الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٩ مساءً

الصرخة للأمريكيين والرصاصة لليمنيين

عبد الخالق عطشان
الأحد ، ٢٠ ابريل ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
الخوارج كما وضح الشيخ العلامة الدكتور / محمد الوقشي هم من أول من ابتدع الصرخة ويراد بها باطل وكان فحواها (إِنِ الحكمُ إلا لله) فكانت تضج مساجدهم ومحافلهم بهذه الصرخة غير أنها لم تتجاوز أفواههم وقد كان اول ضحايا هذه الصرخة هو الإمام علي (عليه السلام) إذ قتله الخوارج غدرا وظلما وهم بذلك قاصدين إقامة حكم الله لكن بإعاثتهم في الأرض فسادا قتلا وإرهابا وما أشبه الليلة بالبارحة فهذه الصرخة الحوثية (الله أكبر. فتكبروا على كل من طالتهم بنادقهم، النصر للإسلام. فلم ينتصر إسلام ولم ينهزم يكفر وإنما انتصر منطق السلالية وبرز مذهب العنصرية وتمايز الناس أحياءً وميتين بين قنديل وزنبيل) و (الموت لأمريكا وإسرائيل فما ماتت أمريكا ولا إسرائيل ولاسياستيهما، واللعنة على اليهود. فليس جديدا هذا اللعن فهم ملعونين من قبل مبعث الرسول محمد وعلى لسان داوود وعيسى ابن مريم ومابلغ لعنهم لليهود حدود فكرهم الضيق.

لم يتم دحر اليهود وهزيمتهم وجلاؤهم من المدينة بصرخة كان يصرخها الرسول بين آل البيت ولا الصحابة وإنما هو سوء فعالهم وغدرهم وخيانتهم فلم يجد الرسول بداً من استخدام السيف معهم لكن بعد أن خيرهم للحياة مرتين وقد ساق لنا التاريخ والسِير عن التعايش السلمي الذي كان يبديه النبي محمد (ص ) مع اليهود فالرسول يحمل منهج حياة لا منهج موت .. ،أما اليوم فمن مران إلى عمران فقد ساء صباحُ اليمنيين وليلهم بجحافل الغزو الحوثي ففي كل قرية يسقطونها تأخذهم النشوة حين يرون ملصقات صرختهم في المساجد والبيوت والمدارس والخرائب والزرائب و.. بل وتتحول مساجد الله ومحاريبها إلى مراقص يرقص فيها ( أنصار الله ) طربا بتحريرها من العدو الأمريكي والإسرائيلي..

كثير من يلوم الجيش لم لا يتخذ موقفا حازما من هذا التوغل الحوثي المسلح والأكثر من ذلك أن ترد الرئاسة تلميحا أو تصريحا بأنها لا تريد جر الجيش في مواجهات مسلحة ربما لعدم الثقة في قادته ربما لعدم جاهزيته فمن المسؤول عن كل هذا الخلل والتراخي في تعزيز الجيش وتدعيم بنيته ماديا ومعنويا وهل قامت الرئاسة بواجبها تجاه هذا الجيش وتجاه المناطق المحتله من مران إلى عمران ؟ ومتى سيتم كل ذلك ، هل بعد سقوط صنعاء ورفرفة الشعار الحوثي فوق قصر الرئيس هادي ؟ ورأينا حراسة القصر تردد الصرخة ( بالرضا أو بالصميل ).

لو كان الإصلاح أو ماشابهه هو من يُحاصر عمران ويقود الفتوحات من مران إلى عمران بكل أنواع الأسلحة وهو من يمارس سياسة التهجير والتفجير فما من شك أن ( اليمن اليوم وأخواتها ) و ( أمل الباشا وصويحباتها ) سيخرجن ثائرات الشعور يلطمن الخدود ويشققن الجيوب ويَدعِين بالويل والثبور ويَجلِبن العالم ومنظماته المدنية والحقوقية والعسكرية ليشهدوا هذا الإجرام والعنصرية بل وربما أن سياسة ( التضحية بالأثوار ) ستغيب وستحظر سياسة (الجيش على أهبة الاستعداد ) لدحر الباغي والمتمرد.

حقيقة لقد ابتلانا الله بمسؤولين فقدوا مصداقيتهم لانعدام شفافيتهم بل وتضليلاتهم مع شعبهم وبأحزاب انعدمت الثقة فيما بينها وبشعب صبور تنطلي عليه الحيل والأكاذيب والشعارات وبإعلامٍ غايته التهييج والإثارة والنذير ، وإذا استمر هذا الخلل فسيجد الجميع نفسه تحت مطرقة العنصرية والسلالية وحينها سيقفون جميعا أمامها خاضعين يرجون أن تمتن عليهم بقولها ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) بدلا من تهجيرهم وتفجيرهم.