية وسط دائرة تلك الصراعات لتنهك على التو كأسلوب واقدام عشوائي انما يعمل على توسيع مساحة النيران المشتعلة لتشمل في طريقها عموم الوطن.